هو العزيز اسمعي ما يغنُّ جمال الظهور في هذا الطور...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (31)

هو العزيز

اسْمَعِيْ ما يَغَنُّ جَمالُ الظُّهُوْرِ فِيْ هذا الطُّوْرِ عَلى هذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ عَنْ يَمِيْنِ الْعَرْشِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَنَّ نُقْطَةَ الأَوَّلِيَّةَ الَّتِيْ فُصِّلَتْ فِي السِّتِّيْنَ إِنَّها لَكَلِمَةُ اللهِ وَسُلْطَانُهُ وَحِكْمَةُ اللهِ وَبُرْهانُهُ وَأَمْرُ اللهِ وَبَهائُهُ وَفِيْها اتَّحَدَ الْحَبِيْبُ وَالْمَحْبُوبُ وَإِنَّها لَكَلِمَةٌ مِنْها فُصِّلَتِ الْحُرُوْفاتُ بِقَوْلِهِ كُنْ فَيَكُوْنُ، وَإِنَّها لَنُقْطَةُ الَّتِيْ مِنْها ظَهَرَتِ الْحُرُوْفاتُ وَالْكَلِماتُ وَبِها ظَهَرَ كُلُّ عِلْمٍ مَكْنُوْنٍ، وَبِها أُلِّفَ الْكافُ بِالنُّوْنِ وَطَلَعَ كُلُّ أَمْرٍ مُبْرَمٍ مَحْتُوْمٍ، وَإِنَّها لَكِتابُ اللهِ الَّذِيْ رُقِمَ فِيْهِ عِلْمُ ما كانَ إِنْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ، وَإِنَّها لَمِيْزانُ اللهِ وَحُكْمُهُ وَصِراطُ اللهِ وَأَمْرُهُ وَبِهِ فُصِّلَ كُلُّ مُوَحِّدٍ عَنْ كُلِّ مُشْرِكٍ مَرْدُوْدٍ، وَبِقُرْبِهِ ظَهَرَ حُكْمُ الْجَنَّةِ وَمِنْ بُعْدِهِ حُكْمُ النّارِ إِنْ أَنْتُمْ تَعْقِلُونَ، وَبِها غَنَّتِ الْوَرْقاءُ عَلى الأَفْنانِ وَظَهَرَتْ صَوْتُ الرَّحْمنِ عَنْ وَراءِ حُجُباتِ السَّتْرِ وَالْكِتْمانِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، وَبِها بُعِثَتِ الْمُمْكِناتُ وَحُشِرَ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ مِنْ لَئالِىءِ عِزٍّ مَخْزُوْنٍ، وَإِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلى نَظَرِ الْمُحِبِّيْنَ بِاسْمِ عَلِيٍّ بِالْحَقِّ وَجاءَ بِسُلْطانٍ مَشْهُوْدٍ، وَعَلى نَظَرِ الْمُوَحِّدِيْنَ بِكُلِّ الأَسْماءِ إِنْ أَنْتُمْ تَفْقَهُوْنَ، وَعَلى نَظَرِ الْمُقَرَّبِيْنَ قَدْ ظَهَرَتِ الأَسْماءُ وَالصِّفاتُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزُ الْمَحْمُوْدُ، وَعَلى نَظَرِيْ كُلُّ ذلِكَ فِيْ خَلْقِهِ وَإِنَّ هذا لَخَلْقُهُ إِنْ أَنْتُمْ بِبَصَرِ اللهِ فِيْهِ تَنْظُرُوْنَ، فَوَاللهِ إِنَّ الْوَرْقا تَغَنُّ عَلى غُصْنٍ مِنَ الأَغْصانِ بِأَلْحانٍ لَنْ يُشابِهَ لَحْنٌ بِلَحْنٍ إِنْ أَنْتُمْ تَسْمَعُوْنَ، بِلَحْنٍ مِنْها يَهْدِي الْمُضِلِّيْنَ إِلى صِراطِ عِزٍّ مَمْدُوْدٍ، وَبِلَحْنٍ أُخْرى يَهْدِي الْمُؤْمِنِيْنَ إِلى رِضْوانِ الْقُدْسِ ثُمَّ الْعاشِقِيْنَ إِلى جَمالِ الْمَحْبُوْبِ، وَبِلَحْنٍ يَنْصَعِقُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ بِحَيْثُ لَنْ يَبْقى فِيْ الْمُلْكِ أَحَدٌ مِنْ ذِيْ حُدُوْدٍ وَشُعُوْرٍ، إِذاً يُنادِيْ لِمَنِ الْمُلْكُ وَلَنْ يُجِبْهُ مِنْ أَحَدٍ وَإِنَّهُ يُجِيْبُ بِنَفْسِهِ لِنَفْسِهِ للهِ الْمَلِكِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ السُّلْطانِ الْفَرْدِ الْواحِدِ الغالِبِ الْقَيُّوْمِ، كَذلِكَ تَغَنُّ الْوَرْقا عَلى لَحْنِ الإِمْكانِ عَلى قَدْرٍ مَقْدُورٍ، تَاللهِ إِنَّ لَها لَحْنٌ بَعْدَ لَحْنٍ وَتَغَنِّيْ بَعْدَ تَغَنِّيْ وَلَوْ يَظْهَرُ لَحْنٌ مِنْها عَلى ما قَدَّرَ اللهُ لَها لَتَضْطَرِبُ الأَفْئِدَةُ وَتَرْتَعِشُ الأَبْدانُ وَتَتَغَبَّرُ الْوُجُوْهُ، وَإِنَّكِ أَنْتِ يا أَمَةَ اللهِ ثُمَّ يا أُمِّيْ فَافْرَحِيْ فِيْ نَفْسِكِ ثُمَّ أَبْشِرِيْ فِيْ ذاتِكِ بِما نُزِّلَ عَلَيْكِ كِتابٌ مَرْقُوْمٌ، الَّذِيْ سُطِرَ فِيْهِ أَسْرارُ الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ مِنْ قَلَمِ الَّذِيْ مِنْهُ ظَهَرَ حُكْمُ الْكافِ وَالنُّونِ، ثُمَّ اعْلَمِيْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكِ وَاطَّلَعْنا بِما فِيْهِ وَنَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكِ فِيْ أَمْرِهِ وَيُقَرِّبَكِ إِلى لِقائِهِ وَيَرْزُقَكِ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَبِكُلِّ ما أَنْتِ تُحِبِّيْنَهُ وَتَرْضِيْنَهُ وَإِنَّهُ لَهْوَ الْكَرِيْمُ الْمُعْطِي الْغَفُوْرُ، إِيّاكِ يا أَمَةَ اللهِ أَنْ لا تَحْزَنِيْ فِيْ الدُّنْيا بِشَيْءٍ وَتَوَكَّلِيْ فِيْ كُلِّ الأُمُوْرِ إِلى اللهِ رَبِّكِ وَإِنَّ عَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلُنَّ الْمُنْقَطِعُوْنَ، ثُمَّ اعْلَمِيْ بِأَنّا وَرَدْنا فِي السِّجْنِ خَلْفَ بَحْرٍ وَوادِيْ وَمُدُنٍ وَجِبالٍ مَرْفُوْعٍ، وَبِذلِكَ نَشْكُرُ اللهَ وَنَحْمَدُهُ وَنُسَبِّحُهُ وَنَذْكُرُهُ وَنُقَدِّسُهُ عَلى ما نَزَّلَ عَلَيْنا مِنْ مُحْكَمِ قَضائِهِ وَمُبْرَمِ تَقْدِيْرِهِ وَنَصْبِرُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ وَإِنَّهُ يُوَفِّيْ أُجُوْرَ الَّذِيْنَهُمْ صَبَرُوا وَتَوَكَّلُوا وَكانُوا إِلَيْهِ يَرْجِعُوْنَ، وَالرَّوْحُ وَالنُّوْرُ وَالتَّكْبِيرُ وَالْبَهاءُ عَلَيْكِ وَعَلى مَنْ يَسْتَأْنِسُ بِكِ لِحُبِّ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ.

المصادر
المحتوى