هو الناطق في ملكوت البيان يا أهل البهاء اسمعوا النداء...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (47)

هو النّاطق في ملكوت البيان

يا أَهْلَ الْبَهآءِ اسْمَعُوا النِّدآءَ مِنَ السِّدْرَةِ النَّوْراءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، أُمُّ الْكِتابِ يَنْطِقُ وَيَقُوْلُ قَدْ أَتى الْوَهّابُ فِي الْمَآبِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْغافِلِيْنَ، أُمُّ الْبَيانِ يُنادِيْ يا مَلأَ الإِمْكانِ قَدْ أَتى الرَّحْمنُ بِقَبِيْلٍ مِنَ الْمَلإِ الأَعْلى أَقْبِلُوا إِلَيْهِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْخاسِرِيْنَ، أُمُّ الأَلْواحِ يَتَكَلَّمُ وَيَقُوْلُ يا مَلأَ الأَرْضِ قَدِ اسْتَوى مُكَلِّمُ الطُّوْرِ عَلى عَرْشِ الظُّهُوْرِ لا تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنِ التَّقَرُّبِ إِلَيْهِ هذا ما أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْ كُتُبِ اللهِ وَفِيْهذا اللَّوْحِ الْمُبِيْنِ، يا كاظِمُ عَلَيْكَ بَهائِيْ وَعِنايَتِيْ، أَنْتَ الَّذِيْ أَقْبَلْتَ إِلى أُفُقِيْ وَتَمَسَّكْتَ بِحَبْلِ عِنايَتِيْ وَقُمْتَ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِيْ وَذِكْرِيْ وَثَنائِيْ بَيْنَ عِبادِيْ نَسْئَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَكَ وَيَمُدَّكَ بِقَبِيْلٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِيْنَ، طُوْبى لِلِسانٍ أَقَرَّ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَلِعَيْنٍ فازَتْ بِالنَّظَرِ إِلى شَطْرِهِ الْمُنِيْرِ، قَدْ أَنْزَلْنا لَكَ مِنْ قَبْلُ ما لا تُعادِلُهُ ثَرْوَةُ الْعِبادِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الإِيْجادِ فِيْ سِجْنِهِ الْعَظِيْمِ، قَدْ ذَكَرْناكَ فِيْ أَلْواحٍ شَتّى وَقَرَّبْناكَ إِلى شاطِئِ الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَهَدَيْناكَ إِلى صِراطِي الْمُسْتَقِيْمِ، طُوْبى لِعَبْدٍ وَضَعَ ما عِنْدَهُ وَسَمِعَ ما تَكَلَّمْتَ بِهِ فِيْ ذِكْرِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قُلْ يا مَلأَ الْفُرْقانِ أَما سَمِعْتُمْ نِدآءَ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ بِقَوْلِهِ (يَوْمَ يَقُوْمُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِيْنَ)، هذا يَوْمٌ فِيْهِ أَنارَ أُفُقُ الْفَضْلِ وَظَهَرَ الْقَيُّوْمُ وَبِيَدِهِ رَحِيْقُهُ الْمَخْتُوْمُ وَيَقُوْلُ تَعالَوْا تَعالَوْا وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْمُتَوَقِّفِيْنَ، هذا يَوْمٌ بَشَّرَتْ بِهِ كُتُبُ اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ لَعَمْرُ اللهِ يَنُوْحُ مِنْكُمْ نُقْطَةُ الْفُرْقانِ وَنُقْطَةُ الْبَيانِ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى اتَّقُوا اللهَ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الظّالِمِيْنَ، لَوْ تُنْكِرُوْنَ هذا الْفَضْلَ الأَعْظَمَ بِأَيِّ بُرْهانٍ يَثْبُتُ ما عِنْدَكُمْ أَنْصِفُوا يا قَوْمِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الصّاغِرِيْنَ، قَدْ فُتِحَ بابُ السَّماءِ وَأَتى مالِكُ الأَسْماءِ بِراياتِ الآياتِ اشْكُرُوا رَبَّكُمْ بِهذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ أَحاطَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ قَدْ جَرى فُراتُ الْبَيانِ مِنْ قَلَمِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ أَقْبِلُوا ثُمَّ اشْرَبُوا مِنْهُ بِاسْمِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ الَّذِيْ قامَ أَمامَ الْوُجُوْهِ وَدَعا الْكُلَّ إِلى الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، كَذلِكَ نَطَقَ الْبَحْرُ الأَعْظَمُ بَيْنَ الأُمَمِ وَارْتَعَدَتْ بِهِ فَرائِصُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، يا كاظِمُ إِنَّ قَلَمِي الأَعْلى أَرادَ أَنْ يَذْكُرَ أَخاكَ الَّذِيْ صَعَدَ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَفِيْ حِيْنِ صُعُوْدِهِ وَجَدَ مِنْهُ الْمَلأُ الأَعْلى عَرْفَ حُبِّي الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، وَأَدْخَلَتْهُ يَدُ الْفَضْلِ إِلى مَقامٍ عَجَزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ أَقْلامُ الْعالَمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ لَوْحٌ مَحْفُوْظٌ، النُّوْرُ الَّذِيْ أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ عِنايَةِ الظُّهُوْرِ وَأَوَّلُ عَرْفٍ تَضَوَّعَ مِنْ قَمِيْصِ رَحْمَةِ رَبِّكَ مالِكِ الْوُجُوْدِ عَلَيْكَ يا مَنْ أَقْبَلْتَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ مَنْ عَلى الأَرْضِ نَشْهَدُ أَنَّكَ سَمِعْتَ النَّداءَ وَأَقْبَلْتَ وَآمَنْتَ بِاللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، وَكُنْتَ مُسْتَقِيْماً عَلى الأَمْرِ بِحَيْثُ ما مَنَعَتْكَ شُبُهاتُ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا حُكْمَ النُّشُوْرِ، قَدْ فُزْتَ بِعِرْفانِ اللهِ وَآياتِهِ وَسَمِعْتَ نِدائَهُ الأَحْلى إِذِ ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَةُ الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِهِ الْقَيُّوْمِ كَذلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ الأَعْلى فِيْهذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، سُبْحانَكَ يا إِلهَ الْوُجُودِ وَالْمُهَيْمِنَ عَلى ما كانَ وَما يَكُوْنُ، أَسْئَلُكَ بِأَسْرارِ عِلْمِكَ وَنَفَحاتِ أَيّامِكَ وَأَمْواجِ بَحْرِ الْبَيانِ فِي الإِمْكانِ بِأَنْ تُنْزِلَ عَلى مَنْ صَعَدَ إِلَيْكَ فِيْكُلِّ حِيْنٍ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَعِنايَةً مِنْ لَدُنْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ شَهِدَتْ بِكَرَمِكَ الْمُمْكِناتُ وَبِعِنايَتِكَ الْكائِناتُ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، يا كاظِمُ اشْكُرِ اللهَ بِما أَنْزَلَ لَكَ وَلأَخِيْكَ ما لا يَنْقَطِعُ عَرْفُهُ بِدَوامِ الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوْتِ، قَدْ حَضَرَ كِتابٌ مِنْ سَلْمانَ عَلَيْهِ بَهائِيْ وَكانَ فِيْهِ ذِكْرُ مَنْ صَعَدَ إِلى الرَّفِيْقِ الأَعْلى بِذلِكَ أَخَذَتِ الأَحْزانُ الَّذِيْنَ طافُوا الْعَرْشَ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ، إِنّا نُعَزِّيْكَ وَنُسَلِّيْكَ بِآياتٍ لا يُعادِلُها ما فِي الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الصَّبّارُ يَأْمُرُكَ بِالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ إِنَّهُ هُوَ المُقْتَدِرُ عَلى ما يَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلى وَجُوْهِ أَحِبّائِيْ، قُلْ يا حِزْبَ اللهِ إِيّاكُمْ أَنْ تُخَوِّفَكُمْ قُدْرَةُ الْعالَمِ أَوْ تُضْعِفَكُمْ قُوَّةُ الأُمَمِ أَوْ تَمْنَعَكُمْ ضَوْضآءُ أَهْلِ الْجِدالِ أَوْ تُحْزِنَكُمْ مَظاهِرُ الْجَلالِ كُوْنُوا كَالْجِبالِ فِيْ أَمْرِ رَبِّكُمُ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا مِنْ سَحابِ الْفَضْلِ أَمْطارَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ طُوْبى لِمَنْ شَهِدَ وَرَأَى وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مُنْزِلَ الآياتِ وَلَكَ الثَّنآءُ يا مُظْهِرَ الْبَيِّناتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ ظَهَرْتَ وَأَظْهَرْتَ ما كانَ مَكْنُوْناً فِيْ أَزَلِ الآزالِ، مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ قَدْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ مِنَ الأَوَّلِ الَّذِيْ لا أَوَّلَ لَهُ وَمَنْ أَعْرَضَ إِنَّهُ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ فِيْ الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ رَحْمَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ يَسْمَعُ قَوْلَكَ فِيْهذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الرِّجالِ، وَعَلى أَوْلِيائِيْ هُناكَ الَّذِيْنَ ما نَقَضُوا الْمِيْثاقَ.

المصادر
المحتوى