هو العزيز قل أن يا أهل الأرض أُف لكم وبما اكتسبت...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (19)

هو العزيز

قُلْ أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ أُفٍّ لَكُمْ وَبِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِيْكُمْ فِيْ هذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ كانَ الرُّوْحُ عَنْ أُفُقِ الْقُدْسِ لَمِيْعًا، وَكُنْتُمْ فِيْ أَلْفٍ مِنَ السِّنِيْنِ بَكَيْتُمْ عَلى الْحُسَيْنِ بِما وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ هَياكِلِ كُفْرٍ شَقِيًّا، وَفِيْ كُلِّ يَوْمٍ لَعَنْتُمْ عَلی مَنْ ظَلَمَهُ وَهذا ما فَعَلْتُمْ بِهِ فِيْ شُهُوْرٍ وَسِنِيْنًا، فَلَمّا ظَهَرَ الْحُسَيْنُ بِالحَقِّ قَتَلْتُمُوْهُ بِأَسْيافِ لِسانِكُمْ فِيْ كُلِّ بُكُوْرٍ وَأَصِيْلاً، إِلى أَنْ أَخْرَجْتُمُوْهُ عَنْ دِيارِكُمْ كَما قُضِيَ ذلِكَ عَلَيْهِ فِيْ أَوَّلِ مَرَّةٍ وَهذا فِيْ صُحُفِ قُدْسٍ حَفِيْظًا.

قُلْ يا مَلأَ الْبَغْضآءِ لا تَفْرَحُوا بِذلِكَ لأَنّا نَشْتاقُ بِما قُدِّرَ لَنا مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ حَبِيْبًا، قُلْ إِنّا رَضِيْنا بِما كَتَبَ اللهُ لَنا وَقَبِلْنا بِأَنْفُسِنا فِيْ سَبِيْلِهِ كُلَّ بَلآءٍ عَسِيْرًا، قُلْ كَذلِكَ فَصَلَ اللهُ بَيْنَ الصّادِقِ وَالْكاذِبِ وَالنُّوْرِ وَالظُّلْمَةِ لِتَكُوْنَ أَنْوارُ الصِّدْقِ عَنْ مَشْرِقِ هذا الصُّبْحِ لَمِيْعًا وَمُضِيْئًا، وَنُظْهِرَ آثارَ الْكَذِبِ عَلى العالَمِيْنَ مُبِيْنًا، فَوَاللهِ إِنّا تَوَكَّلْنا عَلى اللهِ رَبِّنا وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ بِكُلِّيَّتِهِ لَنْ يَخافَ مِنْ أَحَدٍ وَلَنْ يَلْتَفِتَ بِنَفْسٍ وَكانَ اللهُ عَلى ذلِكَ شَهِيْدًا، وَأَنْتُمْ يا أَصْحابَ اللهِ لَوْ تُصَدِّقُوْنَ فِيْ حُبِّكُمْ بارِئَكُمْ يَنْبَغِيْ لَكُمْ بِأَنْ تَنْقَطِعُوا عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِحَيْثُ لَمْ يَكُنِ الْمُلْكُ عِنْدَكُمْ إِلاّ كَكَفِّ تُرابٍ حَقِيْرًا، كَذلِكَ يَعِظُ الْوَرْقآءُ عِبادَ الَّذِيْنَ يُرِيْدُوْنَ أَنْ يَتَّخِذُوا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، وَالرَّوْحُ عَلَيْكُمْ وَعَلى الْمُحِبِّيْنَ جَمِيْعًا.

المصادر
المحتوى