ان یا وفا ان اشکر ربک بما ایدک علی امره و عرفک مظهر نفسه و اقامک علی ثناء ذکره الاعظم فى هذا النبأ العظیم فطوبى لک یا وفا بما وفیت بمیثاق الله و عهده بعد الذى کل نقضوا عهد الله و کفروا بالذى آمنوا بعد الذى ظهر بکل الآیات و اشرق عن افق الامر بسلطان مبین و لکن فاسع بان تصل الی اصل الوفا و هو الایقان بالقلب و الاقرار باللسان بما شهد الله لنفسه الاعلى بانى انا حى فى افق الابهى و من فاز بهذه الشهادة فى تلک الایام فقد فاز بکل الخیر و ینزل علیه الروح فى کل بکور و اصیل و یؤیده علی ذکر ربه و یفتح لسانه علی البیان فى امر ربه الرحمن الرحیم و ذلک لا یمکن لاحد ابدا الا لمن طهر قلبه عن کل ما خلق بین السموات و الارضین و انقطع بکله الی الله الملک العزیز الجمیل قم علی الامر و قل تالله ان هذا لنقطة الاولى قد ظهر فى قمیصه الاخرى باسمه الابهى و اذا فى هذا الافق یشهد و یرى و انه علی کل شیء محیط و انه لهو المذکور فى الملأ الاعلی بالنبأ العظیم و فى ممالک البقا بجمال القدیم و لدى العرش بهذا الاسم الذى منه زلت اقدام العارفین قل تالله قد تمت حجة الله فى هذا الظهور لکل من فى السموات و الارض من قبل ان ینزل آیة من سماء قدس رفیع و من دونه قد نزل معادل ما نزل فى البیان خافوا عن الله و لا تبطلوا اعمالکم و لا تکونن من الغافلین ان افتحووا عیونکم لتشهدوا جمال القدم من هذا المنظر المشرق المنیر قل تالله قد نزل هیکل الموعود علی غمام الحمراء و عن یمینه جنود الوحى و عن یساره ملائکة الالهام و قضى الامر من لدى الله المقتدر القدیر و بذلک زلت کل الاقدام الا من عصمه الله بفضله و جعله من الذین عرفوا الله بنفسه ثم انقطعوا عن العالمین اسمع کلمات ربک طهر صدرک عن کل الاشارات لیتجلى علیه انوار شمس ذکر اسم ربک و تکون من الموقنین ثم اعلم بان حضر بین یدینا کتابک و شهدنا ما فیه و کنا من الشاهدین و عرفنا ما فیه من مسائل التى سئلت عنها و انا کنا مجیبین و لکل نفس الیوم یلزم بان یسئل عن الله فیما یحتاج به و ان ربک یجیبه بآیات بدع مبین و اما ما سئلت فى المعاد فاعلم بان العود مثل البدء کما انت تشهد البدء کذلک فاشهد العود و کن من الشاهدین بل فاشهد البدء نفس العود و کذلک بالعکس لتکون علی بصیرة منیر ثم اعلم بان کل الاشیاء فى کل حین تبدء و تعود بامر ربک المقتدر القدىر و اما عود الذى هو مقصود الله فى الواحه المقدس المنیع و اخبر به عباده هو عود الممکنات فى یوم القیامة و هذا اصل العود کما شهدت فى ایام الله و کنت من الشاهدین و انه لو یعید کل الاسماء فى اسم و کل النفوس فى نفس لیقدر و انه لهو المقتدر القدیر و هذا لعود یحقق بامره فیما اراد و انه لهو الفاعل المرید و انک لا تشهد فى الرجع و العود الا ما حقق به هذان و هوکلمة ربک العزیز العلیم مثلا انه لو یأخذ کفا من الطین و یقول هذا لهو الذى اتبعتموه من قبل هذا لحق بمثل وجوده و لیس لاحد ان یعترض علیه لانه یفعل ما یشاء و یحکم ما یرید و انک لا تنظر فى هذا المقام الی الحدود و الاشارات بل فانظر بما حقق به الامر و کن من المتفرسین اذا نصرح لک ببیان واضح مبین لتطلع بما اردت من مولاک القدیم فانظر فى یوم القیامة لو یحکم الله علی ادنى الخلق من الذین آمنوا بالله بان هذا اول من آمن بالبیان انک لا تکن مریبا فى ذلک و کن من الموقنین و لا تنظر الی الحدود و الاسماء فى هذا المقام بل بما حقق به اول من آمن و هو الایمان بالله و عرفان نفسه و الایقان بامره المبرم الحکیم فاشهد فى ظهور نقطة البیان جل کبریائه انه حکم لاول من آمن بانه محمد رسول الله هل ینبغى لاحد ان یعترض و یقول هذا عجمى و هو عربى اوهذا سمى بالحسین و هو کان محمدا فى الاسم لا فو نفسى الله العلى العظیم و ان فطن البصیر لن ینظر الی الحدود و الاسماء بل ینظر بما کان محمد علیه و هو امر الله و کذلک ینظر فى الحسین علی ما کان علیه من امر الله المقتدر المتعالی العلیم الحکیم و لما کان اول من آمن بالله فى البیان علی ما کان علیه محمد رسول الله لذا حکم علیه بانه هو هو او بانه عوده و رجعه و هذا المقام مقدس عن الحدود و الاسماء و لا یرى فیهذا الا الله الواحد الفرد العلیم ثم اعلم بانه فى یوم الظهور لو یحکم علی ورقة من الاوراق کل الاسماء من اسمائه الحسنى لیس لاحد ان یقول لم و بم و من قال فقد کفر بالله و کان من المنکرین ایاک ایاک انک لا تکن بمثل اهل البیان لان اکثرهم قد ضلوا و اضلوا و نسوا عهد الله و میثاقه و اشرکوا بالله الواحد الفرد الخبیر و ما عرفوا نقطة البیان لانهم لوعرفوه بنفسه ما کفروا بظهوره فى هذا الهیکل المشرق المنیر و انهم لما کانوا ناظرا الی الاسماء فلما بدل اسمه الاعلى بالابهى عمت عیونهم و ما عرفوه فى تلک الایام و کانوا من الخاسرین و انهم لو عرفوا نفسه بنفسه و بما ظهر من عنده ما انکروه فى هذا الاسم المبارک البدیع الذى جعله الله سیف امره بین السموات و الارضین و یفصل به بین الحق و الباطل من یومئذ الی یوم الذى یقوم الناس لرب العالمین ثم اعلم بان یوم الظهور یعود کل الاشیاء عما سوى الله و کلها فى صقع واحد و لو کان من اعلاها او ادناها و هذا لعود لن یعرفه احد الا بعد امر الله و انه لهو الآمر فیما یرید و بعد القاء کلمة الله علی الممکنات من سمع و اجاب انه من اعلی الخلق و لو یکون من الذین یحملون الرماد و من اعرض هو من ادنى العباد و لو یکون عند الناس ولیا و یکون عنده کتب السموات و الارضین فانظر بعین الله فیما نزلناه لک و ارسلناه الیک و لا تنظر الی الخلق و ما عندهم و ان مثلهم الیوم کمثل عمى یمشى فى ظل الشمس و یسئل ما هى اهل هى اشرقت ینفى و ینکر و لا یکون من المستشعرین لن یعرف الشمس و لن یعرف ما حال بینه و بینها و یصیح فى نفسه و یعترض و یکون من المعرضین هذا شأن هذا الخلق دعهم بانفسهم و قل لکم ما اردتم و لنا ما نرید فسحقا للقوم المشرکین ثم اعلم بان ظهور القبل حکم العود و الحیات علی الارواح فى یوم القیامة و لو ان لکل شیء عود و رجع و لکن انا لا نحب بان نذکر ما لا ذکر فى البیان لئلا یرفع ضجیج المبغضین فیا لیت یرفع ما حال بین الناس و بارئهم لیشهدوا سلطنته الله و عظمته و یشربوا من معین الکوثر و السلسبیل ثم یترشح علیهم بحور المعانى و یطهرهم عن رجس کل مشرک مریب و اما ما سئلت من العوالم فاعلم بان لله عوالم لا نهایة بما لا نهایة لها و ما احاط احد بها الا نفسه العلیم الحکیم تفکر فى النوم و انه آیة الاعظم بین الناس لو یکونن من المتفکرین مثلا انک ترى فى نومک امرا فى لیل و تجده بعینه بعد سنة او سنتین او ازید من ذلک او اقل و لو یکون العالم الذى انت رأیت فیه ما رأیت هذا العالم الذى تکون فیه فیلزم ما رأیت فى نومک یکون موجودا فى هذا العالم فى حین الذى تراه فى النوم و تکون من الشاهدین مع انک ترى امرا لم یکن موجودا فى العالم و یظهر من بعد اذا حقق بان عالم الذى انت رأیت فیه ما رأیت یکون عالما آخر الذى لا له اول و لا آخر و انک ان تقول هذا العالم فى نفسک و مستوى فیها بامر من لدن عزیز قدیر لحق و لو تقول بان الروح لما تجرد عن العلائق فى النوم سیرة الله فى عالم الذى یکون مستورا فى سر هذا العالم لحق و ان لله عالم بعد عالم و خلق بعد خلق و قدر فى کل عالم ما لا یحصیه احد الا نفسه المحصى العلیم و انک فکر فیما القیناک لتعرف مراد الله ربک و رب العالمین و فیه کنز اسرار الحکمة و انا ما فصلناه لحزن الذى احاطنى من الذین خلقوا بقولی ان انتم من السامعین فهل من ناصر ینصرنى و یدفع عنى سیوف هؤلاء المعرضین و هل من ذى بصر ینظر کلمات الله ببصره و ینقطع عن انظر الخلائق اجمعین و انک یا عبد نبى عباد الله بان لا ینکروا ما لا یعقلوه قل فاسئلوا الله بان یفتح علی قلوبکم ابواب المعانى لتعرفوا ما لا عرفه احد و انه لهو المعطى الغفور الرحیم و اما ما سئلت فى اوامر الله فاعلم بان کلما حدد فى الکتاب حق لا ریب فیه و علی الکل فرض بان یعملوا بما نزل من لدن منزل علیم و من یترکه بعد علمه به ان الله برىء عنه و نحن برءاء منه لان اثمار الشجرة هى اوامره و لن یتجاوز عنه الا غافل بعید و اما الجنة حق لا ریب فیه و هى الیوم فى هذا العالم حبى و رضائى و من فاز به لینصره الله فى الدنیا و بعد الموت یدخله فى جنة عرضها کعرض السموات و الارض و یخدمنه حوریات العزة و التقدیس فى کل بکور و اصیل و یستشرق علیه فى کل حین شمس جمال ربه و لیستضیئ منها علی شأن لن یقدر احد ان ینظر الیه کذلک کان الامر و لکن الناس هم فى حجاب عظیم و کذلک فاعرف النار و کن من الموقنین و لکل عمل جزاء عند ربک و یشهد بذلک نفس امر الله و نهیه و لو لم یکن للاعمال جزاء و ثمر لیکون امره تعالی لغوا فتعالی عن ذلک علوا کبیرا و لکن المنقطعین لن یشهدن العمل الا نفس الجزاء و انا لو نفصل ذلک ینبغى ان یکتب الواحا عدیدة تالله الحق ان القلم لن یحرک بما ورد علی صاحبه و یبکى و ابکى ثم تبکى عین العظمة خلف سرادق الاسماء علی عرش اسمه العظیم و انک صف قلبک انا نفجر منه ینابیع الحکمة و البیان لتنطق بها بین العالمین ان افتح اللسان علی البیان فى ذکر ربک الرحمن و لا تخف من احد فتوکل علی الله العزیز الحکیم قل یا قوم ان اعملوا ما عرفتم فى البیان الفارسى و ما لا عرفتموه فاسئلوا من هذا الذکر الحکیم لیبین لکم ما اراد الله فى کتابه و ان عنده ما کنز فى البیان من لدن مقتدر قدیر و اما ما سئلت فیما اخبرنا العباد حین الخروج عن العراق فى ان الشمس اذا غابت تتحرک طیور الیل و ترفع رایات السامرى تالله قد تحرک الطیور فى تلک الایام و نادى السامرى فطوبى لمن عرف و کان من العارفین ثم اخبرناهم بالعجل تالله کل ما قد اخبرناهم قد ظهر و لا مرد له الا بان یظهر لانه جرى من اصبع عز قدیر و انک انت فاسئل الله بان یحفظک من شر هؤلاء و یقدسک من اشارات المعرضین فاشدد ظهرک لنصرة الامر و لا تلتفت الی ما یخرج من افواه ملأ البیان لانهم لا یعرفون شیئا و ما اطلعوا باصل الامر فى هذا النبأ الاعظم کذلک الهمناک و القیناک ما تغنى به عن ذکر العالمین و البهاء علیک و علی الذینهم یسمعون قولک فى الله ربک و تکونن من الراسخین و الحمد لله رب العالمین