سوره قدير

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من اثار حضرت بهاءالله - آثار قلم اعلى – جلد 2، لوح رقم (93)، 159 بديع، سوره قدیر، صفحه 622-624

هذه سورة القدیر قد قدرناها فى جبروت البقاء و انزلناها علی العباد لیکون لهم سراجا مضیئا

هو ‌الحق ‌البهى‌ الابهى

فسبحان الذى قدر مقادیر کل شیء فى الواح عز محفوظ و خلق کل شیء على شأن لو یصفن انفسهم عن غبرة الوهم و الهوى لیصعدن الی مقاعد القصوى و ینطقن بما نطق روح القدس عند سدرة المنتهى بانه لا اله الا هو و ان ذات کلمتین فى هذین الاسمین لقیوم الاسماء فى جبروت البقاء و کذلک احاطت رحمة الایام کل الانام و لکن الناس هم لا یشعرون و لقد تجلى الله فى هذا اللوح باسمه القدیر علی کل الممکنات لیستقدرن به کل الموجودات عما خلق بین الارضین و السموات لئلا یحرم احد عن سلطان قدرته و هذا ما نزل حینئذ من لدن مهیمن قیوم ان یا شمس اسمى القدیر فاستشرق علی الکائنات ببدایع قدرة ربک لیشهدن کل الاشیاء فى انفسهم قدرة الله المقتدر العزیز المحبوب و من یجعل محروما عن تجلى هذا الاسم لن یوفق علی الاقرار بقدرة ربه العزیز المختار و لو یعترف لم یکن علی التحقیق لان ما فقد عنه کیف یدرکه فسبحانه عما یعرفون اذا یا قوم فاجعلوا قلوبکم مرآتا لهذا الشمس لینطبع فیها انوارها و تجلیها و کذلک یأمرکم ربکم ان انتم تعرفون و من انطبع فیه تجلى هذا الاسم لیجعله الله قادرا علی کل شیء بحیث لو یقول لکل شیء فانقلب کلهم ینقلبون و لو‌ یرید ان یغلب علی الممکنات بارادة من عنده لیقدر من قدرة ربه و ان هذا لفضل مشهود و من هذا اللوح هبت روائح القدرة علی کل ذى قدرة و یهب کیف یشاء بامر من عنده ان انتم تعقلون و ان مثل هذا الاسم فى هذا اللوح کمثل معین الماء یجرى فى انهار شتى کذلک من هذا الاسم یجرى میاه القدرة فى انهار الموجودات و یأخذ من یشاء علی قدر مقدور ان یا ذلک الاسم انا خلقناک بامر من عندنا و ارفعنا ذکرک فى ملکوت الاسماء و زیناک بقمیص البقاء لتشکر ربک و تکون من الذینهم یشکرون ایاک ان لا‌ یغرنک شیء و لا تحتجب عن ذکر اسم ربک و لا تکن من الذین اذا شهدوا انفسهم فى علو و ارتفاع غفلوا عن ذکر ربهم ثم استکبروا علی الله الذى خلقهم بارادة من عنده و کذلک کانوا ان یفعلون ان یا مسمیات هذا الاسم و مظاهره ان استمعوا نداء ربکم الرحمن فى هذا الرضوان و لا تلتفتوا الی ما قدر فى الاکوان و لا تکونن من الذینهم لا یفقهون ایاکم ان لا یغرنکم الاسماء عن ذکر بارئکم و اذا استشرق علیکم شمس ذکر ربکم خروا بوجوهکم سجدا لله المقتدر المهیمن القیوم ایاکم ان لا یمنعکم شیء عن الخضوع بین یدى الله و لا تکونوا بمثل الذى ارفعنا امره بین العباد ثم اشتهرنا ذکره فى البلاد فلما شهد نفسه علی عز و ارتفاع اذا استکبر علی الذى خلقه و سواه و بلغ الی مقام الذى اعترض تلقاء الوجه و فرط فى جنب الله و کان من الذین اذا استشرقت علیهم شمس الجمال عن افق الاستجلال استکبروا و کانوا من الذینهم یستکبرون ان یا اسمى انا جعلناک مظهر هذا الاسم لتدع کل الممکنات عن ورائک و تکسر اصنام الوهم من کل شیء و تدخل الکل فى ظل ربک العزیز المحبوب و تنصر ربک فى کل شأن بما استطعت لیرفع اعلام النصر علی مقاعد قدس مرفوع قل یا ملأ البیان انکم ان لا تنصروا الغلام فسوف ینصره الله کما نصر بالحق اذ کان فى السجن و نصره بجنود لن تروها و انزل معه ما یحفظه عن اعادى نفسه انه ما من اله الا هو له الخلق و الامر و کل عنده فى لوح محفوظ ان یا اسمى ان استقم علی الامر ثم ذکر الناس بما الهمک الروح و ان وجدت مقبلا فاقبل الیه و ان وجدت معرضا فاعرض و لا تخف فتوکل علی الله ربک و انه یحرسک عن الذین کفروا و اشکروا و کانوا من الذینهم اذا یتلی علیهم آیات الرحمن اذا هم فى انفسهم یلعبون قدس نفسک عن کل ما یمنعک عن سراط الله الذى له ما فى السموات و ما فى الارض و ان هذا خیر لک عما کنز فى ملکوت الامر و الخلق و لکن الناس اکثرهم لا یفقهون ان ارتقب یوم الذى یأتى الله بسلطان من الامر و فى حوله ملئکة الروح اذا تجد الناس صرعى و یأخذ الاضطراب سکان السموات و الارص و ینقلبن کل الاسماء و یخرن علی تراب محدود الا من ینقطع الی الله و یدخل فى ظل ربه‌العلى المتعالی العزیز المحمود کذلک الهمناک من بدایع وحى ربک لتستقر فى نفسک و تکون من الذینهم مستقرون و البهاء علیک و علی من اتخذ فى ظل ربه مقاما محمود والحمد لله العزیز المقتدر المتعالی المحبوب

المصادر
المحتوى