سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ تَرى أَيّامَ الْعِيْدِ مَظْهَرَ اسْمِكَ الْفَرِيْدِ وَمَطْلِعَ كِتابِكَ الْمَجِيْدِ فِيْ سِجْنِ أَعْدائِكَ وَمَنَعُوْهُ عَنِ الْخُرُوْجِ وَأَحِبَّتَكَ عَنِ الدُّخُوْلِ، وَفِيْ تِلْكَ الْحالَةِ إِنَّهُ يَدْعُوْكَ وَيَقُوْلُ يا إِلهِيْ وَفِّقْ أَحِبَّتَكَ عَلى الصَّبْرِ فِيْ فِراقِكَ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ راضِيًا بِرِضائِكَ وَظُهُوْرِ قَضائِكَ، أَنْتَ تَعْلَمُ يا إِلهِيْ بِما وَرَدَ عَلى الْمُقْبِلِيْنَ مِنْ عِبادِكَ بَعْدَ الَّذِيْ قَصَدُوا كَعْبَةَ لِقائِكَ وَحَرَمَ قُرْبِكَ وَوِصالِكَ، وَمِنْهُمْ عِبادُ الَّذِيْنَ دَخَلُوا الْمَدِيْنَةَ مُقْبِلاً مَقَرَّ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ قِبْلَةَ مَنْ فِيْ سَمائِكَ وَأَرْضِكَ وَمُنِعُوا عَنْ زِيارَةِ جَمالِكَ، الَّذِيْنَ سَمَّيْتَهُمْ بِأَبِي الْحَسَنِ وَالرَّسُوْلِ وَاسْمٍ آخَرَ مِنْ أَرْضِ الأَلِفِ وَالرَّا، وَبِمَنْعِهِمْ جَرَتْ دَمُوْعُ الْقاصِراتِ فِي الْغُرُفاتِ وَاحْتَرَقَتْ أَفْئِدَةُ الْمَعانِيْ فِيْ قُصُوْرِ الْكَلِماتِ، فَلَمّا عَلِمْتَ بِعِلْمِكَ الْمَكْنُوْنِ ما فِيْ قُلُوْبِهِمْ مِنْ نارِ حُبِّكَ وَشَوْقِ جَمالِكَ جاءَ أَمْرُكَ الْمُبْرَمُ مِنْ سَمائِكَ الْقِدَمِ وَنُزِّلَ فِيْ شَأْنِهِمْ ما هاجَ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُمْكِناتِ شَوْقًا لِنَفَحاتِ وَحْيِكَ وَشَغَفًا لِفَوَحاتِ أَيّامِكَ، كَتَبْتَ لَهُمْ أَجْرَ مَنْ فازَ بِلِقائِكَ وَحَضَرَ وَنَظَرَ وَسَمِعَ ما لاحَ وَأَشْرَقَ وَنُزِّلَ مِنْ عَرْشِكَ وَجَمالِكَ وَآياتِكَ وَقَبِلْتَ أَعْمالَهُمْ عَلى شَأْنٍ جَرى ذِكْرُهُما مِنْ قَلَمِ وَحْيِكَ فِيْ أَلْواحٍ مَعْدُوْداتٍ، أَشْكُرُكَ يا إِلهِيْ مِنْ قِبَلِهِمْ بِما أَعْطَيْتَهُمْ يا مالِكَ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، طُوْبى لِمَنْ تَوَجَّهَ إِلى سَماءِ الَّتِيْ أَشْرَقْتَ مِنْ أُفُقِها، طُوْبى لِمَنْ زارَ جِدارَ مَدِيْنَةِ الَّتِيْ تَفُوْحُ نَفَحاتُكَ مِنْها، طُوْبى لِنَفْسٍ أَقْبَلَتْ بَرَّ الشَّامِ وَهامَتْ فِيْهِ بِشَوْقِها، طُوْبى لِنَفْسٍ رَضَتْ بِما قَضَيْتَ لَها، طُوْبى لِمَنْ تَوَفَّقَ بِالإِقْبالِ إِلَيْكَ يا رَبَّ الْعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْفَرْدُ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ.