سوره غصن

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من اثار حضرت بهاءالله - آثار قلم اعلى – جلد 2، لوح رقم (98)، 159 بديع، سوره غصن، صفحه 636 – 639

قد نزل لمیرزا على رضا لیکون بعنایات الله مرزوقا

هو الباقى فى افق الابهى

اتى امرالله علی ظلل من البیان والمشرکون یومئذ فى عذاب عظیم قد نزلت جنود الوحى برایات الالهام عن سماء اللوح باسم الله المقتدر القدیر اذا یفرحن الموحدون بنصر الله و سلطانه و المنکرون حینئذ فى اضطراب مبین یا ایها‌الناس اتفرون عن رحمة الله بعد الذى احاطت الممکنات عما خلق بین السموات و الارضین ان لا تبدلوا رحمة الله علی انفسکم و لا تحرموا‌انفسکم منها و من اعرض عنها انه علی خسران عظیم مثل الرحمة مثل الآیات انها نزلت من سماء واحدة و یسقون الموحدون منها خمر الحیوان و المشرکون یشربون من ماء الحمیم و اذا یتلی علیهم آیات الله تشتعل فى صدورهم نار البغضاء کذلک بدلوا نعمة الله علی انفسهم و کانوا من الغافلین ان ادخلوا یا قوم فى ظل الکلمة ثم اشربوا منها رحیق المعانى و البیان لان فیها کنز کوثر السبحان و ظهرت عن افق مشیة ربکم الرحمن بانوار بدیع قل قد انشعب بحر القدم من هذا البحر الاعظم فطوبى لمن استقر فى شاطئه و یکون من المستقرین و قد انشعب من سدرة المنتهى هذا الهیکل المقدس الابهى غصن القدس فهنیئا لمن استظل فى ظله و کان من الراقدین قل قد نبت غصن الامر من هذا الاصل الذى استحکمه الله فى ارض المشیة و ارتفع فرعه الی مقام احاط کل الوجود فتعالی من هذا الصنع المتعالی المبارک العزیز المنیع ان یا قوم تقربوا الیه و ذوقوا منه اثمار الحکمة و العلم من لدن عزیز علیم و من لم یذق منه یکون محروما عن نعمة الله و لو یرزق بکل ما علی الارض ان انتم من العارفین قل قد فصل من لوح الاعظم کلمة علی الفضل و زینها الله بطراز نفسه و جعلها سلطانا علی من علی الارض و آیة عظمته و اقتداره بین العالمین لیمجدن الناس به ربهم العزیز المقتدر الحکیم و یسبحن به بارئهم و یقدسن نفس الله القائمة علی کل شیء ان هذا الا تنزیل من لدن علیم قدیم قل یا قوم فاشکروا الله لظهوره لانه لهو الفضل الاعظم علیکم و نعمة الاتم لکم و به یحیى کل عظم رمیم من توجه الیه فقد توجه الی الله فمن اعرض عنه فقد اعرض عن جمالی و کفر ببرهانى و کان من المسرفین انه لودیعة الله بینکم و امانته فیکم و ظهوره علیکم و طلوعه بین عباده المقربین کذلک امرت ان ابلغکم رسالة الله بارئکم و بلغتکم بما امرت به اذا یشهد الله علی ذلک ثم ملئکته و رسله ثم عباده المقدسین ان استنشقوا رائحة الرضوان من اوراده و لا تکونن من المحرومین ان اغتنموا فضل الله علیکم و لا تحتجبوا عنه و انا قد بعثناه علی هیکل الانسان فتبارک الله مبدع ما یشاء بامره المبرم الحکیم ان الذینهم منعوا‌انفسهم عن ظل الغصن اولئک تاهوا فى العراء و احرقتهم حرارة الهوى و کانوا من الهالکین ان اسرعوا یا قوم الی ظل الله لیحفظکم عن حر یوم الذى لن یجد احد لنفسه ظلا و لا مأ‌وى الا ظل اسمه الغفور الرحیم ان البسوا یا قوم ثوب الایقان لیحفظکم عن رمى الظنون و الاوهام و تکونن من الموقنین فى هذه الایام التى لن یوقن احد و لن یستقر علی الامر الا بان ینقطع عن کل ما فى ایدى الناس و یتوجه الی منظر قدس منیر یا قوم اتتخذون الجبت لانفسکم معینا من دون الله و یتبعون الطاغوت ربا من دون ربکم المقتدر القدیر دعوا یاقوم ذکرهما ثم خذوا کأ‌س الحیوان باسم ربکم الرحمن تالله بقطرة منها یحیى الامکان ان انتم من العالمین قل الیوم لا عاصم لاحد من امر الله و لا مهرب لنفس الا الله و هذا لهو الحق و ما بعد الحق الا الضلال المبین و لقد حتم الله عل کل نفس بان یبلغوا امره علی ما یکون مستطیعا علیه کذلک قدر الامر من اصبع القدرة و الاقتدار علی الواح عز عظیم و من احیى نفسا فى هذا الامر کمن احیى العباد کلهم و یبعثه الله یوم القیمة فى رضوان الاحدیة بطراز نفسه المهیمن العزیز الکریم و ان هذا نصرتکم ربکم و من دون ذلک لن یذکر الیوم عند الله ربکم و رب آبائکم الاولین و انک انت یا عبد ان استمع ما وصیناک فى اللوح ثم ابتغ فضل ربک فى کل حین ثم انشر اللوح بین یدى الذینهم آمنوا بالله و بآیاته لیبلغن ما فیه و یکونن من المحسنین قل یا قوم لا تفسدوا فى الارض و لا تجادلوا مع الناس لان هذا لم یکن شأن الذینهم اتخذوا فى ظل ربهم مقاما کان علی الحق امین واذا وجدتم عطشانا فاسقوه من کأس الکوثر و التسنیم و ان وجدتم ذات اذن واعیة فاتلوا علیه آیات الله المقتدر العزیز الرحیم ان افتحوا اللسان بالبیان الحسنة ثم ذکر الناس ان وجدتموهم مقبلا الی حرم الله و الا دعوهم بانفسهم ثم اترکوهم فى اصل الحجیم ایاکم ان لا تنشروا لئالی المعانى عند کل اکمه عقیم لان الاعمى یکون محروما عن مشاهدة الانوار و لن یفرق الحجر عن لوءلوء قدس ثمین انک لو تلقى علی الحجر الف سنة من آیات عز بدیع هل یفقه فى نفسه او یؤثر فیه لا فو ربک الرحمن الرحیم و لو تقرء کل الآیات علی الاصم هل یسمع منها حرفا لا فو جمال عز قدیم کذلک القیناک من جواهر الحکمة و البیان لتکون ناظرا الی شطر ربک و تنقطع عن العالمین و الروح علیک و علی الذینهم استقروا علی مقر القدس و کانوا فى امر ربهم علی استقامة مبین

المصادر
المحتوى