يا حَرْفَ الْقُرْبِ فَاسْمَعْ نَغَماتِ الْوَرْقا مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، وَتُلْقِيْ عَلى الأَرْواحِ مِنْ آياتِ رَبِّهِ الأَعْلى، الَّتِيْ رَفَعَها اللهُ فَوْقَ رَفْرَفِ الْعِرْفانِ فِيْ مَقامٍ لا يُشْهَدُ وَلا يُرى، وَأَظْهَرَها مِنْ وَرآءِ الْحُجُباتِ فِيْ جَبَرُوْتِ الأَسْنى، وَأَشْرَقَتِ الشَّمْسُ مِنْ نُوْرِها فِيْ وَسَطِ الضُّحى، وَيُقْبِلُ إِلَيْها كُلُّ مَنْ آمَنَ بِالرُّوْحِ ثُمَّ هَدى، وَيُعْرِضُ عَنْها كُلُّ مُتَكَبِّرٍ كَفَرَ وَشَقى، وَيُنادِيْ كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ إِلى تَحْتِ الثَّرى، بِما نادَ الرُّوْحُ فِيْ وَسَطِ الأَجْوا فِيْما أَمَرَ وَأَوْحى، قُلْ هذِهِ أَرْضُ الْبَقا فَاسْمَعُوا مِنْ آياتِ رَبِّنا الأَعْلى مِنْ هذِهِ الْفَمِ الأَحْلى فِيْهذا الْمَنْظَرِ الْكُبْرى، وَخُذُوا نَصِيْبَكُمْ فِيْما يَنْزِلُ وَيُعْلى، وَهذا مِنْ رِزْقِ الَّذِيْ قُدِّرَ لِمَنْ سَكَنَ فِيْ رِضْوانِ الْخُلْدِ ثُمَّ عَلا، وَوَصَلَ إِلى مَقامِ الْقُرْبِ فَوْقَ قَوْسِهِ الأَدْنى، إِذًا قُلْ سُبْحانَ رَبِّي الأَعْلى، هذا ما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِ الأَعْلى لِمَنْ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى، وَتَجْذُبُ مِنْ نَغَماتِ الْفِرْدَوْسِ عِنْدَ شَجَرَةِ الْقُصْوى، ثُمَّ نَزَلَتْ رُوْحُ الأَمْرِ نَزْلَةً أُخْرى، لِتُلْقِيْ عَلى الْعِبادِ ما لا يُلْقى مِنْ حِكْمَةِ الْبَقا عَمّا سَتَرَ وَأَخْفى، كَذلِكَ يُنْزِلُ الآياتِ عَلى مَنْ يَشآءُ وَإِنَّهُ ما مِنْ إِلهَ إِلاّ هُوَ وَلَهُ الأَمْرُ فِي الآخِرَةِ وَالأُوْلى، وَيُعَلِّمُ الْعِبادَ مِنْ أَسْرارِ الْبَهِيِّ الأَبْهى، لِيُسْرِعُوا النّاسُ إِلى كَوْثَرِ الْوَصْلِ فِيْ مَكامِنِ التُّقى، وَيَرْجِعُوا إِلى وَطَنِ الَّذِيْ لا يَمُوْتُ فِيْهِ وَلا يَحْيى، وَالرَّوْحُ عَلى الَّذِيْنَهُمُ انْقَطَعُوا إِلى اللهِ فِيْ مَعارِجِ الْهُدى، وَالنّارُ عَلى مَنْ أَعْرَضَ وَتَوَلّى.