الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ طَرَّزَ دِيْباجَ كِتابِ الأَيّامِ بِطِرازِ عِيْدِ الإِسْلامِ، وَبِهِ زَيَّنَ هَياكِلَ الْمُوَحِّدِيْنَ مِنْ أَهْلِ الأَكْوانِ بِرِداءِ الْعِرْفانِ وَاخْتَصَّهُمْ بِهذا الْفَضْلِ بَيْنَ أَهْلِ الأَدْيانِ وَطَهَّرَهُمْ عَنِ الْعِصْيانِ بِرَحْمَتِهِ الَّتِيْ سَبَقَتِ الإِمْكانَ، وَبِذلِكَ هَدَرَتْ وَرْقاءُ الْمَعانِيْ عَلى أَفْنانِ سِدْرَةِ الْبَيانِ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِكَيْنُوْنَتِهِ عَنْ عِرْفانِ الْمُمْكِناتِ الْمُنَزَّهُ عَنْ كُلِّ ما يَقَعُ عَلَيْهِ الأَسْماءُ وَالصِّفاتُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ وَالسَّمواتِ، قَدْ خَلَقَ الْمُمْكِناتِ لا مِنْ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ لَمْ يَزَلْ كانَ فِيْ عُلُوِّ الرِّفْعَةِ وَالْعَظَمَةِ وَالْجَلالِ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ فِيْ سُمُوِّ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ وَالإِجْلالِ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْكَبِيْرُ الْمُتَعالِ، وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ عَلى النُّقْطَةِ الأَوَّلِيَّةِ وَالأَلِفِ الْقائِمَةِ الْمَعْطُوْفَةِ وَالْكَلِمَةِ الْجامِعَةِ الْجَبَرُوْتِيَّةِ وَالرُّوْحِ الْمَلَكُوْتِيَّةِ الإِلهِيَّةِ الَّذِيْ بِهِ بُدِءَ الْوُجُوْدُ وَخُتِمَتْ مَظاهِرُ الْغَيْبِ فِي الشُّهُوْدِ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مَطْلِعَ أَسْمائِهِ الْحُسْنى وَمَظْهَرَ صِفاتِهِ الْعُلْيا وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ مِنْ هذا الْيَوْمِ إِلى يَوْمِ الَّذِيْ فِيْهِ يَنْطِقُ لِسانُ الْقُوَّةِ وَالاقْتِدارِ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ِللهِ الْواحِدِ الْقَهّارِ.