أَنْ يا حُسَيْنُ أَنِ اشْهَدْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِلِسانِكَ ثُمَّ بِقَلْبِكَ ثُمَّ بِذاتِكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا قَبْلَ مُحَمَّدٍ مَظْهَرُ جَمالِهِ وَمَطْلِعُ إِجْلالِهِ وَمَعْدِنُ وَحْيِهِ وَمَنْبَعُ عِلْمِهِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَبِهِ ثَبُتَ التَّوْحِيْدُ وَأُظْهِرَ جَمالُ التَّفْرِيْدِ وَغَنَّتِ الْوَرْقاءُ عَلى أَفْنانِ سِدْرَةِ الْبَقا بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيْمُ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْهِ وَإِنَّا كُنّا عالِمِيْنَ، وَأَجَبْناكَ بِهذِهِ الآياتِ الَّتِيْ تَعْجَزُ عَنْها الْعالَمِيْنَ، قُلْ يا قَوْمِ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُفْسِدِيْنَ، وَإِذا نُزِّلَتْ عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ لا تَتَّخِذُوْها هُزُوْءًا وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْغافِلِيْنَ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا ما أَرَدْنا أَنْ نُظْهِرَ وَجْهَنا لأَحَدٍ كَما كُنّا بَيْنَ الْعِبادِ وَما عَرَفَنا مِنْ أَحَدٍ وَكُنّا فِيْ سَتْرٍ عَظِيْمٍ، وَلكِنَّ الْمُشْرِكِيْنَ لَمّا حَبَسُوْنا فِيْ هذا السِّجْنِ الْبَعِيْدِ لِذا كَشَفْنا حُجُباتِ السَّتْرِ وَأَظْهَرْنا الْوَجْهَ كَالشَّمْسِ الْمُشْرِقِ الْمَنِيْعِ لِيَحْتَرِقَ بِذلِكَ أَكْبادُ الْمُغِلِّيْنَ وَيَزْدادَ إِيْمانُ الْمُوَحِّدِيْنَ، قُلْ تَاللهِ مِنْ سُلْطانِ الْقِدَمِ قَدْ نُزِّلَ عَلى هذا الْقَلَمِ كَلِمَةٌ تَنْفَطِرُ عَنْها السَّمواتُ وَالأَرْضُ إِلاّ مَنْ شآءَ رَبُّكَ الْعَزِيْزُ الْباقِي الْمَنِيْعُ، كَذلِكَ غَنَّتِ الْوَرْقآءُ عَلَيْكَ لِتَطَّلِعَ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ عَنْ كُلِّ ذِيْ بَصَرٍ بَصِيْرٍ، وَتَكُوْنَ ثابِتًا فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ وَأَمِيْنًا فِيْ رِسالاتِهِ وَتُسَرَّ فِيْ ذاتِكَ وَنَفْسِكَ وَتَكُوْنَ عَلى الصِّراطِ بِيَقِيْنٍ مُبِيْنٍ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا ما نَسِيْناكَ مِنْ قَبْلُ وَما أَنْسَيْناكَ فِيْ هذا السِّجْنِ الَّذِيْ كانَ خَلْفَ جِبالٍ عَظِيْمٍ، وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكَ عَلى الأَمْرِ وَيَرْفَعَكَ إِلى مَقْعَدِ الْقُدْسِ مَقَرٍّ أَمِيْنٍ، بِحَيْثُ لَنْ يَزَلَّ قَدَمُكَ عَنْ أَمْرِ الَّذِيْ لَنْ يَقُوْمَ مَعَها شَيْءٌ وَكانَ أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيْمٍ، وَالرَّوْحُ وَالنُّوْرُ وَالْعِزُّ وَالسَّنا عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنْ يَوْمِئِذٍ إِلى يَوْمِ الدِّيْنِ.