بسم الله الأقدس الأمنع هذا كتاب من الغيب إلى الشهود...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (32)

بسم الله الأقدس الأمنع

هذا كِتابٌ مِنَ الْغَيْبِ إِلى الشُّهُوْدِ لِئَلاّ يَشْهَدَ إِلاّ بِما شَهِدَ اللهُ قَبْلَ خَلْقِ الأَشْياءِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ هُمْ لا يَفْقَهُوْنَ وَالَّذِيْنَ سَمِعُوا آياتِ اللهِ أُوْلئِكَ قَوْمٌ إِلهِيُّوْنَ يَطُوْفُ فِيْ حَوْلِهِمْ عِبادٌ أَحَدِيُّوْنَ، كَذلِكَ جَرى مِنَ الْقَلَمِ كَوْثَرُ الْقِدَمِ وَيَتَرَشَّحُ بِهِ عَلى الْمُمْكِناتِ لِيَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ مالِكِ الْمُلُوْكِ، يا قَوْمِ إِيّاكُمْ أَنْ يَمْنَعَكُمْ مَظاهِرُ الْجَلالِ عَنْ مَطْلِعِ الْجَمالِ كَسِّرُوا الأَصْنامَ بِقُوَّةِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ النّاسَ لا يَفْقَهُوْنَ، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّ الأَسْماءَ خُلِقَ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ أَنِ اخْرُقُوا الأَحْجابَ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الَّذِيْنَ هُمْ مُشْرِكُوْنَ، قُلْ إِنَّ هذا لَهُوَ الْمَقْصُوْدُ تِلْكَ آياتُهُ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ وَعَنْ يَمِيْنِهِ خَمْرُ الْحَيَوانِ هَنِيْئًا لِلَّذِيْنَ هُمْ يَشْرَبُوْنَ، إِنَّكَ أَنْتَ يا عَبْدُ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ فَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ إِنَّهُ يَكْفِيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُ لَعَلِيْمٌ بِما فِي الصُّدُوْرِ، إِنَّ الَّذِيْنَ مُنِعُوا عَنْ هِذا الْفَضْلِ أُوْلئِكَ لا يَفْقَهُوْنَ، بَلِّغْ أَمْرَ رَبِّكَ وَلا تَصْمُتْ عَنْ ذِكْرِهِ إِنَّ بِذِكْرِهِ تَحْيى قُلُوْبُ الَّذِيْنَ هُمْ يُقْبِلُوْنَ إِلى شَطْرِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، وَبِذِكْرِهِ تَشْتَعِلُ قُلُوْبُ الأَبْرارِ وَتُغَرِّدُ وَرْقاءُ الظُّهُوْرِ، مَنْ فازَ بِذِكْرِهِ وَكانَ ثابِتًا فِيْ حُبِّهِ إِنَّهُ فازَ بِكُلِّ الْخَيْرِ كَذلِكَ قُدِّرَ مِنْ لَدى اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ لا تَكْفُرُوا بِالَّذِيْ أَتى بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَدِيْرِ، إِنَّهُ أَتى كَما أَتى عَلِيٌّ مِنْ سَماءِ الأَمْرِ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ، وَما يَأْمُرُكُمْ إِلاّ بِما أَمَرَ عَلِيٌّ مِنْ قَبْلُ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَكُوْنُنَّ مِنَ الْمُنْكِرِيْنَ، أَنِ اتَّبِعُوا مِلَّةَ اللهِ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْها إِنَّ هذا لَنُصْحٌ عَظِيْمٌ، مَنْ سَمِعَ نُصْحَكَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَعْرَضَ فَعَلَيْها وَما عَلى الرَّسُوْلِ إِلاّ الْبَلاغُ الْمُبِيْنُ، وَالْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

المصادر
المحتوى