ذِكْرُ وَرَقَةِ الْبَقا فِيْ شَجَرِ الْفِرْدَوْسِ أَنْ يا مَلأَ الأَعْلى فَاسْمَعُوْنَ، وَهذا مِنْ ذِكْرٍ يَهِبُ كُلَّ شَيْءٍ ما يُغْنِيْهِ عَنْ كُلِّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنْ أَنْتُمْ بِهذا الذِّكْرِ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ مُتَذَكِّرُوْنَ، وَيُلْقِيْ عَلى أَهْلِ الْعَما ما يَنْبَغِيْ لَهُ مِنْ عَوالِمِ الأَسْما وَيَهُبُّ عَلى أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ ما يُقَرِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَيُنْفِقُ عَلى أَهْلِ السَّمواتِ مِنْ لَحَظاتِ جَذْبٍ مَكْنُوْنٍ مِمّا سُتِرَ خَلْفَ سُرادِقِ الرُّوْحِ فِيْ حُجُباتِ الْقُدْسِ إِنْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ، وَهذا ما يَدْعُو الْعاشِقِيْنَ إِلى رَفْرَفِ الْخُلْدِ فِيْ جَنَّةِ عِزٍّ مَحْبُوْبٍ وَيَصِلُ الْعارِفِيْنَ إِلى شاطِئِ الأَحَدِيَّةِ إِنْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ، كُلُّ ذلِكَ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْكُمْ يا أَيُّها الْمُخْلِصُوْنَ، وَهذا ما قُدِّرَ فِي الأَلْواحِ مِنْ قَلَمِ الَّذِيْ يَجْرِيْ مِنْهُ عَيْنُ الْحَيَوانِ عَلى قَدْرٍ مَقْدُوْرٍ، وَأَحْجَبَهُ اللهُ فِيْ كَنائِزِ الْعِصْمَةِ وَغَطّاهُ مِنْ سُنْدُسِ قُدْسٍ مَنْسُوْجٍ، فَهَنِيْئًا لِمَنِ انْقَطَعَ إِلى اللهِ بِكُلِّهِ وَأَجابَهُ فِي الْقَوْلِ وَفازَ بِما قَدَّرَ اللهُ لَهُ فِيْ لَوْحٍ مَسْطُوْرٍ وَهذا مِنْ فَضْلٍ ما سَبَقَهُ أَحَدٌ فِي الْمُلْكِ إِلاَّ الَّذِيْنَهُمْ فِيْ رِضى اللهِ يَسْلُكُوْنَ، وَإِنَّكِ أَنْتِ يا أَمَةَ اللهِ اسْمَعِيْ ما يُلْقِيْكِ حَمامَةُ الْقُدْسِ ثُمَّ قَرِّبِيْ بِقَلْبِكِ إِلى اللهِ رَبِّكِ وَلا تَحْزَنِيْ فِيْ شَيْءٍ وَإِنَّ هذا ما فازَ بِهِ الْمُقَرَّبُوْنَ، وَلا تَنْسِيْنَ فَضْلَ اللهِ فِيْما اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ عَنِ الْكُفْرِ وَرَزَقَكِ مِنْ أَثْمارِ شَجَرَةِ الْحُبِّ فِيْ رِضْوانِ قُرْبٍ مَشْهُوْدٍ، ثُمَّ اشْكُرِيْهِ عَلى ذلِكَ وَعَلى ما هَداكِ إِلى مَقامٍ يَشْتاقُهُ عِبادٌ مُكْرَمُوْنَ، كَذلِكَ أَلْقَيْناكِ قَوْلَ الْحَقِّ وَأَلْهَمْناكِ ما يَطْمَئِنُّ بِهِ قَلْبُكِ لِتَكُوْنَنَّ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ إِلى جِهَةِ الْعَرْشِ يُسْرِعُوْنَ، وَالرَّوْحُ عَلَيْكِ وَعَلى اللَّواتِيْهِنَّ يَذْكُرْنَ رَبَّهُنَّ فِيْكُلِّ حِيْنٍ وَيُصَلِّيُنَّ عَلَيْهِمْ مَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُوْنَ.