هو العلي الأعلى هذا كتاب من العبد إلى الذي اهتدى...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (13)، الصفحة 38 – 40

هو العليّ الأعلى

هذا كِتابٌ مِنَ الْعَبْدِ إِلى الَّذِي اهْتَدى بِأَنْوارِ الْهُدى وَاعْتَصَمَ بِعِصْمَةِ اللهِ الْمَلِكِ الْمُهَيْمِنِ الْعَزِيْزِ الْمُقْتَدِرِ الْقَيُّوْمِ، لِتَهُبَّ عَلى رِياضِ قَلْبِهِ نَسَماتُ الْحُبِّ وَتُقَرِّبَهُ إِلى رِضْوانِ قُدْسٍ مَحْبُوْبٍ، قُلْ يا قَوْمِ قُوْمُوا عَلى إِقامَةِ أَمْرِ اللهِ وَلا تَتَّبِعُوا هَواكُمْ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ ظُلَلِ الأَمْرِ تَمُرُّوْنَ، خافُوا عَنِ اللهِ ثُمَّ اجْتَنِبُوا كَبائِرَ الإِثْمِ ثُمَّ عَمَّا نُهِيْتُمْ عَنْهُ تَنْتَهُونَ، اتَّقُوا اللهَ وَلا تَسْلُكُوا سُبُلَ الآمالِ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ مَناهِجِ الْقُدْسِ تَسْلُكُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ لا تَتَفَرَّقُوا فِيْ آياتِ اللهِ عَمّا نُزِّلَتْ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ثُمَّ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ وَهذا مِنْ حَبْلِهِ إِنْ أَنْتُمْ فِيْ أَنْفُسِكُمْ تَتَفَكَّرُوْنَ، هُوَ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَلَيْكُمُ الشَّمْسَ بِقُدْرَتِهِ وَأَلاحَ الْقَمَرَ بِنُوْرِهِ وَأَجْرى الأَنْهارَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ لَعَلَّ أَنْتُمْ إِلى آثارِ رَحْمَةِ اللهِ تَنْظُرُوْنَ، وَتَشْكُرُوْنَهُ فِيْكُلِّ حِيْنٍ ثُمَّ عَلَيْهِ فِيْكُلِّ الأُمُوْرِ تَتَوَكَّلُوْنَ، كَذلِكَ نُصَرِّفُ لَكُمُ الآياتِ وَنُذَكِّرُكُمْ بِالْحَقِّ لَعَلَّ أَنْتُمْ بِمَواطِنِ الْقُرْبِ تَسْتَقْرِبُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ هذا عَبْدُ اللهِ وَخادِمُهُ فِي الْمُلْكِ ما يُرِيْدُ إِلاّ إِصْلاحَ أَنْفُسِكُمْ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ، إِذًا قُوْمُوا عَنْ فِراشِ الْغَفْلَةِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِقُلُوْبِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَرْواحِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ وَبِكُلِّ ما قُدِّرَ لَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ تُرِيْدُوْنَ أَنْ تَنْصُرُوْنَ، وَإِنْ لَنْ تَنْصُرُوْهُ فَاعْلَمُوا بِأَنَّهُ يَنْصُرُ نَفْسَهُ بِذاتِهِ وَيَرْفَعُ أَمْرَهُ بِالْحَقِّ وَهذا مِنْ أَمْرٍ يَعْجَزُ عَنْ عِرْفانِهِ كُلُّ الْعالِمُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ فَانْظُرُوا فِيْ قُرُوْنِ الْماضِيَةِ وَفِيْما قُضِيَ عَلَيْهِمْ بِحَيْثُ كانُوا أَكْثَرَ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْبَرَ مِنْكُمْ عِزَّةً وَأَعْلى مِنْكُمْ شَأْنًا وَكُلُّهُمْ ذَهَبُوا إِلى مَواقِعِهِمْ وَدُفِنُوا بِأَعْمالِهِمْ وَرَجَعُوا إِلی التُّرابِ كَما بُدِؤُا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهذا لَهُوَ الْحَقُّ الْمَعْلُوْمُ، وَأَنْتُمْ سَتَرْجِعُوْنَ إِلَيْهِمْ وَتُسْئَلُوْنَ عَمّا اكْتَسَبَتْ أَيْداكُمْ وَعَمّا سَمِعَتْ أُذُناكُمْ وَلاحَظَتْ عَيْناكُمْ وَلِكُلِّ ما أَنْتُمْ عَمِلْتُمْ فِي الْحَيوةِ الْباطِلَةِ وَهذا ما سُطِرَ بِالْحَقِّ عَلى أَلْواحِ عِزٍّ مَكْنُوْنٍ، إِذًا خافُوا عَنِ اللهِ ثُمَّ ارْجِعُوا فِيْما فَرَّطْتُمْ فِيهِ ثُمَّ اسْتَنْصِحُوا بِما أَنْصَحْناكُمْ لَعَلَّ أَنْتُمْ بِما أَرادَ اللهُ لَكُمْ تَصِلُوْنَ، وَالتَّكْبِيْرُ عَلَيْكُمْ وَعَلى مَنِ اسْتَضآءَ بِأَنْوارِ الْوَجْهِ وَكانَ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا فِيْ مَواقِعِ الْعِزِّ داخِلُوْنَ.

المصادر
المحتوى