هو الناطق أمام الملوك والمملوك خرجنا اليوم من مقام...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (49)

هو النّاطق أمام الملوك والمملوك

خَرَجْنا الْيَوْمَ مِنْ مَقامٍ قاصِدًا مَقامًا آخَرَ وَنَطَقْنا بِما انْجَذَبَتْ بِهِ أَفْئِدَةُ الْقَوْمِ وَنَطَقَتِ الأَشْيآءُ بِما نَطَقَ اللِّسانُ وَنادَتْ حَمامَةُ الأَمْرِ فِيْ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى قَدْ ظَهَرَ مَنْ كانَ مَسْتُوْرًا وَأَتى مَنْ كانَ مَوْعُوْدًا افْرَحُوا يا مَلأَ الأَرْضِ وَأَجِيْبُوا مَنْ دَعاكُمْ إِلى أُفُقِهِ الأَعْلى وَمَقامِهِ الأَبْهى الَّذِيْ كانَ مَطافَ الْمَلإِ الأَعْلى فِي الْقُرُوْنِ وَالأَعْصارِ، مَرَرْنا عَلى الأَشْجارِ وَالأَنْهارِ وَسَمِعْنا حَفِيْفَ الأُوْلى فِيْ ذِكْرِ مَوْلى الْوَرى وَخَرِيْرَ الأُخْرى فِيْذِكْرِ هذا الذِّكْرِ الأَبَدِيِّ وَالنُّوْرِ السَّرْمَدِيِّ الَّذِيْ بِهِ ماجَتْ لُجَّةُ الأَحَدِيَّةِ وَهاجَ عَرْفُ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، طُوْبى لِمُنْصِفٍ أَنْصَفَ فِي الأَمْرِ وَلِمُقْبِلٍ أَقْبَلَ إِلى مَطْلِعِ الأَنْوارِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ اسْتَوى هَيْكَلُ الظُّهُوْرِ عَلى عَرْشِ الْبَيانِ وَنَطَقَ بِما سَرُعَ الْمُوَحِّدُوْنَ وَالْمُخْلِصُوْنَ إِلى اللهِ مُنْزِلِ الآياتِ، يا عَنْدَلِيْبُ عَلَيْكَ بَهآءُ اللهِ وَعِنايَتُهُ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ وَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ حُبِّكَ وَخُلُوْصِكَ وَاسْتِقامَتِكَ وَذِكْرِكَ وَحِكْمَتِكَ للّهِ وَلِوَجْهِهِ الْمُشْرِقِ مِنْ أُفُقِ الآفاقِ، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ مَنْ كانَ مَقْصُوْدَ الأَصْفِيآءِ وَبِهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْحِكْمَةِ وَالْبُرْهانِ فِي الإِمْكانِ، تَعالى الرَّحْمنُ الَّذِيْ بَشَّرَ الْعِبادَ بِذِكْرِ مُكَلِّمِ الطُّوْرِ الَّذِيْ بِهِ ابْتَسَمَ ثَغْرُ الْوُجُوْدِ وَنَطَقَتِ الذَّرّاتُ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَبَرُوْتُ لِلّهِ مالِكِ يَوْمِ المَآبِ، يا عَنْدَلِيْبُ لَعَمْرُ اللهِ أَحْزَنَتْنِيْ أَعْمالُ الَّذِيْنَ نَبَذُوا التَّقْوى وَرائَهُمْ مُتَمَسِّكِيْنَ بِالْبَغْيِ وَالْفَحْشاءِ وَيَنْسِبُوْنَ أَنْفُسَهُمْ إِلى مَطْلِعِ التَّقْدِيْسِ وَالتَّنْزِيْهِ بِذلِكَ ناحَ قَلَمُ اللهِ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، إِنّا أَنْزَلْنا فِيْ الأَلْواحِ ما يُقَرِّبُ الْعِبادَ إِلى الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، مِنْهُمْ مَنِ ادَّعى حُبِّيْ وَالْوُرُوْدَ فِيْ حِصْنِ عِنايَتِيْ وَارْتَكَبَ ما ناحَ بِهِ قَلْبِيْ وَقَلَمِيْ وَبَكَتْ عَيْنُ سِرِّيْ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ ولا تَتَّبِعُوا أَهْوائَكُمُ اتَّبِعُوا مَنْ أَتى مِنْ سَمآءِ الأَمْرِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، إِنّا وَصَّيْناكُمْ بِتَقْوى اللهِ وَأَنْزَلْنا ما يُقَرِّبُكُمْ إِلَيْهِ إِيّاكُمْ أَنْ تَدَعُوا ما أُمِرْتُمْ بِهِ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ، إِنّا ما نُرِيْدُ مِنْكُمْ جَزآءً وَأَرَدْنا لَكُمْ فِي الْجَنَّةِ الْعُلْيا مَقاماً عَجَزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ الأَقْلامُ، ضَعُوا ما عِنْدَكُمْ وَخُذُوا ما أُوْتِيْتُمْ مِنْ لَدُنْ مالِكِ الرِّقابِ، إِنَّا مَنَعْنا الْعِبادَ فِيْهذا الظُّهُوْرِ عَنِ النِّزاعِ وَالْفَسادِ وَما يَتَكَدَّرُ بِهِ أُوْلُوا الأَلْبابِ وَأَمَرْناهُمْ بِفَتْحِ مَدائِنِ الْقُلُوْبِ بِجُنُوْدِ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ يَشْهَدُ بِذلِكَ رَبُّكُمُ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، يا أَوْلِيآئِيْ تَمَسَّكُوا بِحَبْلِ الأَعْمالِ وَالأَخْلاقِ لِيَظْهَرَ مِنْكُمْ ما تَنْجَذِبُ بِهِ أَفْئِدَةُ مَنْ فِي الْبِلادِ، اعْلَمُوا أَنَّ جُنُوْدَ الأَخْلاقِ أَقْوى الْجُنُوْدِ فِي الْعالَمِ فَاعْتَبِرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، بِها تَرْتَفِعُ مَقاماتُكُمْ وَمَراتِبُكُمْ بَيْنَ الأَحْزابِ، يا عَنْدَلِيْبُ قَدْ خَلَقْنا النُّفُوْسَ لِنُصْرَةِ أَمْرِنا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ نَصَرُوا أَعْدآئِيْ بِأَعْمالٍ ناحَتْ بِها جُنُوْدُ الْوَحْيِ وَالإِلْهامِ، هذا ما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِي الأَعْلى أَمْراً مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، ذَكِّرِ النّاسَ بِآياتِيْ وَبِما نُزِّلَ مِنِ مَلَكُوْتِ بَيانِيْ لَعَلَّ يَتَّخِذُوْنَ لأَنْفُسِهِمْ إِلى الْحَقِّ سَبِيْلاً، قُلْ سُبْحانَكَ اللّهُمَّ يا إِلهِيْ وَسَيِّديْ وَمَحْبُوْبِيْ وَمَقْصُوْدِيْ، أَسْئَلُكَ بِنُوْرِ أَمْرِكَ الَّذِيْ بِهِ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَالسَّمآءُ وَمِنْ عَرْفِهِ اهْتَزَّتِ الأَشْيآءُ أَنْ تُؤَيِّدَ الْعِبادَ عَلى الرُّجُوْعِ إِلَيْكَ وَالإِنابَةِ لَدى بابِ فَضْلِكَ وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِ عَطآئِكَ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الْكَرِيْمُ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْفَيّاضُ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ أَيْرَبِّ قَدِّسْ أَحِبّائَكَ مِنْ شُئُوْناتِ النَّفْسِ وَالْهَوى وَزَيِّنْهُمْ بِطِرازِ التَّقْدِيْسِ بَيْنَ عِبادِكَ يا مَوْلى الْوَرى وَمالِكَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، أَيْرَبِّ نَوِّرْ ظاهِرَهُمْ وَباطِنَهُمْ بِنُوْرِ مَعْرِفَتِكَ ثُمَّ اكْتُبْ لَهُمْ كُلَّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِيْ كُتُبِكَ وَصُحُفِكَ وَزُبُرِكَ وَأَلْواحِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْفَضّالُ الْفَيّاضُ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ.

المصادر
المحتوى