بسم الله الظاهر الأظهر هذا كتاب من لدن عبد منيب...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (6)، الصفحة 20 – 23

بسم الله الظاهر الأظهر

هذا كِتابٌ مِنْ لَدُنْ عَبْدٍ مُنِيْبٍ إِلى الَّذِيْنَهُمْ طارُوا فِيْهَوآءِ مَحَبَّةِ الرَّحْمنِ وَانْقَطَعُوا عَنِ الأَكْوانِ إِنَّهُمْ مِنْ أَعْلى الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْجَمِيْلِ، لِتَسْمَعُنَّ كَلِماتِ هذا الْمَسْجُوْنِ وَتَطَّلِعُنَّ بِما وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ جُنُوْدِ الْمُشْرِكِيْنَ، أَنْ يا عِبادَ اللهِ أَنِ اسْتَقِيْمُوا عَلى الأَمْرِ وَلا تَتَّبِعُوا كُلَّ كَفّارٍ أَثِيْمٍ، أَنِ اذْكُرُوا اللهَ بارِئَكُمْ ثُمَّ اسْلُكُوا سُبُلَ رِضائِهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْغَافِلِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمُوا بِأَنْ وَرَدَ عَلَيْنا ما لا وَرَدَ عَلى أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ السّامِعِيْنَ، إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا يَخْدِمُوْنَنِيْ اعْتَرَضُوا عَلى نَفْسِيْ وَبِذلِكَ ضُيِّعَتْ حُرْمَةُ اللهِ بَيْنَ عِبادِهِ الْمُتَوَقِّفِيْنَ، وَإِنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِكُلِّ نَفْسٍ وَدَخَلُوا كُلَّ بَيْتٍ لأَخْذِ الدِّرْهَمِ وَالدَّنانِيْرِ، وَمَعَذلِكَ يَدَّعُوْنَ الانْقِطاعَ فِيْ أَنْفُسِهِمْ إِذًا فَانْظُرْ عِبادَ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوْهُمْ مِنْ غَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مُنِيْرٍ، يا قَوْمِ فَاجْعَلُوا أَبْصارَكُمْ حَدِيْدَةً لِئَلاّ يَشْتَبِهَ عَلَيْكُمُ الأُمُوْرُ وَتَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُتَبَصِّرِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمُوا بِأَنَّ الْحَقَّ وَما ظَهَرَ مِنْ عِنْدِهِ لَيَكُوْنُ مُمْتازًا عَنْ عَمَلِ الْخَلايِقِ أَجْمَعِيْنَ، وَيا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ النّائِمِيْنَ، أَنِ ارْفَعُوا رُئُوْسَكُمْ عَنِ النَّوْمِ لأَنَّ الشَّمْسَ قَدْ أَشْرَقَتْ فِيْ وَسَطِ الزَّوالِ فَسُبْحانَ اللهِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، أَنْ يا اسْمِيْ إِنَّكَ كُنْتَ مَعَنا فِيْ سِنِيْنٍ مَعْدُوْداتٍ وَما أَطْلَعْناكَ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ وَكُنّا ساتِرِيْنَ، وَما أَخْبَرْناكَ بِالَّذِيْ كانَ مَسْتُوْرًا عَنْ أَنْظُرِ بَعْضِ الْعِبادِ حِفْظًا لِنَفْسِهِ وَاتَّخَذُوْهُ الْمُشْرِكُوْنَ ِلأَنْفُسِهِمْ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ الْمَلِكِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، وَلَوْ أَنَّكَ اطَّلَعْتَ بَعْضَ أُمُوْرِهِ وَلكِنْ إِنَّا غَطَّيْنا أَكْثَرَ أَعْمالِهِ عَنْ أَنْظُرِ النّاسِ لِحِكْمَةِ الَّتِيْ لا يَعْلَمُها إِلاّ اللهُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، فَوَاللهِ يا اسْمِيْ إِنَّهُ كانَ فِيْ أَرْضِ الطَّا قائِمًا تِلْقآءَ وَجْهِيْ وَنَزَّلْنا عَلَيْهِ الآياتِ وَهُوَ يَكْتُبُها وَيُرْسِلُها إِلى الْعِبادِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ فِيْ سِرِّ السِّرِّ وَما اطَّلَعَ بِذلِكَ أَحَدٌ إِلاّ اللهُ رَبِّيْ وَرَبُّكَ وَرَبُّ الْعالَمِيْنَ لِئَلاّ يَلْتَفِتَ أَحَدٌ عَلى مَقَرِّ الأَمْرِ وَكَذلِكَ كُنّا فاعِلِيْنَ، مَنْ كانَ لَهُ عَقْلٌ وَدِرايَةٌ يُوْقِنُ بِأَنَّ الأَمْرَ كانَ كَما أَلْقَيْناكَ بِالْحَقِّ وَلا يَحْتاجُ بِبَيِّنَةٍ وَيَكُوْنُ مِنَ الْمُوقِنِيْنَ، فَلَمّا رُفِعَ اسْمُهُ بَيْنَ الْعِبادِ ارْتَكَبَ ما لا ارْتَكَبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعالَمِيْنَ، فَيا لَيْتَ اطَّلَعْتَ بِما حَكَمَ عَلى نَفْسِكَ وَإِنَّا سَتَرْناهُ عَنْكَ فَلَمّا عادَ عَلى اللهِ عُدْنا عَلَيْهِ وَأَظْهَرْنا خَفِيّاتِ سِرِّهِ وَمَكْرِهِ بَيْنَ عِبادِنا الْعارِفِيْنَ، وَإِنّا لَوْ نُرِيْدُ أَنْ نَذْكُرَ ما ارْتَكَبَ بِهِ فِيْهذِهِ الأَرْضِ لَنْ يَكْفِي الأَلْواحُ وَلا الأَقْلامُ وَكانَ اللهُ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيْدَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ دَعْ هؤُلاءِ وَأَمْثالَهُمْ ثُمَّ أَقْبِلْ إِلى اللهِ بِكُلِّكَ ثُمَّ ذَكِّرِ النّاسَ وَلا تَكُنْ مِنَ الصّامِتِيْنَ، فَسَوْفَ يَأْتِيْكُمُ الشَّيْطانُ بِأَلْواحِ النّارِ أَنِ اتْرُكُوْهُ وَما عِنْدَهُ فِيْ أَسْفَلِ الْجَحِيْمِ، قُلْ تَاللهِ إِنّا اسْتَغْنَيْنا بِنَفْسِهِ عَنِ الْعالَمِيْنَ وَبِهِ اكْتَفَيْنا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَبِثَنائِهِ اسْتَغْنَيْنا عَنْ ثَناءِ كُلِّ مُثْنِي عَلِيْمٍ، أَنِ اجْتَمِعْ أَحِبّآءَ اللهِ عَلى كَلِمَةِ الأَكْبَرِ وَهذا خَيْرٌ لَهُمْ عَمّا خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، كَذلِكَ أَمَرْناكَ فِيْهذا اللَّوْحِ وَأَذْكَرْناكَ حُبًّا لِنَفْسِكَ لِتَشْكُرَ اللهَ بارِئَكَ وَتَكُوْنَ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِ اللهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ مِنَ الَّذِيْنَ اخْتَصَّهُمُ اللهُ بِكَ وَجَعَلَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ، ثُمَّ كَبِّرْ مِنْ لَدُنّا عَلی وَجْهِ أَحِبّائِي الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلى الأَمْرِ وَانْقَطَعُوا عَنِ الْعالَمِيْنَ.

المصادر
المحتوى