هو الله تعالى شأنه العظمة والكبرياء يا أَيُّها السَّاكنُ

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

هو الله تعالى شأنه العظمة والكبرياء

يا أَيُّها السَّاكنُ فِي الْحَدْباءِ، اسْمَعْ نِداءَ هَذا الْمَظْلُوْمِ الَّذِيْ سُجِنَ فِي الْعَكَّاءِ، ثُمَّ اذْكُرْ أَيَّامَ الَّتِيْ جَعَلُوا الْغافِلُوْنَ آلَ الرَّسُولِ أَسارى، الَّذِيْنَ اسْتَضائَتْ بِوُجُوهِهِمُ الْيَثْرِبُ وَالْبَطْحاءُ، إِلى أَنْ دَخَلُوا فِي الدِّمَشْقِ الْفَيْحاءِ، وَكانَ بَيْنَهُمْ سَيِّدُ السَّاجِدِيْنَ وَزَيْنُ الْمُوَحِّدِيْنَ، قِيلَ لَهُمْ ءَأَنْتُمُ الْخَوارِجُ، قالَ لا وَاللهِ نَحْنُ عِبادٌ آمَنَّا بِاللهِ وَآياتِهِ وَافْتَرَّ ثَغْرُ الإِيْمانِ بِوُجُوْهِنا وَأَماطَتْ ظُلُماتُ الأَكْوانِ بِوُجُوْدِنا، بِنا ارْتَفَعَ سُرادِقُ الْعِرْفانِ وَشُيِّدَتْ أَرْكانُ الإِيْمانِ، قِيْلَ أَحَلَّلْتُمْ ما حَرَّمَهُ اللهُ أَوْ حَرَّمْتُمْ ما أَحَلَّ اللهُ، قالَ لا وَاللهِ نَحْنُ أَوَّلُ مَنِ اتَّبَعَ أَوامِرَ اللهِ، قِيْلَ أَتَرَكْتُمُ الْقُرْآنَ، قالَ نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ فِيْنا نُزِّلَ الْقُرْآنُ وَمِنَّا ظَهَرَتْ آيَةُ الرَّحْمنِ وَعِنْدَنا مَعانِيْهِ وَأَسْرارُهُ وَمِنَّا ذِكْرُهُ وَانْتِشارُهُ، قِيْلَ فَبِأَيِّ جُرْمٍ ابْتُلِيْتُمْ، قالَ لِحُبِّ اللهِ وَانْقِطاعِنا عَمَّا سِواهُ. وَالْيَوْمَ يُنْكِرُوْنَ النَّاسُ أَعْمالَ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْ قَبْلُ وَيَظْلِمُوْنَ أَشَدَّ مِمَّا ظَلَمُوا وَهُمْ لا يَشْعُرُوْنَ، كَأَنَّهُمْ أَمِنُوا اللُّحُوْدَ وَضَمِنُوا الْخُلُوْدَ، لَمْ أَدْرِ فِيْ أَيِّ وادٍ يَهِيْمُوْنَ، أَما يَرَوْنَ يَذْهَبُوْنَ وَلا يَرْجِعُوْنَ، أَما يَعْلَمُوْنَ غَدًا يُسْئَلُوْنَ وَلا يُفْدَوْنَ، إِلى مَتَى يَجُرُّوْنَ أَذْيالَ الْهَوَى وَيَمُرُّوْنَ أَتْلالَ الْغَوَى، تَاللهِ لَوْ عَلِمُوا ما وَراءَ الْفَدامِ مِنْ كَوْثَرِ عِرْفانِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْعَلاّمِ لَنَبَذُوا ما عِنْدَهُمْ مِنَ الأَوْهامِ وَاشْتَغَلُوا بِذِكْرِ الأَعْظَمِ فِي اللَّيالِي وَالأَيَّامِ، نَحْنُ بِفَضْلِ اللهِ وَمَنِّهِ راضٍ بِقَضائِهِ وَلا يَمْنَعُنا الْبَلايا عَنْ حُبِّهِ وَلا الْقَضايا عَنْ ذِكْرِهِ وَلَوْ يَجْتَمِعُ عَلَيَّ مَنْ عَلى الأَرْضِ كُلِّها بِرِماحٍ نافِذَةٍ وَسُيُوْفٍ شاحِذَةٍ، لا يَسْكُنُ لِسانِيْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ، وَإِنَّكَ فَكِّرْ ثُمَّ انْظُرْ فِيْما وَرَدَ عَلى أَوْلِياءِ اللهِ فِيْ أعْصارِ الْخالِيَةِ وَما وَرَدَ عَلَيْنا فِيْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْمُظْلِمَةِ، فَسَوْفَ تَعُطُّ يَدُ الْغَفُوْرِ جَيْبَ هَذا الدَّيْجُوْرِ وَإِنَّهُ كانَ لِلضُّعَفاءِ مُعِيْنًا، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُقَرِّبَكَ إِلَيْهِ وَيَرْزُقَكَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَيَجْعَلَكَ مُعِيْنًا لِعِبادِهِ الضُّعَفاءِ وَمُوَفَّقًا عَلى ما يُحِبُّ وَيَرْضَى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ وَبِالإِجابَةِ جَدِيْرٌ.

المصادر
المحتوى
OV