هو العزيز - اسمع ما تُلقيك حمامة الفِراق حين الذي يسافر...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (2)

هو العزيز

اسْمَعْ ما تُلْقِيْكَ حَمامَةُ الْفِراقِ حِيْنَ الَّذِيْ يُسافِرُ عَنْ شَطْرِ الْعِراقِ وَهذا مِنْ سُنَّةِ اللهِ الَّتِيْ قَضَتْ عَلى الْمُرْسَلِيْنَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ لا تَحْزَنْ بِذلِكَ وَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ آبائِكَ الأَوَّلِيْنَ، سَيَفْنی الْمُلْكُ وَما أَنْتَ تَشْهَدُ وَيَبْقی الأَمْرُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُوا بَصائِرَ الرُّوْحِ لَنْ يَغْنُوا بِشَيْءٍ عَمّا خُلِقَ وَيُخْلَقُ وَيَشْهَدُوْنَ أَسْرارَ الأَمْرِ عَنْ خَلْفِ حُجُباتٍ عَظِيْمٍ، قُلْ يا أَحِبّآءَ اللهِ لا تَخافُوا مِنْ أَحَدٍ وَلا يُحْزِنُكُمْ شَيْءٌ وَكُوْنُوا عَلی الأَمْرِ لَراسِخِيْنَ، فَوَاللهِ إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ شَرِبُوا حُبَّ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ لَنْ يَخافُوا مِنْ نَفْسٍ وَيَصْبِرُوْنَ فِي الْبَلايا كاصْطِبارِ الْمُحِبِّ فِيْ رِضَآءِ الْحَبِيْبِ وَيَكُوْنُ الْبَأْسآءُ عِنْدَهُمْ أَحْلی عَنْ لِقآءِ المَعْشُوْقِ فِيْ مَذاقِ الْعَاشِقِيْنَ، قُلْ يا مَلأَ الأَشْقِيا فَسَوْفَ يُرْفَعُ أَمْرُ اللهِ بِالْحَقِّ وَتَنْعَدِمُ راياتُ الْمُشْرِكِيْنَ وَيَدْخُلُوْنَ النّاسُ فِيْ دِيْنِ اللهِ الْمَلِكِ الْمُتَعالِي الْقَدِيْمِ، فَهَنِيْئًا لِلَّذِيْنَهُمْ سَبَقُوا فِيْ حُبِّ اللهِ وَكانُوا مِنْ نَفَحاتِ الْقُدْسِ لَمِنَ الْمُسْتَبشِرِيْنَ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكُمْ يا مَلأَ الْمُوَحِّدِيْنَ. ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَأَجَبْناكَ بِهذا الْجَوابِ لِتَحْدُثَ فِيْ قَلْبِكَ حَرارَةُ الشَّوْقِ وَتُقَلِّبَكَ إِلی رِضْوانِ اسْمٍ مُبِيْنٍ، وَيَنْقَطِعَكَ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ وَيُحَرِّكَكَ فِيْهَوَآءِ الَّذِيْ ما طارَ فِيْهِ أَجْنِحَةُ الْعارِفِيْنَ الَّذِيْنَ ما دَخَلُوا فِيْظِلِّ الْوَجْهِ وَكانُوا مِنَ الْمُضْطَرِبِيْنَ.

المصادر
المحتوى