بسم الرب العزيز القدير هذا كتاب من شجرة الروح للذي...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (16)

بسم الربّ العزيز القدير

هذا كِتابٌ مِنْ شَجَرَةِ الرُّوْحِ لِلَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ ثُمَّ هَدى، وَسَمِعَ نِدآءَ اللهِ عَنْ وَرآءِ قُلْزُمِ الرُّوْحِ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، أَنْ يا عَبْدُ بَشِّرْ فِيْ نَفْسِكَ فِيْما بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فِيْ مَكامِنِ التُّقى، وَقُدِّرَ فِيْهِ ما لا يَشْهَدُ أَحَدٌ فِي الْمُلْكِ وَما لا يُرى سَتَشْهَدُ ما وَعَدَكَ اللهُ فِيْ جَنَّةِ الْمَأْوَی، وَتَجِدُ فِيْها ما لا تَعْرِفُهُ أَفْئِدَةُ أُوْلِي النُّهى، قُلْ يا قَوْمِ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَمّا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ عَنْ مُلْكِ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، فَاعْرِفُوا قَدْرَ تِلْكَ الأَيّامِ ثُمَّ أَسْرِعُوا إِلى مَقامِ الَّذِيْ ظَهَرَتْ فِيْهِ آيَةُ اللهِ الْكُبْرى مِنْ نُوْرِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، قُلْ تَاللهِ هذا لَهُوَ الْمَنْظَرُ الْعُظْمى، الَّذِيْ وُصِفَ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ وَفِيْما نُزِّلَ عَلى إِبْراهِيْمَ وَمُوْسى، وَإِنَّ هذا لَخَيْرُ الَّذِيْ ما أَدْرَكَهُ إِلاّ أُوْلِي الْحِجى، الَّذِيْنَ إِذا سَمِعُوا نِدآءَ اللهِ أَجابُوا بِقَوْلِهِمْ بَلى، أُوْلئِكَ الَّذِيْنَ عَلَيْهِمْ صَلَواةٌ مِنْ رَبِّهِمْ ثُمَّ مِنْ أَصْحابِ الْهُدى، إِذًا أَنْتَ فَانْظُرْ مَقامَكَ فِيْما أَراكَ اللهُ فِيْ نَوْمِكَ مِنْ قَصَصِ الأُوْلى، لِتَعْرِفَ ما كَشَفْنا لَكَ مِنْ أَسْرارِ الْبَقا الَّتِيْ كانَتْ تَحْتَ حُجُباتِ الْقَضا مِمّا سُتِرَ وَأَخْفى، قُلْ إِنَّهُ لَذُوْ نَظْرَةٍ تَسْعى، وَيَمْشِيْ قُدَّامَهُ نُوْرُ الأَحَدِيَّةِ الَّذِيْ يُوْقِدُ وَيُجْلى، لِيَهْتَدِيْ بِهِ مَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ رَفْرَفِ الأَسْنى، وَيَضَلُّ مَنْ كانَ مِنْ أَهْلِ الْحِمى، وَإِنَّ ذلِكَ ما سُطِرَ فِيْ صُحُفِ الرُّوْحِ عِنْدَ شَجَرَةِ الْقُصْوى، وَإِنَّ هذا ما جَرى عَلَيْهِ قَلَمُ الأَعْلى، وَالرَّوحُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ طارُوا فِيْهَوآءِ الْقُرْبِ ثُمَّ اهْتَدى، وَالنّارُ لِمَنْ كَفَرَ بِاللهِ ثُمَّ شَقى، وَأَعْرَضَ عَنْ صِراطِ الْعَدْلِ ثُمَّ طَغى، وَكانَ مِمَّنْ ضَلَّ وَغَوى، أَنْ يا حَبِيْبُ نَبِّئْ عِبادَ الله بِكَلِمَةِ اللهِ الْعُلْيا الَّتِيْ أَنْزَلَها الرُّوْحَ مَرَّةً أُخْرى، وَأَرْسَلَها شَدِيْدُ الأَمْرِ مِنْ جَبَرُوْتِ الْقُوى، لِيُعَلِّمَكُمْ سُبُلَ الْفِرْدَوْسِ وَيَهْدِيْكُمْ إِلى قِبابِ الأَبْهى، قُلْ إِنَّها أَشْرَقَتْ عَنْ أُفُقِ الْفَجْرِ كَالشَّمْسِ فِيْ وَسَطِ الضُّحى، لِيُقَرِّبَكُمْ إِلى اللهِ وَتَكُوْنَ لَكُمُ الذِّكْرى، إِذْ فَاسْتَمِعْ لِما يُوْحى عَلَيْكَ مِمّا رُقِمَ مِنْ قَضايآءِ الأَمْرِ عَلی ألْواحِ الْياقُوْتِ مِنْ أَصابعِ الأَحْلى، لِيُخَلِّصَكَ عَنْ زَخارِفِ الْمُلْكِ وَيَجْذُبَكَ إِلى مَواقِعِ الرُّوْحِ فِيْ وَطَنِ الأَوْفى، فَهَنِيْئًا لِمَنْ سَمِعَ الْقَوْلَ وَخَضَعَ لِكَلِمَةِ اللهِ وَتَفِيْضُ عَيْناهُ مِنَ الدَّمْعِ إِذا يَصْغى، وَيَحْتَرِقُ قَلْبُهُ بِنارِ الْحُبِّ ثُمَّ يُغْلى، وَهذا ما رَقَمَ قَلَمُ الْعَبْدِ فِيْ هذا اللَّوْحِ الأَبَدِيِّ الأَجْلى، الَّذِيْ سَمّاهُ اللهُ بِالسِّيْنِ بَعْدَ الْحا فِيْ مَلَكُوْتِ الأَسْما، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ فازَ بِلِقآءِ يَوْمٍ يَأْتِيْ بِالْحَقِّ وَفِيْهِ الرَّحْمنُ عَلى الْعَرْشِ اسْتَوى.

المصادر
المحتوى