هو العزيز الحكيم الحمد لله الذي أنزل المائدة

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

هو العزيز الحكيم

أَلْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ أَنْزَلَ الْمائِدَةَ وَأَظْهَرَ النِّعْمَةَ وَأَتَمَّ الْحُجَّةَ وَأَكْمَلَ الْكَلِمَةَ وَأَبْرَزَ الأَلِفَ اللِّيْنِيَّةَ إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ كانَ مُقْتَدِرًا بِسُلْطانِهِ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ نَطَقَ بِالْكَلِمَةِ الْعُلْيا وَأَنْطَقَ بِها الأَشْياءَ عَلَى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الظَّاهِرُ فِي الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، يا أَيُّها النَّاظِرُ إِلى الأُفُقِ الأَعْلَى وَالْمُنْجَذِبُ بِآياتِ رَبِّكَ مالِكِ الْوَرَى، فَاعْلَمْ بِأَنَّ الأَمْرَ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّمًا عَلَى الأُمُوْرِ كُلِّها وَعَلَى الأَعْمالِ بِأَسْرِها هُوَ الاسْتِقامَةُ، لَعَمْرُ اللهِ إِنَّها أَعْظَمُ الأَعْمالِ وَأَكْبَرُها، لأَنَّ الشَّيْطانَ يَصِيْحُ وَالذِّئْبَ يَعْوِيْ وَالْكَلْبَ يَنْبَحُ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَكَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَيُقَدِّرَ لَكَ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، يا سَيِّد مُحَمَّد عَلِيّ قَدْ حَضَرَ لَدَى الْمَظْلُوْمِ كِتابُكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ ثَنائِكَ فِيْ ذِكرِ اللهِ مُوْجِدِكَ وَخالِقِكَ وَمُؤَيِّدِكَ وَمُحْيِيْكَ، الَّذِيْ أَنْزَلَ لَكَ الدَّلِيْلَ وَأَظْهَرَ لَكَ السَّبِيْلَ إِلَى أَنْ حَضَرْتَ وَفُزْتَ بِما كانَ مَكنُوْنًا فِيْ كَنائِزِ الْغَيْبِ وَمَسْطُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، إِنَّا سَمِعْنا نِدائَكَ نادَيْناكَ مِنْ شَطْرِ أَيْمَنِ الْعَرْشِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْفَرْدُ الْخَبِيْرُ، قَدْ ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِما لا يُعادِلُهُ ما يُرَى فِيْ الأَرْضِ، اشْكُرْ رَبَّكَ بِهَذا الْفَضْلِ الْكبِيْرِ، نَشْهَدُ إِنَّكَ سَمِعْتَ نِداءَ رَبِّكَ وَفُزْتَ بِلِقائِهِ وَرَأَيْتَ أُفُقَهُ وَقُمْتَ لَدَى بابٍ فُتِحَ عَلَى مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، يا مُحَمَّدُ قَدْ ذَكَرَكَ الْفَرْدُ الأَحَدُ وَبَشَّرَكَ بِعِنايَتِهِ الَّتِيْ ما اطَّلَعَ بِها إِلاَّ نَفْسُهُ الْعَلِيْمُ، طُوْبَى لَكَ بِما نَبَذْتَ الأَوْهامَ وَرائَكَ وَأَقْبَلْتَ إِلَى بَحْرٍ أَظْهَرَ أَمْواجَهُ أَمامَ وُجُوْهِ الْعالَمِ وَإِلى سِدْرَةٍ أَظْهَرَتْ أَثْمارَها بَيْنَ الأُمَمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ إِذْ كانَ الْمَظْلُوْمُ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ بِما اكتَسَبَتْ أَيْدِي الْمُشْرِكيْنَ، يا عَلِيُّ اسْمَعْ مَرَّةً أُخْرَى نِداءَ رَبِّكَ مَوْلَى الأَسْماءِ الَّذِيْ ما مَنَعَهُ قُباعُ الأُمَراءِ وَلا نُباحُ الْعُلَماءِ وَلا ضَوْضاءُ الْمُعْرِضِيْنَ، قَدْ قامَ أَمامَ الْوُجُوْهِ بِقُوَّةٍ تَزَعْزَعَتْ بِها أَرْكانُ الظُّلْمِ إِذْ حَضَرَ الْبَدِيْعُ أَمامَ الْقَوْمِ بِكِتابِ اللهِ الْمُحْكمِ الْمُبِيْنِ، قَدْ رَفَعَ يَداهُ وَقالَ قَدْ جِئْتُكَ يا سُلْطانُ مِنَ النَّبَإِ الأَعْظَمِ بِكِتابٍ عَظِيْمٍ، إِذًا ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْقَوْمِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ الْقَوِيِّ الْغالِبِ الْقَدِيْرِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى ابْنِكَ الَّذِيْ حَضَرَ كِتابُهُ لَدَى الْعَرْشِ إِذْ كانَ الْمَسْجُوْنُ فِيْ حُزْنٍ مُبِيْنٍ، بِما اكتَسَبَتْ أَيادِيْ أَهْلِ الْبَيانِ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنِ الرَّحْمنِ بَعْدَ إِذْ أَتاهُمْ بِمَلَكوْتِ الآياتِ وَجَبَرُوْتِ الْحِكمَةِ وَالْبَيانِ بِسُلْطانٍ غَلَبَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِنَّا نَذْكُرُ أَوْلِيائِيْ هُناكَ وَنُذَكِّرُهُمْ بِآياتِيْ وَنُوْصِيْهُمْ بِما يَنْبَغِيْ لِنِسْبَتِهِمْ إِلَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، كَذَلِكَ تَجَلَّى الْقَلَمُ بِآثارِهِ وَالشَّمْسُ بِأَنْوارِها، طُوْبَى لِمَنْ أَخَذَ وَفازَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْبادِئِ الْبَدِيْعِ، إِنَّا نُحِبُّ أَنْ نَذْكُرَ كُلَّ اسْمٍ كانَ هُناكَ وَنُبَشِّرَهُمْ بِعِنايَتِيْ وَرَحْمَتِيْ وَفَضْلِي الَّذِيْ أَحاطَ الْوُجُوْدَ، يا حِزْبَ اللهِ اسْمَعُوا مَرَّةً أُخْرَى نِدائِي الأَحْلَى مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا الْحَقُّ عَلامُ الْغُيُوْبِ، قَدْ أَنْزَلْنا فِي الْكِتابِ كُلَّما ظَهَرَ وَيَظْهَرُ، يَشْهَدُ بِذَلِكَ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ سَطْوَةُ الْفَراعِنَةِ عَنِ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، قامُوا أَمامَ الْوُجُوْهِ وقالُوا ما نَطَقَ بِهِ الْكِتابُ الَّذِيْ كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ كَنْزِ الْعِلْمِ وَمَسْطُوْرًا مِنْ قَلَمِ الْوَحْيِ فِيْ هَذا الْمَقامِ الْمَرْفُوْعِ، إِيَّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ، ضَعَوا الأَوْهامَ مُتَمَسِّكيْنَ بِحَبْلِ اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكوْنُ.

المصادر
المحتوى
OV