تِلْكَ آياتُ الْقُدْسِ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ مِنْ سَحابِ فَضْلٍ بَدِيْعًا، وَبِها تُطَهَّرُ أَفْئِدَةُ الْعِبادِ عَنْ دَنَسِ النَّفْسِ وَالْهَوى وَيَشْرَبُنَّ عَنْ كُأُوْسِ الَّتِيْ كانَتْ مِزاجُها ذِكْرَ مَحْبُوْبٍ وَحَبِيْبًا، أَنْ يا عَبْدُ قَدْ حَضَرَ تِلْقآءَ الْجَمالِ ما ذَكَرْتَ بِهِ اللهَ رَبَّكَ وَرَبَّ آبائِكَ وَرَبَّ عَرْشٍ عَظِيْمًا، فَطُوْبى لَكَ بِما خَرَقْتَ سُبُحاتِ الْجَلالِ وَوَرَدْتَ فِيْظِلِّ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمُتَعالِ وَقَدَّسْتَ نَفْسَكَ عَنْ شِرْكِ كُلِّ مُشْرِكٍ عَنِيْدًا، وَلكِنْ فَاسْعَ فِيْ نَفْسِكَ فِيْكُلِّ الأَيّامِ لِئَلاّ يَزُلَّكَ وَساوِسُ الشَّيْطانِ وَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيْلِ عِزٍّ بَهِيًّا وَعَنْ صِراطِ قُدْسٍ مُسْتَقِيْمًا، تَجَنَّبْ عَنِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا ثُمَّ بَلِّغْ أَمْرَ مَوْلاكَ إِلى الَّذِيْنَ تَجِدُ مِنْ شَطْرِ قُلُوبِهِمْ نَفَحاتِ الْقُدْسِ وَمِنْ وُجُوْهِهِمْ نَضْرَةَ عِزٍّ مُنِيْرًا، وَإِنْ أَخَذَكَ مِنْ حُزْنٍ ذَكِّرْ حُزْنِيْ وَمَصائِبِيْ تَاللهِ قَدِ ابْتُلِيْتُ بِبَلايا لا يُحْصِيْها إِلاَّ اللهُ الَّذِيْ أَحاطَ كُلَّشَيْءٍ فِيْ أُمِّ الْبَيانِ هذا لَكِتابُ الَّذِيْ يَنْطِقُ حِيْنَئِذٍ بِالْحَقِّ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالَّذِيْ ظَهَرَ بِاسْمِ حُسَيْنٍ قَبْلَ عَلِيٍّ لَسُلْطانُهُ وَعَظَمَتُهُ وَكِبْرِيآئُهُ ثُمَّ ظُهُوْرُهُ وَبُطُوْنُهُ وَعِزُّهُ وَاقْتِدارُهُ عَلى الْخَلايِقِ جَمِيْعًا، وَإِذًا يُنادِيْ لِسانُ الْعَظَمَةِ عَنْ وَرآءِ سُرادِقِ الأَعْلى بِأَنْ تَاللهِ هذا لَعَلِيٌّ ثُمَّ مُحَمَّدٌ ثُمَّ مُحَمَّدٌ ثُمَّ عَلِيٌّ أَنِ اتَّبِعُوْهُ يا مَلأَ الأَرْضِ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ وَإِنَّ هذا ظُلْمٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَلى اللهِ اتَّقُوا اللهَ وَكُوْنُوا فِي الأَمْرِ تَقِيًّا، أَتَعْبُدُوْنَ الْعِجْلَ وَتَذَرُوْنَ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَاسْتَضاءَ بِنُوْرِهِ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتُمْ بِذلِكَ بَصِيْرًا، يا قَوْمِ طَهِّرُوا آذانَكُمْ لِتَسْمَعُوا نَغَماتِيْ ثُمَّ أَبْصارَكُمْ لِتَشْهَدُوا جَمالِيْ وَكَذلِكَ أَمَرَكُمُ اللهُ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ وَهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ ظَهَرَ وَأَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ إِصْبَعِ رَبِّكُمُ الْعَلِيِّ الأَعْلى وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ شَهِيْدًا، أَنْ يا عَبْدُ اسْمَعْ نِدآئِيْ ثُمَّ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى ما خُلِقَ فِيْ الإِبْداعِ وَإِنّا قَدَّرْنا لَكَ فِي اللَّوْحِ مَقامًا رَفِيْعًا، وَأَحْصَيْنا ما فِيْ قَلْبِكَ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْ سِرِّكَ وَنَقْضِيْ عَلَيْكَ ما أَرَدْناهُ لَكَ وَعِنْدَنا عِلْمُ كُلِّشَيْءٍ وَعِلْمُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ خَبِيْرًا، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَعلى مَنِ اسْتَقامَ عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ زَلَّتْ عَنْهُ أَقْدامُ الَّذِيْنَ كانَ فِيْ قُلُوْبِهِمْ مِرْيَةٌ عَنْ لِقآءِ رَبِّهِمْ وَكانُوا عَنِ الصِّراطِ بَعِيْدًا.