بسم الله الأمنع الأبدع الأقدس الأبهى ذكر الله قد ارتفع...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (51)

بسم الله الأمنع الأبدع الأقدس الأبهى

ذِكْرُ اللهِ قَدِ ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ مِنْ هذا اللِّسانِ الَّذِيْ ما تَحَرَّكَ إِلاّ عَلى ذِكْرِ اللهِ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى ثُمَّ الَّذِيْنَهُمُ اسْتَظَلُّوا خَلْفَ سُرادِقِ الْكِبْرِيا عَنْ وَرآءِ قُلْزُمِ الأَبْهى مَقامِ الَّذِيْ سُمِّيَ فِيْ مَدايِنِ الْعَما بِحُوْرِيْبِ الأَمْرِ وَفِيْمَلَكُوْتِ الأَسْما بِبُقْعَةِ الرَّمّانِ وَفِيْ مَيادِيْنِ السَّنا بِفارانِ الرَّحْمنِ كَذلِكَ يُلْقِيْكَ قَلَمُ الأَمْرِ لِتَقْرَءَ ما أَلْقى اللهُ عَلَيْكَ فِيْهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ فِيْهِ أَظْهَرَ نَفْسَهُ بِسُلْطانٍ كانَ عَلى الْحَقِّ مُبِيْنًا، أَنِ اسْتَقِمْ بِقُوَّةِ اللهِ عَلى أَمْرِهِ وَلَوْ يُخالِفُكَ فِيْ ذلِكَ عَيْناكَ فَاقْلَعْها ثُمَّ دَعْها عَنْ وَرائِكَ تَاللهِ الْحَقِّ يُعْطِيْكَ اللهُ مِنْ بَصَرٍ تَشْهَدُ بِهِ كُلَّ الأَشْيا بِكَيْنُوْنِيَّتِها وَحَقِيْقَتِها وَسِرِّها وَتَشْهَدُ بَوارِقَ الْجَمالِ مِنْ سُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالْجَلالِ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّشَيْءٍ قَدِيْرًا، أَنْ يا كاظِمُ أَنْصِفْ بِاللهِ ثُمَّ اجْعَلْ مَحْضَرَكَ يَوْمَ الْقِيمَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ هَلْ سَمِعْتَ نَغْمَةً أَبْدَعَ مِنْ هذِهِ النَّغَماتِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ بِالْحَقِّ لا وَنَفْسِي الْحَقِّ إِنْ أَنْتَ بِذلِكَ عَلِيْمًا، طَهِّرْ نَفْسَكَ عَنِ الإِشاراتِ ثُمَّ دَعْ كُلَّ ذِكْرٍ عَنْ وَرائِكَ ثُمَّ انْطِقْ بَيْنَ الْعِبادِ بِهذا النَّبَإِ الَّذِيْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ عَلى الْحَقِّ عَظِيْمًا، قُلْ يا قَوْمِ إِنّا لَوْ نَكْفُرُ بِهذا الْجَمالِ الَّذِيْ جادَلَ مَعَهُ كُلُّ الْعِبادِ وَهُوَ قامَ بِنَفْسِهِ ثُمَّ ظَهَرَ بِسُلْطانِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِيْنَ مُحِيْطًا، فَبِأَيِّ أَمْرٍ يَثْبُتُ إِيْمانُنا بِاللهِ الَّذِيْ خَلَقَنا وَكُلَّشَيْءٍ إِذًا فَأَنْصِفُوا يا مَلأَ الْبَغْضا وَلا تَصْبِرُوا أَقَلَّ مِنْ حِيْنًا، تَاللهِ الْحَقِّ يا اسْمَ الْمَذْكُوْرَ لَدى الْعَرْشِ إِذًا تَجِدُ فِيْ وُجُوْهِهِمْ غَبْرَةَ النّارِ وَيَتَكَلَّمُوْنَ بِما تَكَلَّمُوا بِهِ أُوْلُوا الْفُرْقانِ حِيْنَ الَّذِيْ شُقَّتْ سَمآءُ الأَمْرِ وَأَتى اللهُ عَلى ظُلَلٍ ظَلِيْلاً، أَنِ اشْتَعِلْ بِهذِهِ النّارِ الَّتِي اشْتَعَلَتْ فِيْ قُطْبِ الْبَقا وَأَحاطَتْها الْمُشْرِكُوْنَ لِيُخْمِدُوْها قُلْ تَاللهِ أَنْتُمْ لَنْ تَسْتَطِيْعُنَّ بِذلِكَ وَلَوْ تَتَّخِذُنَّ كُلَّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ لأَنْفُسِكُمْ ظَهِيْرًا، قُلْ يا قَوْمِ إِذًا يَصِيْحُ نُقْطَةُ الأُوْلى فِي الرَّفِيْقِ الأَعْلى وَيَقُوْلُ أُفٍّ لَكُمْ يا قَوْمِ تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ ما لا ظَهَرَ فِي الإِبْداعِ وَأَنْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنْهُ بَعْدَ الَّذِيْ دَعَوْناكُمْ بِهِ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ بَلْ فِيْكُلِّ سَطْرٍ مَنِيْعًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنْ حَضَرَ بَيْنَ يَدَيْنا كِتابُكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ رائِحَةَ حُبِّ رَبِّكَ لِذا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ هذِهِ الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَأْخُذَها وَتَدْخُلَ مَقَرَّ الْمُعْرِضِيْنَ بِسُلْطانٍ كانَ عَلى الْحَقِّ مُبِيْنًا، وَإِذا دَخَلْتَ قُلْ يا قَوْمِ قَدْ جِئْتُكُمْ عَنْ مَشْرِقِ الأَمْرِ بِنَبَإٍ قَدْ كانَ فِيْ أُمِّ الْبَيانِ عَظِيْمًا، وَأَنْتُمْ إِنْ كَفَرْتُمْ بِما سَمِعْتُمْ وَشَهِدْتُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ رَبِّكُمْ وَظُهُوْراتِ عَظَمَتِهِ وَشُئُوْناتِ عِزَّتِهِ إِذًا جِئْتُكُمْ بِحُجَّةٍ أُخْرى وَهِيَ هذا اللَّوْحِ الَّذِيْ قَدْ أَرْسَلَهُ اللهُ إِلى عَبْدِهِ هذا فَها أَنا أَتْلُوْ عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ فَاقْرَؤُا ما عِنْدَكُمْ لِيَظْهَرَ الْحَقُّ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ كَذلِكَ أَمَرَكَ قَلَمُ الأَمْرِ أَنِ اعْمَلْ وَلا تَخَفْ وَإِنَّ رَبَّكَ يَحْرُسُكَ عَنْ كُلِّ مُشْرِكٍ أَثِيْمًا، فَيا للهِ مِنْ بَصِيْرٍ فَيا للهِ مِنْ خَبِيْرٍ فَيا للهِ مِنْ مُنْصِفٍ لِيَجِدَ رائِحَةَ الْمَحْبُوْبِ عَنْ كُلِّ ما يَظْهَرُ مِنْهُ وَيُنْصِفَ بِالْحَقِّ وَيَنْقَطِعَ عَنْ كُلِّ مُنْكِرٍ عَنِيْدًا، وَيُطَهِّرَ نَفْسَهُ عَنْ كُلِّ الإِشاراتِ وَيَصِيْحَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ بِأَنِّي اسْتَغْنَيْتُ بِاللهِ عَنْكُلِّ ما خُلِقَ فِي الإِنْشا وَأَكُوْنُ بِحَوْلِ اللهِ عَلى أَمْرِهِ مُسْتَقِيْمًا، كَذلِكَ نَطَقَتْ وَرْقاءُ الْبَقا فِيْ سَمآءِ الْبَها حُبًّا لِنَفْسِكَ وَرَحْمَةً لِذاتِكَ لِتُقَلِّبَكَ عَنْ شِمال الْوَهْمِ إِلى مَقَرِّ عِزٍّ يَمِيْنًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّا وَجَدْنا فِيْ قَلْبِ الَّتِيْ جَعَلَها اللهُ قَرِيْنًا لِنَفْسِكَ مِنْ حُزْنٍ بَدِّلْهُ بِالسُّرُوْرِ بِأَمْرٍ مِنْ لَدُنّا لِيَرْزُقَكَ اللهُ مِنْ فَرَحِ الأَمْرِ مِنْ هذِهِ السِّدْرَةِ الَّتِيْ كانَتْ بِيَدِ الرَّحْمنِ فِيْ أَعْلى الْجِنانِ عَلى الْحَقِّ مَغْرُوْسًا، وَأَمّا ما أَرَدْتَ فِيْ حُضُوْرِكَ تِلْقآءَ الْوَجْهِ إِنَّا نُحِبُّ ذلِكَ وَأَذِنّاكَ بِالْحَقِّ إِنْ لَنْ يُصِيْبَكَ مِنْ ضَرٍّ وَلَنْ يَشْتَهِرَ ما أَرَدْتَهُ بَيْنَ النّاسِ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ قَلَمِ الْقَضا مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ حَكِيْمًا، وَإِنَّكَ لَوْ تَحْضُرُ لَتَطَّلِعُ بِما لا اطَّلَعَ بِهِ الْعالَمِيْنَ جَمِيْعاً، وَتَشْهَدُ ما وَرَدَ عَلى نَفْسِيْ مِنَ الَّذِيْنَهُمْ خُلِقُوا بِقَوْلِيْ وَتَكُوْنُ عَلى بَصِيْرَةٍ مُنِيْرًا، وَالبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَهُمْ كانُوا مَعَكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيْمًا.

المصادر
المحتوى