بسمي المهيمن على من في الأرض والسماء هذا يوم في أتى...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (52)

بسمي المهيمن على من في الأرض والسّمآء

هذا يَوْمٌ فِيْهِ أَتى الْقَيُّوْمُ وَقامَ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ ما خَوَّفَتْهُ سَطْوَةُ الْعالَمِ وَما مَنَعَتْهُ ضَوْضآءُ الأُمَمِ الَّذِيْنَ نَقَضُوا الْمِيْثاقَ فِيْ يَوْمِ الطَّلاقِ وَكَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، تَاللهِ قَدِ ارْتَفَعَ نَوْحُ الأَصْفِياءِ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى بِما وَرَدَ عَلى أَوْلِيآءِ اللهِ مِنَ الَّذِيْنَ أَعْرَضُوا عَنِ الْوَجْهِ إِذْ أَشْرَقَتْ أَنْوارُهُ مِنْ أُفُقِ إِرادَةِ رَبِّهِمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، مِنَ النّاسِ مَنْ أَعْرَضَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْتى عَلى سَفْكِ دَمِيْ وَمِنْهُمْ مَنْ نَطَقَ بِما احْتَرَقَ بِهِ أَكْبادُ الْمُخْلِصِيْن، قَدْ ذابَتْ قُلُوْبُ الْمَلإِ الأَعْلى بِما وَرَدَ عَلى أَهْلِ الْبَهآءِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، سَوْفَ يَرَوْنَ جَزاءَ ما عَمِلُوا كَما رَأَتِ الرَّقْشآءُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدِها الذِّئْبُ وَمِنْ قَبْلِهِ الْكاذِبُ الَّذِيْ أَفْتى عَلى اسْمِيْ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مِنَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ، قُلْ يا قَوْمِ أَنِ اقْرَؤُا لَوْحَ الرَّئِيْسِ وَما نُزِّلَ فِي الأَلْواحِ لَعَلَّ يَرْجِعُوْنَ إِلى اللهِ وَيَجِدُوْنَ عَرْفَ الْقَمِيْصِ سَوْفَ يَأْخُذُ اللهُ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا كَما أَخَذَ الظّالِمِيْنَ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُ لا تُعْجِزُهُ صُفُوْفُ الْعالَمِ وَلا سَطْوَةُ الأُمَمِ يَفْعَلُ ما يَشآءُ وَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ أَنِ افْرَحْ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ تَاللهِ قَدْ ماجَ بَحْرُ الْفَرَحِ أَمامَ الْوَجْهِ طُوْبى لِمَنْ شَهِدَ وَرَأَى وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ بَعِيْدٍ، إِنَّكَ إِذا جَذَبَتْكَ نَفَحاتُ الْوَحْيِ وَسَمِعْتَ حَفِيْفَ السِّدْرَةِ قُمْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهِيْ بِما أَسْمَعْتَنِيْ نِدائَكَ وَعَرَّفْتَنِيْ ظُهُوْرَكَ وَأَيَّدْتَنِيْ عَلى الإِقْبالِ إِلى أُفُقِكَ وَعَلَّمْتَنِيْ سَبِيْلَكَ الْمُسْتَقِيْمَ، أَسْئَلُكَ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ الْكائِناتِ وَأَزِمَّةُ الْمَوْجُوْداتِ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الْمُلْكَ وَالْمَلَكُوْتَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ قائِماً عَلى خِدْمَتِكَ وَناطِقًا بِذِكْرِكَ وَمُتَحَرِّكًا بِإِرادَتِكَ وَمُنْجَذِبًا بِآياتِكَ وَمُنادِيًا بِاسْمِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، أَيْرَبِّ لا تَحْرِمْنِيْ مِنْ لَئآلِىءِ بَحْرِ فَضْلِكَ وَلا تَمْنَعْنِيْ مِنْ إِشْراقاتِ شَمْسِ عِنايَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِيْ لا يُعْجِزُكَ شَيْءٌ وَلا يَمْنَعُكَ أَمْرٌ قَدْ شَهِدَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِكَ وَقُدْرَتِكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ.

المصادر
المحتوى