هو العزيز المقدّس الأمنع الأعلى تلك آيات الكتاب نزّلت...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (14)، الصفحة 40 – 42

هو العزيز المقدّس الأمنع الأعلى

تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ نُزِّلَتْ مِنْ سَحابِ رَحْمَةٍ مَنِيْعًا، وَمِنْها يَحْيى أَفْئِدَةُ الْمُمْكِناتِ إِنْ يَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ بارِئِهِمْ وَيَنْقَطِعُنَّ عَمَّا عِنْدَهُمْ وَكَذلِكَ نَزَّلْنا الأَمْرَ فِيْهذا اللَّوْحِ ذِكْرًا مِنْ لَدُنّا عَلى الْعالَمِيْنَ جَمِيْعًا، إِنَّ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ أُوْلئِكَ كَفَرُوا بِمَظاهِرِ نَفْسِ اللهِ فِيْكُلِّ عَهْدٍ وَعَصْرًا وَلَنْ يُذْكَرَ أَسْمآئُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ طَرْفُ قُدْسٍ مَنِيْعًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا سَيِّدَ الْقَوْمِ اسْمَعْ نِدآءَ اللهِ مِنْ هذِهِ السِّدْرَةِ الحَمْرا عَلى هذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ الأَحَدِيَّةِ الأَبَدِيَّةِ الْبَيْضا اللهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ قَدْ خَلَقَ الْمُمْكِناتِ لِعِرْفانِ نَفْسِهِ وَذَرَءَ الْمَوْجُوْدات لاتِّباعِ أَمْرِهِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ عَلِيْمًا، وَمِنَ النّاسِ مَنْ شَرِبَ كَأْسَ الْعِرْفانِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ نُزِّلَتْ عَلَيْهِ الآياتُ فِيْكُلِّ بُكُوْرٍ وَأَصِيْلاً، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا ابْتُلِيْنا بَيْنَ عِبادِنا الَّذِيْنَ ما آمَنُوا بِاللهِ فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَاشْتَعَلَتْ نارُ الْبَغْضا فِيْ صُدُوْرِهِمْ وَكانُوا عَلی أَعْقَابِ الإِعْراضِ عَلی الظُّلْمِ مُنْقَلِبًا، وَأَحاطَتْنا الأَحْزانُ عَلی شَأْنٍ لَنْ يَتَحَرَّكَ لِسانِيْ عَلی ذِكْرِ مَحْبُوْبِيْ وَكَذلِكَ وَرَدَ عَلى الْغُلامِ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ خَبِيْرًا، وَلَوْ تَكُوْنُ لِلْعِبادِ آذانٌ واعِياتٌ لَيَكْفِيْهِمْ ما نُزِّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جَبَرُوْتِ قُدْسٍ مَنِيْعًا، وَمِنْ دُوْنِ ذلِكَ لَنْ يَلْتَفِتُوا إِلی كَلِماتِ اللهِ وَلَنْ يَسْمَعُوا نَغَماتِ عِزِّهِ وَلَوْ يُنْزِلُ عَلَيْهِمْ فِيْكُلِّ الْحِيْنِ بِعَدَدِ الأَمْطارِ آياتِ عِزٍّ مُبِيْنًا، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تُحارِبُوا بِنَفْسِهِ وَلا تُجَادِلُوا بِآياتِهِ بَعْدَ الَّذِيْ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ وَأَحاطَتْ كُلَّ مَنْ فِي الْعالَمِيْنَ مَجْمُوْعًا، أَنِ اسْتَمِعُوا نِدآءَ اللهِ ثُمَّ انْقَطِعُوا عَمّا دُوْنَهُ وَهذا خَيْرٌ لَكُمْ عَنْ خَزائِنِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتُمْ بِذلِكَ عَلِيْمًا بَصِيْرًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ أَنِ اسْتَقِمْ عَلى أَمْرِ اللهِ رَبِّكَ إِيّاكَ أَنْ لا يَزَلَّكَ هَمَزاتُ الشَّيْطانِ لأَنَّهُ قامَ عَلى وَجْهِ الرَّحْمنِ بِإِعْراضٍ كانَ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ كَبِيْرًا، أَنِ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ ذَكِّرْ نَفْسَكَ فِيْكُلِّ الأَيّامِ وَإِنْ تَسْتَطِيْعُ فِيْ نَفْسِكَ بَلِّغْ أَمْرَ رَبِّكَ إِلى الَّذِيْنَ تَجِدُهُمُ الْيَوْمَ فِيْ غَفْلَةٍ وَشِقاقٍ بَعِيْدًا، كَذلِكَ أَذْكَرَكَ لِسانُ الْقِدَمِ لِتَتَّبِعَ ما أُمِرْتَ بِهِ وَتَكُوْنَ عَلى أَمْرِ رَبِّكَ مُسْتَقِيْمًا، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلی مَنْ فِيْ حَوْلِكَ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ آمَنُوا وَكانُوا عَلى الأَمْرِ مُقِيمًا.

المصادر
المحتوى