هو العزيز المحبوب قد حضر بين يدينا كتابك وقرئناه..

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (9)، الصفحة 29 - 32

هو العزيز المحبوب

قَدْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَقَرَئْناهُ وَإِنّا كُنّا قارِئِيْنَ، فَاشْهَدْ فِيْ سِرِّكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا قَبْلَ مُحَمَّدٍ مَظْهَرُ نَفْسِهِ وَمَطْلِعُ جَمالِهِ لِمَنْ فِي الْمُلْكِ أَجْمَعِيْنَ، وَبِهِ غَرَّدَتِ الْوَرْقا عَلى غُصْنِ الْبَقا وَأَنارَ النُّوْرُ فِيْ مِصْباحِ قُدْسٍ مُنِيْرٍ، وَبِهِ ظَهَرَتِ النّارُ مِنْ هذِهِ السِّدْرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ الْمُبارَكَةِ الأَبَدِيَّةِ الأَحَدِيَّةِ الْكَرِيْمِ، قُلْ تَاللهِ لَوْ نُزِّلَ حَرْفٌ مِنَ الْبَيانِ عَلى كُلِّ جَبَلٍ شامِخٍ مَنِيْعٍ وَكُلِّ رَواسِيَ باذِخٍ رَفِيْعٍ لَرَئَيْتَهُ خاشِعًا خاضِعًا مِنْ سَلْطَنَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأَمْثالُ نُلْقِيْها عَلَيْكَ لِتَكُوْنَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، قُلْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ وَعِلْمُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَعِلْمُ ما كانَ وَما يَكُوْنُ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، وَلَهُ الأَسْمآءُ الْحُسْنى وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيا وَالسَّلْطَنَةُ الأَبْهى يُسَبِّحُ لَهُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِذاً فَاسْمَعْ نِداءَ اللهِ عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ الأَحَدِيَّةِ فِيْهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ هذا الْجَمالِ الأَوَّلِيَّة بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلِيْمُ، ثُمَّ اقْرَءْ ما نُزِّلَ عَلَيْكَ فِيْهذا اللَّوْحِ ِلأَنَّ حَرْفًا مِنْهُ لَكانَ عِنْدَ اللهِ أَعَزَّ عَنْ عِبادَةِ الثَّقَلَيْنِ فَسَوْفَ تَجِدُ إِعْراضَ الْمُعْرِضِيْنَ عَنْ هذا النُّوْرِ الَّذِيْ بِهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعِزِّ عَنْ أُفُقِ فَجْرٍ مُبِيْنٍ، وَلكِنْ إِنَّكَ أَنْتَ فَاصْبِرْ فِيْ نَفْسِكَ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى أَحَدٍ وَلا تَكُنْ مِنَ الْمُضْطَرِبِيْنَ، فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَدِيْرٍ إِلى أَنْ تَهُبَّ رَوايِحُ الْعِزِّ عَنْ رِضْوانِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ وَأَرْسَلْنا إِلَيْكَ نَفَحاتِ الْمِسْكِ عَنْ هذا الْقَمِيْصِ لِتُكَبِّرَ اللهَ رَبَّكَ فِيْ أَيّامِكَ وَتَكُوْنَ مِنَ الرّاضِيْنَ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلی عِبادِ الْمُخْلِصِيْنَ.

ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا سَمِعْنا ما دَعَوْتَ اللهَ رَبَّكَ بِأَنْ يُبْلِغَكَ إِلی مَقامِ الَّذِيْ لَنْ تُنْكِرَ آياتِ اللهِ حِيْنَ نُزُوْلِها وَتَكُوْنَ لَمِنَ الْمُوْقِنِيْنَ، فَنِعْمَ ما أَرَدْتَ فِيْ نَفْسِكَ لأَنَّ هذا أَمْرٌ أَكْبَرُ وَأَعَزُّ عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ بِحَيْثُ لَنْ يَسْبُقَهُ أَمْرٌ إِنْ أَنْتَ مِنَ النّاظِرِيْنَ، وَلَنْ يَقُوْمَ مَعَهُ شَيْءٌ عَمّا خُلِقَ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَإِنّا نَسْئَلُ اللهَ بِأنْ يُوَفِّقَكَ عَلى ذلِكَ وَيَرْفَعَكَ إِلى مَقامِ الَّذِيْ تَعْرِفُ آياتِهِ عَنْ دُوْنِهِ وَتَكُوْنُ فِيْها لَمِنَ الرّاسِخِيْنَ، وَالْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ وَصَلَ إِلَيْنا وَرَقَةٌ الَّتِيْ كانَتْ مِنْ أَثَرِ اللهِ وَإِنَّ هذِهِ أَحَبُّ عِنْدِيْ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَعَنْكُلِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُجْزِيْكَ أَحْسَنَ الْجَزاءِ مِنْ عِنْدِهِ وَيَرْفَعَكَ إِلى مَقامِ عِزٍّ مَحْمُوْدٍ، وَيَرْزُقَكَ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَيُبْلِغَكَ إِلى مَقامِ الَّذِيْ يَنْقَطِعُ عَنْهُ كُلُّ أَيْدِي مَمْدُوْدٍ، وَيُشَرِّفَكَ بِلِقآئِهِ فِيْ ظُهُوْرِ بَعْدِهِ وَإِنَّ هذا لأَحْسَنُ الْخَيْرِ وَأَفْضَلُ الأُمُوْرِ، وَإِنَّكَ لا تَحْزَنْ عَمّا حالَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ سَبِيْلَ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَجِبالٍ شامِخٍ مَرْفُوْعٍ، وَإِنَّ كُلَّ ذلِكَ يَحُوْلُ بَيْنَ قُلُوْبِ الَّذِيْنَهُمْ غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَأَعْرَضُوا عَنْهُ وَكَفَرُوا بِآياتِهِ وَكانُوا مِنَ الَّذِيْنَهُمْ بِرَبِّهِمْ أَنْ يُشْرِكُوْنَ، وَالَّذِيْنَ صَفَتْ قُلُوْبُهُمْ بِحُبِّ اللهِ لَنْ يَحُوْلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بارِئِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلكِنَّ اللهَ يَحُوْلُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ إِذا شآءَ وَأَرادَ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْقَيُّوْمُ.

المصادر
المحتوى