أَنْ يا اسْمِي اسْمَعْ نِدائِيْ عَنْ شَطْرِ الَّذِيْ فِيْهِ تَهُبُّ نَفَحاتُ رِضْوانِيْ وَاسْتَضآءَ فِيْهِ أَنْوارُ وَجْهِيْ وَتُمْطِرُ سَحابُ مَكْرُمَتِيْ وَرَحْمَتِيْ لِيَجْذُبَكَ إِلى سَمآءِ عِنايَتِيْ وَيُنْطِقَكَ بِثَناءِ نَفْسِيْ وَيَجْعَلَكَ حاكِيًا عَنِ اسْمِيْ بَيْنَ عِبادِيْ وَمُبَشِّرًا بِأَمْرِيْ بَيْنَ بَرِيَّتِيْ لِتُحْيِيَنَّ النّاسَ مِنْ كَوْثَرِ عِرْفانِيْ وَيُسْتَجْذَبُنَّ مِنْ جَذَباتِ نَغَماتِيْ وَيَجْتَمِعُنَّ عَلى مائِدَةِ نِعْمَتِيْ وَعَطائِيْ وَيَنْقَطِعُنَّ عَنْ سِوائِيْ وَيَطِيْرُنَّ فِيْهَوآءِ قُرْبِيْ وَيَسْتَظِلُّنَّ فِيْ ظِلِّ شَجَرَةِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ بِالْحَقِّ وَتَنْطِقُ كُلُّ وَرَقَةٍ مِنْها بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ المُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى أَمْرِ اللهِ وَدَعْ ما سِواهُ عَنْ وَرائِكَ وَإِذا انْتَشَرَتْ أَلْواحُ الْمُفْتَرِيْنَ ثُمَّ أَوْراقُ الْمُشْرِكِيْنَ ضَعْها بِقُوَّتِيْ وَقُدْرَتِيْ وَسُلْطانِيْ ثُمَّ خُذْ لَوْحَ اللهِ وَأَثَرَهُ بِقُوَّةٍ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، قُلْ يا قَوْمِ فَأَنْصِفُوا بِاللهِ أَما بُشِّرْتُمْ بِهذا الْجَمالِ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ وَأَما وُعِدْتُمْ بِهِ وَإِذا ظَهَرَ بِالْحَقِّ أَعْرَضْتُمْ عَنْهُ وَكَفَرْتُمْ بِآياتِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، وَإِنَّكَ كُنْتَ مَعَنا وَاطَّلَعْتَ بِبَعْضِ الأُمُوْرِ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما عَرَفْتَ وَرَأَيْتَ وَلا تَكُنْ مِنَ الصّامِتِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا سَمِعْنا ذِكْرَكَ وَنِدائَكَ بَيْنَ الْعِبادِ بِهذِهِ الْكَلِمَةِ الأَعْظَمِ الْعَظِيْمِ، طُوْبى لَكَ بِما كَسَّرْتَ صَنَمَ الأَوْهامِ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمُمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، قُمْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ احْفَظِ النّاسَ عَنْ وَساوِسِ الشَّياطِيْنِ ِلأَنَّهُمْ ظَهَرُوا فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ بِكُلِّ صُوَرٍ لإِغْواءِ الْمُوَحِّدِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ إِنَّ آثارَ اللهِ يَسْتَضِيْءُ بَيْنَ آثارِ النّاسِ كَضِياءِ الشَّمْسِ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِيّاكُمْ أَنْ تُقاسُوْها بِدُوْنِها قُلْ طَهِّرُوا صُدُوْرَكُمْ عَنِ الرَّيْبِ لِتَسْتَشْرِقَ عَلَيْها أَنْوارُ الشَّمْسِ عَنْ مَشْرِقِ اسْمِي الْعَلِيِّ الْحَكِيْمِ، أَنِ اجْتَمِعِ النّاسَ عَلى شاطِیءِ هذا الْبَحْرِ ثُمَّ أَلْقِ عَلَيْهِمْ ما أَلْقى اللهُ عَلى فُؤادِكَ لَعَلَّ يَنْقَطِعُنَّ عَنِ الْعالَمِيْنَ وَيَتَوَجَّهُنَّ بِكُلِّهِمْ إِلى شَطْرِ اللهِ رَبِّكَ فاطِرِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ لِتُوْقِنَ بِأَنّا ما نَسِيْناكَ وَيُذْكَرُ اسْمُكَ لَدى الْعَرْشِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ هذا اللَّوْحُ الْمُرْسَلُ الْعَزِيْزُ الْبَدِيْعُ، وَالرَّوْحُ الَّذِيْ يَهُبُّ مِنْ رِضْوانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَعَلى الَّذِيْنَ اهْتَزَّتْ قُلُوْبُهُمْ مِنْ نَسَماتِ السُّبْحانِ شَوْقًا لِلِقآءِ رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ.