يا مَنْ جَعَلَ النُّقْطَةَ طِرازَ الْجَمالِ فِيْ لَوْحِ الظُّهُوْرِ، وَعَلَّقَ خُيُوْطَ الظُّلْمَةِ عَلى كُرَةِ النُّوْرِ، بِحَيْثُ زَيَّنَ صَفْحَةَ النُّوْرِ بِظُلْمَةِ الدَّيْجُوْرِ، وَجَرى عَيْنُ السَّلْسالِ فِيْ مَكْمَنِ النّارِ، وَقُدِّرَ مَعِيْنُ الْحَيَوانِ عَلى مَخْزَنِ النِّيْرانِ، وَأُلِّفْتْ بَيْنَهُما عَلى قَدْرِ الَّذِيْ لَنْ يُفارِقا فِيْ أَزَلِ الآزالِ، فَتَفَكَّرُوا فِيْ بَدائِعِ صُنْعِ بارِئِكُمْ يا أُوْلي الإِفْضالِ، فَسُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ لَمّا شَهِدْتُ هذا الصُّنْعَ الْبَدِيْعَةَ مِنْ قُدْرَتِكَ الأَزَلِيَّةِ أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ كُنْتَ قَيُّوْمًا عَلى مَظاهِرِ أَسْمائِكَ بِأَنْ تُؤَلِّفَ بَيْنَ عِبادِكَ كَما أَلَّفْتَ بَيْنَ النُّوْرِ وَالظُّلْمَةِ وَالنّارِ وَالْماءِ، ثُمَّ اجْتَمِعْهُمْ عَلى شاطِئِ بَحْرِ أَعْظَمِكَ كَما جَمَعْتَهُما عَلى شاطِئِ كَوْثَرِ فَمِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ.