هو العالم بكل شيء وكل إياه لا يعرفون فسبحان من خلق...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (12)، الصفحة 36 – 38

هو العالم بكلّ شيء وكلّ إيّاه لا يعرفون

فَسُبْحانَ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ بِأَمْرِهِ وَنَفَخَ فِي الصُّوْرِ وَأَحْيی بِهِ أَفْئِدَةَ الَّذِيْنَ هُمُ انْقَطَعُوا إِلى اللهِ وَكانُوا عَلى رَفْرَفِ الْحَمْرا بَيْنَ يَدَيِّ اللهِ مُتَّكِئًا، وَشَرِبُوا عَنْ سَلْسَبِيْلِ الْعِشْقِ وَأُوْقِدُوا بِنارِ اللهِ وَوَجَدُوا رَوايِحَ الْقَمِيْصِ عَنْ مِصْرِ الَّذِيْ كانَ بِاسْمِ اللهِ فِيْ مَلإِ الْقُدْسِ مُشْتَهَرًا، كَذلِكَ نُعَلِّمُكَ مِنْ أَسْرارِ الْعِلْمِ وَنُلْقِيْ عَلَيْكَ ما يُغْنِيْكَ عَنِ الَّذِيْنَ يَظُنُّوْنَ أَنَّهُمْ عَرَجُوا إِلى مَعارِجِ الْعِلْمِ لِتَعْرِفَ سُبُلَ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَتَسْتَقِيْمَ عَلى الأَمْرِ وَتَطَّلِعَ عَلى مَعارِفِ الَّتِيْ جَعَلَهُ اللهُ خَلْفَ قِبابِ الْعِزَّةِ لِيَكُوْنَ عَنْ أَبْصارِ الْمُتَكَبِّرِيْنَ مُسْتَتِرًا، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَسْلُكُوا سُبُلَ الْبَغْيِ وَالْفَحْشآءِ وَلا تَظُنُّوا بِاللهِ ظَنَّ السُّوْءِ لِئَلاّ تَكُوْنُنَّ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ كانُوا فِيْ أَمْرِ اللهِ مُلْتَحِدًا، هُمُ الَّذِيْنَ إِنْ يَرَوْا سَبِيْلَ الفِرْدَوْسِ لا يَتَّخِذُوْهُ ِلأَنْفُسِهِمْ سَبِيْلاً وَإِنْ تَمُرُّ عَلَيْهِمْ نَسَماتُ الطّاغُوْتِ يَتَّخِذُوْهُ ِلأَنْفُسِهِمْ سَيْبًا، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِهِ وَكانُوا مِنَ الَّذِيْنَهُمْ أَعْرَضُوا وَاسْتَكْبَرَ عَلى اللهِ فِيْ أَمْرِهِ الَّذِيْ كانَ بِمِثْلِ الشَّمْسِ عَنْ أُفُقِ الرُّوْحِ مُشْتَرِقًا، قُلْ يا قَوْمِ أَما تَشْهَدُوْنَ كَيْفَ أَشْرَقَ الشَّمْسَ وَأَلاحَ النُّوْرَ وَكَشَفَ الْحِجَابَ وَقامَ اللهُ فِيْ مَلإِ الْقُدْسِ وَيُبَشِّرُ الْوَرْقا قُدَّامَهُ بِنَغْمَةِ الَّتِيْ تَنْصَعِقُ عَنْهُ كُلُّ مَنْ فِي الْمُلْكِ إِذًا فَاسْمَعُوا يا أَهْلَ الْمُلْكِ لَعَلَّ تَكُوْنُنَّ مِنْ نَغَماتِ اللهِ مُجْتَذَبًا، ثُمَّ ارْحَمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ وَلا تَحْرِمُوا ذَواتِكُمْ سَيَفْنى الدُّنْيا وَزُخْرُفُها وَتَرْجِعُوْنَ إِلى اللهِ فِيْ مَقَرِّ الَّذِيْ كانَ عَنْ سَبِيْلِ الْقُدْرَةِ مُرْتَفِعًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا أَرْسَلْنا إِلَيْكَ كِتابًا مِنْ قَبْلُ وَأَذْكَرْناكَ فِيْهِ بِذِكْرِ الْبَقا عَلى لَحْنٍ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيْ بِحَرْفٍ مِنْهُ إِلاّ مَنْ شآءَ رَبُّكَ وَكَذالِكَ نُخْبِرُكَ بِما جَرى مِنْ قَلَمِ الإِبْداعِ لِتُوْقِنَ بِأَنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُقْتَدِرًا، وَإِنَّكَ لا تَحْزَنْ عَنْ شَيْءٍ وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ احْفَظْ تِلْكَ الْكَلِماتِ ثُمَّ اقْرَئْها عَلى الَّذِيْنَ هُمْ آمَنُوا بِاللهِ لِتَكُوْنَ لأَمْرِ اللهِ فِيْ نَفْسِكَ مُنْتَصِرًا.

المصادر
المحتوى