فَسُبْحانَ الَّذِيْ لَهُ مُلْكُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيْمًا، وَلَهُ يَسْجُدُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالْعَرْشِ وَإِنَّهُ كانَ عَلاّمًا حَكِيْمًا، لَهُ الْجُوْدُ وَالْفَضْلُ يُحْيِيْ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانِهِ وَإِنَّهُ لَمُقْتَدِرٌ قَدِيْرًا، لَهُ السَّلْطَنَةُ وَالْبَقا وَالْعَظَمَةُ وَالسَّنا وَالرِّفْعَةُ وَالْبَها وَالْقُدْرَةُ وَالضِّيا وَالْعِزَّةُ وَالْبَدا يَغْفِرُ مَنْ يَشآءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشآءُ وَإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ حَكِيْمًا، قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِنّا كُنّا بِذلِكَ شَهِيْدًا، قُلِ اللهُ رازِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِنّا كُنّا بِذلِكَ خَبِيْرًا، قُلِ اللهُ مُحْييْ كُلِّ شَيْءٍ وَجاعِلُهُ وَسُلْطانُ كُلِّ شَيْءٍ وَخالِقُهُ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ مُحِيْطًا، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِالَّذِيْ جائَكُمْ بِسُلْطانٍ قَدْ كانَ عَلى الْحَقِّ مُبِيْنًا، إِيّاكُمْ أَنْ لا تَسْتَنْكِفُوا عَنْ عِبادَةِ رَبِّكُمْ وَلا تَسْتَكْبِرُوا بَعْدَ الَّذِيْ جائَكُمُ الْبُرْهانُ عَنْ كُلِّ طَرَفٍ قَرِيْبًا، وَلا تَتَّبِعُوا ما يَأْمُرُكُمْ بِهِ هَوَيكُمْ ثُمَّ أَسْرِعُوا إِلى شَطْرِ عِزٍّ رَفِيْعًا، قُلْ قَدْ جائَتْكُمُ الْفِتْنَةُ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ وَأَخَذَتْكُمْ صَواعِقُ الأَمْرِ عَنْ كُلِّ طَرَفٍ بَدِيْعًا، اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ اثْبُتُوا عَلى الأَمْرِ ثُمَّ اسْتَقِيْمُوا عَلى الصِّراطِ وَلا تَكُوْنُنَّ فِي الْمُلْكِ جَبّارًا شَقِيًّا، خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَطْرُدُوا الَّذِيْ جآئَكُمْ بِآياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَدْعُوْكُمْ إِلاّ بِسُلْطانٍ عَظِيْمًا، وَيَذْكُرُكُمْ أَحْسَنَ الذِّكْرِ فِيْ كَلِمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ أُفُقِ اللهِ لَمِيْعًا، وَيَأْمُرُكُمْ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَيَمْنَعُكُمْ عَنِ الْبَغْيِ وَالْفَحْشآءِ وَيُسْمِعُكُمْ آياتِ عِزٍّ بَدِيْعًا، يا قَوْمِ إِنْ نَسِيْتُمْ حُكْمَ اللهِ فِيْ قَبْلِ الْقَبْلِ فَما فِئَةُ الْفُرْقانِ عَنْكُمْ بِبَعِيْدًا، أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِيْنَهُمْ كانُوا مِنْ قَبْلُ وَكَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَاسْتَهْزَؤُا بِرُسُلِهِ وَأَخَذَهُمْ نِكالُ قَهْرٍ مُبِيْنًا، اتَّقُوا اللهَ ثُمَّ تَفَكَّرُوا فِيْما مَضى مِنْ قَبْلُ لَعَلَّ تَسْتَرْشِدُوْنَ فِيْهذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ كانَتِ الآياتُ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ مَنْزُوْلاً، قُلْ إِنْ يَمْنَعُكُمْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ عَنْ ذلِكَ لا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ ثُمَّ أَعْرِضُوا عَنْهُ وَأَقْبِلُوا إِلى جَمالِ قُدْسٍ جَمِيْلاً، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا ما سُطِرَ مِنْ عِنْدِكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ رَوائِحَ حُبٍّ مَنِيْعًا، وَأَجَبْناكَ بِهذِهِ الآياتِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ مِنْ سَمآءِ قُدْسٍ رَفِيْعًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنّا كُنّا أَجَبْناكَ مِنْ قَبْلُ وَنُجِيْبُكَ حِيْنَئِذٍ وَأَرَدْنا لَكَ فِي الْفِرْدَوْسِ مَقامَ عِزٍّ كَرِيْمًا، وَهذا مَقامُ الَّذِيْ ما سَبَقَهُ مَقامٌ إِلاّ إِنْ يَشآءُ اللهُ رَبُّكَ وَرَبُّ الْعالَمِيْنَ جَمِيْعًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا حَبِيْبِيْ فَاسْعَ فِيْ نَفْسِكَ لِتَكُوْنَ ثابِتًا فِيْ حُبِّكَ وَراسِخًا فِيْ دِيْنِكَ وَمُتَمَسِّكًا بِعُرْوَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَلى الْحَقِّ قَوِيًّا، كَذلِكَ أَلْقَيْناكَ ما هُوَ خَيْرٌ لَكَ عَنْ كُلِّ ما فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتَ بِبَصَرِ الرُّوْحِ بَصِيْرًا، ثُمَّ ذَكِّرْ مِنْ لَدُنّا كُلَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَكانَ عَلى الْحُبِّ مُقِيْمًا وَعَلى الأَمْرِ مُسْتَقِيْمًا.