بسم الله البهيّ الأعلى الأبْهَى هَذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

بسم الله البهيّ الأعلى الأبْهَى

هَذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَفِيْهِ يُذْكَرُ ما يُسَرُّ بِهِ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ، وَبِذَلِكَ يَهُبُّ نَفَحاتُ الْقُدْسِ عَلى الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، قُلْ إِنَّا قَدَّرْنا فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ بَهْجَةً لأَصْفِيائِنا ثُمَّ سُرُوْرًا لِعِبادِنا الْمُقَرَّبِيْنَ، قُلْ أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ اسْمَعُوا نِداءَ اللهِ عَنْ سِدْرَةِ الْقُدْسِ فِيْ هَذا الْوادِي الْمُقَدَّسِ الْمُنِيْرِ، بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا قَبْلَ نَبِيْلٍ لَسُلْطانُ الْوُجُوْدِ وَكُلٌّ عِبادٌ لَهُ وَكُلٌّ إِلَيْهِ لَمِنَ الرَّاجِعِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ لا تَحْزَنُوْا فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الطَّيِّبَةِ الْمُبارَكَةِ الأَحَدِيَّةِ السَّرْمَدِيَّةِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمَحْزُوْنِيْنَ، عَيِّدُوا فِيْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَصَباحِها ثُمَّ تَهَلَّلُوا وَتَكَبَّرُوا وَتَمَجَّدُوا رَبَّكُمُ الرَّحْمنَ الرَّحِيْمَ، قُلْ تَاللهِ هَذِهِ لَلَيْلَةٌ فِيْهِ اسْتَوَى هَيْكَلُ اللهِ عَلى عَرْشِ قُدْسٍ عَظِيْمٍ، وَبِهِ اسْتَضائَتْ وُجُوْهُ الْمُمْكِناتِ ثُمَّ وُجُوْهُ أَهْلِ سُرادِقِ الْخُلْدِ ثُمَّ وُجُوْهُ الْمُقَرَّبِيْنَ، أَنْتُمْ يا مَلأَ الأَرْضِ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ جَمالِهِ أَنِ اغْتَنِمُوا الْفَضْلَ مِنْ عِنْدِهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْخاسِرِيْنَ، قُلْ أَنْ أَسْرِعُوا إِلى رِضْوانِ اللهِ وَلِقائِهِ تَاللهِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ بِشَأْنٍ تُخْطَفُ الأَبْصارُ عَنْ مُلاحَظَةِ جَمالِهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ النَّاظِرِيْنَ، قُلْ تَمَوَّجَتْ بَحُوْرُ الأَعْظَمُ مِنْ هَذا الْبَحْرِ الْمُلْتَطِمِ الْمُكَفْكَفِ الْمَوَّاجِ السَّيالِ الْعَظِيْمِ، وَقَدْ رُفِعَتِ السَّماءُ مِنْ هَذا السَّماءِ الَّذِيْ رُفِعَ فِيْ هَذا الْبَهاءِ أَنْتُمْ فَاسْتَظِلُّوا فِيْ ظِلِّهِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، قُلْ قَدْ ظَهَرَ فَضْلٌ ما سَبَقَهُ فَضْلٌ فِيْ الإِبْداعِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ السَّامِعِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ لا تَخْتَلِفُوا فِيْهِ وَلا تَتَّبِعُوا هَوَيكمْ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، فَاتَّبِعُوا سُنَنَ الله فِيْ هَذِهِ السُّنَّةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ بِالْحَقِّ عَلى هَيْكَلِ الْغُلامِ وَيَسْجُدُ بَيْنَ يَدَيْهِ أَهْلُ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ إِنَّهُ قَدْ سُمِّيَ فِيْ مَلأِ الأَعْلى بِمُحَمَّدٍ ثُمَّ فِيْ رَفْرَفِ الْبَقاءِ بِالرُّوْحِ ثُمَّ عَنْ خَلْفِ سُرادِقِ الْقُدْسِ بِالْكَلِيْمِ ثُمَّ فِيْ جَبَرُوْتِ الْخُلْدِ بِاسْمِ عَلِيٍّ بِالْحَقِّ إنْ أَنْتُمْ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، إِذًا عَيِّدُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ سُرُّوا فِيْ ذَواتِكُمْ وَقُوْلُوا بِلَحْنِ فُؤَادِكُمْ هذا جَمالُ اللهِ قَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ فَتَبارَكَ اللهُ مُوْجِدُ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، أَنْ يا مَلأَ الْبَيانِ فَاقْتَبِسُوا مِنْ هذِهِ النَّارِ الَّتِي اشْتَعَلَتْ فِيْ هَذا الْعَراءِ وَظَهَرَتْ على هَيْكَلِ التَّرْبِيْعِ فِيْ هَيْئَةِ التَّثْلِيْثِ وَتَنْطِقُ بِالْحَقِّ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيْزُ الْقَدِيْرُ، تَاللهِ لَيْسَ الْمَفَرُّ لأَحَدٍ فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ إلاَّ بِأَنْ يَدْخُلَ فِيْ ظِلِّيْ وَإِنَّ هَذا ما رُقِمَ مِنْ إِصْبَعِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا صادِقُ فَاشْكُرِ اللهَ رَبَّكَ بِما اخْتَصَّكَ بِما لا تُخْتَصُّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، وَبَعَثَ بِكَ كُلَّ مَنْ يَذْكُرُ فِيْ نَفْسِهِ اسْمَ مَوْلاهُ وَإِنْ لَنْ تَعْرِفُوْهُ وَكَذَلِكَ سَبَقَتْ رَحْمَتُنا كُلَّ شَيْءٍ وَأَنا الْمُقْتَدِرُ الْمُتَعالِي الْمُعْطِي الْمُنْعِمُ الْكَرِيْمُ، تَاللهِ لَوْ نَشاءُ نَبْعَثُ مِنْكَ خَلْقَ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَلَكِنْ لَمَّا وَجَدْنا مَلأَ الْبَيانِ أَشَدَّ احْتِجابًا عَنْ مَلإِ الْفُرْقانِ لِذا سَتَرْنا الأَمْرَ عَنْهُمْ وَغَطَّيْنا نَفْسَنا فِيْ قِناعٍ غَلِيْظٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ لا تَلْتَفِتْ إِلى أَحَدٍ فَتَوَجَّهْ إِلى وَجْهِ مَوْلاكَ وَكُنْ فِيْ حِفْظٍ عَظِيْمٍ، تَاللهِ قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبَقاءِ عَنْ أُفُقِ الْبَهاءِ وَمَرَّتِ الْجِبالُ كَمَرِّ السَّحابِ إنْ أَنْتُمْ مِنَ النَّاظِرِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَحْبابِ سُرُّوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ أَنْ يا مَلأَ الْبَغْضاءِ مُوْتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ الأَمْرَ قَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ وَلَمْ يَكُنْ مَفَرًّا لأَحَدٍ مِنَ الْعالَمِيْنَ، قُلْ إِنَّهُ ظَهَرَ بِشَأْنٍ لَوْ يَأْخُذُ كَفًّا مِنَ التُّرابِ وَيَنْفُخُ فِيهِ رُوْحَ الْحَيَوانِ إِذًا يَصِيْرُ باقِيًا بِإِذْنِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْعَلِيْمِ، وَكَذَلِكَ أَظْهَرْنا الأَمْرَ لَكَ وَأَنْزَلْنا الآياتِ بِالْحَقِّ وَصَرَّفْناها لَكَ لِتَقِرَّ بِها عَيْناكَ وَتَكَوْنَ مِنَ الذَّاكِرِيْنَ، أَنْ يا صادِقُ أُوْصِيْكَ فِيْ آخِرِ اللَّوْحِ بِأَنْ تَقْرَأَ تِلْكَ الآياتِ وَتَحْفَظَهَا فِيْ نَفْسِكَ لِتَكُوْنَ مِنَ الْحافِظِيْنَ، وَإِذا رَأَيْتَ فِيْ وَجْهِ أَحَدٍ نَضْرَةَ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، إِذًا فَاتْلُ عَلَيْهِ ما نَزَّلْناهُ حِيْنَئِذٍ عَلَيْكَ لَعَلَّ يَقُوْمَنَّ مِنْ مَراقِدِ الْغَفْلَةِ وَيَفِرَّنَّ إِلى مَقَرِّ أَمْنٍ مُبِيْنٍ، كَذَلِكَ يَنْصَحُكَ حَمامَةُ الْقُدْسِ وَعَلَّمَكَ قَلَمُ الأَمْرِ لِئَلاّ تَحْزَنَ فِيْ نَفْسِكَ أَقَلَّ مِنَ الْحِيْنِ وَتَذْكُرَ رَبَّكَ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ وَتَكَوْنَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ تَوَجَّهُوا إِلى شاطِئِ الأَمْرِ فِيْ ساحِلِ هَذا الْبَحْرِ الْمُتَمَوِّجِ الْعَظِيْمِ.

المصادر
المحتوى
OV