بسم الله الأعظم الأقدم العلي الأبهى سبحان الذي أظهر...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (50)

بسم الله الأعظم الأقدم العليّ الأبهى

سُبْحانَ الَّذِيْ أَظْهَرَ الْكَلِمَةَ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّها تَنْطِقُ بَيْنَ أَهْلِ الإِمْكانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، لَوْ يَتَوَجَّهُ إِلَيْها أَحَدٌ بِأُذُنِ الْفِطْرَةِ لَيَطِيْرُ إِلى هَوآءِ مَحَبَّةِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ، قُلْ إِنَّها لَنارٌ لِمَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْمُخْتارِ وَنُوْرٌ لِلأَبْرارِ بِها فُصِّلَ بَيْنَ الْمُقْبِلِ وَالْمُعْرِضِ وَإِنَّها لَمِيْزانُ الأَعْمالِ وَإِنَّها لَصِراطُ الأَمْرِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَكَوْثَرُ الْحَيَوانِ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْها وَتَمَسَّكَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُهَيْمِنًا عَلى الآفاقِ، قَدْ غَلَبَتْ شَقْوَةُ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِأَيّامِ اللهِ الَّتِيْ فِيْها أَشْرَقَ الأَمْرُ مِنْ أُفُقِ الأَسْرارِ، قَدْ أَخَذْنا الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَظَلَمُوا بِمَطالِعِ الْوَحْيِ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيْدُ الْعِقابِ، مِنْهُمْ مَنْ أَخَذْناهُ بِقَهْرٍ مِنْ لَدُنّا وَمِنْهُمْ مَنْ أَهْلَكْناهُ بِصَيْحَةٍ واحِدَةٍ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْناهُ فِي الْبَحْرِ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَحْرَقْناهُ بِلَهِيْبِ النّارِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَمْطَرْنا عَلَيْهِ الأَحْجارَ كَذلِكَ نَزَّلْنا قَصَصَهُمْ فِي الأَلْواحِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، سَوْفَ نَأْخُذُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا كَما أَخَذْنا الْمُعْتَدِيْنَ فِيْ تِلْكَ الْجِهاتِ الَّذِيْنَ أَخْرَجُوْنا مِنْ أَرْضِ السِّرِّ إِذ اعْتَرَضُوا عَلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، قَدْ أَخَذْنا كُلَّهُمْ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نُزِّلَ فِيْ لَوْحِ الْفُؤادِ طُوْبى لأُوْلِي الأَبْصارِ، قَدْ أَخَذْنا الأَوَّلَ كَما واعَدْناهُ فِي الْكِتابِ وَأَخَذْنا الثّانِيْ وَمَنْ مَعَهُ بِقَهْرٍ اضْطَرَبَتْ عَنْهُ أَفْئِدَةُ الْفُجّارِ، قَدْ أَصْبَحُوا وَلا يُسْمَعُ مِنْ أَماكِنِهِمْ إِلاّ صَوْتُ الصَّدى وَنَعِيْبُ الْغُرابِ، أَنْ يا قَلَمُ الأَعْلى أَنِ اذْكُرْ إِذْ أَرْسَلْنا الْبَدِيْعَ بِآياتٍ بَيِّناتٍ إِلى الَّذِيْ كانَ فِيْ غَفْلَةٍ وَشِقاقٍ، قَدِ ارْتَكَبَ ما ناحَ بِهِ أَهْلُ الْفِرْدَوْسِ ثُمَّ حَقايِقُ أَهْلِ الرِّضْوانِ، إِذًا تَرَكْنا الظّالِمَ بِنَفْسِهِ لِحِكْمَةٍ وَأَخَذْنا مَنْ فِي الدِّيارِ سَوْفَ نَأْخُذُهُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِنا وَأَنا الْمُقْتَدِرُ عَلى ما أَرادَ، طُوْبى لِمَنْ قَرَءَ لَوْحَ اللهِ الَّذِيْ أَرْسَلْناهُ إِلَيْهِ لِيُوْقِنَ بِأَنّا ما مُنِعْنا عَمّا وَرَدَ عَلَيْنا نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ بِالْحَقِّ الْخالِصِ لِيَشْهَدَنَّ الْكُلُّ بِأَنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، قَدْ تَمَّتْ عَلَيْهِمْ حُجَّةُ رَبِّكَ وَأَشْرَقَ الْبُرْهانُ مِنْ أُفُقِ الإِيْقانِ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَقْرَؤُنَ آياتِ اللهِ أُوْلئِكَ يَجِدُوْنَ حَلاوَةَ بَيانِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ وَيَتَوَجَّهُوْنَ بِقُلُوْبٍ بَيْضآءَ إِلى شَطْرِ الَّذِيْ فِيْهِ ظَهَرَ نَيِّرُ الإِبْداعِ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ كِتابٌ مِنَ الَّذِيْ إِذا سَمِعَ النِّدآءَ قالَ بَلى بَلى يا مُخْرِقَ الأَحْجابِ، لِذا نَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ الَّذِيْ بِهِ فاحَ عَرْفُ الْقَمِيْصِ فِي الأَكْوانِ، أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ لِحاظُ الْمَظْلُوْمِ إِذْ سُجِنَ فِيْ أَبْعَدِ الْبِلادِ، يا حُسَيْنُ أَنِ اسْتَمِعْ نِدآءَ الْحُسَيْنِ اسْتَقِمْ عَلى شَأْنٍ يَضْطَرِبُ مِنْهُ أَرْكانُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ الرِّقابِ، قُلْ يا مَعْشَرَ الْعُلَمآءِ قَدْ يَجُوْلُ قَلَمُ الأَعْلى فِيْ مَيادِيْنِ الأَلْواحِ، هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَنْ يَرْكُضَ مَعَ فارِسِ الاقْتِدارِ فِيْ هذا الْمِضْمارِ لا وَنَفْسِيْ مَثَلُهُمْ مِثْلُ الظّالِعِ قَدْ تَوَقَّفُوا فِيْ طِيْنِ الأَوْهامِ، قُلْ هذِهِ لَشَمْسُ الْعِلْمِ قَدْ أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ الْبَيانِ رَغْمًا لأَنْفُسِكُمْ يا مَلأَ الْفُجّارِ، دَعْ هؤُلآءِ يَكْفِيْهِمْ عَذابُ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَهّارِ، كُنْ ناظِرًا فِيْ كُلِّ الأَحْوالِ بِطَرْفِ الْحِكْمَةِ كَذلِكَ أَمَرْنا الْبَرِيَّةَ فِيْ أَكْثَرِ الأَلْواحِ، طُوْبى لَكَ وَلِمَنْ أَسْمَعَكَ هَدِيْرَ الْوَرْقاءِ عَلى الأَفْنانِ وَخَرِيْرَ كَوْثَرِ الْبَيانِ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ، لَعَمْرِيْ إِنَّهُ هُوَ الْمَذْكُوْرُ لَدى الْعَرْشِ وَالذّاكِرُ بِهذا الذِّكْرِ الَّذِيْ مِنْهُ انْعَدَمَتِ الأَصْنامُ، قُلْ يا خَلِيْلُ أَنْ اسْتَمِعْ نِدآءَ الْجَلِيْلِ الَّذِيْ يُنادِيْكَ مِنْ لِسانِ هذا الْعَلِيْلِ الَّذِيْ ابْتُلِيَ بَيْنَ أَهْلِ الشِّقاقِ، بَيْنَ الظُّلْمَةِ أَضآءَ النُّوْرَ وَفِي الاضْطِرارِ اسْتَقَرَّ هذا الرِّجْلُ عَلى شَأْنٍ لا تُعادِلُهُ الْجِبالُ، طُوْبى لَكَ بِما جُعِلْتَ ساقِي الرَّحْمنِ وَتُعْطِيْ خَمْرَ الْحَيَوانِ عَلى الَّذِيْنَهُمْ أَقْبَلُوا إِلى اللهِ المَلِكِ الْمُسْتَعانِ، قَدْ نُزِّلَتْ لَكَ آياتٌ بَيِّناتٌ وَأَرْسَلْناها مِنْ قَبْلُ إِنَّهُ لَمُحَرِّكُ حَبْلِ الْوَدادِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ الْبَهاءِ مِنْ لَدُنْ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْفَضّالِ.

المصادر
المحتوى