بسمه الناطق بين الأرض والسماء هذا كتاب من لدى...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (54)

بسمه الناطق بين الأرض والسّمآء

هذا كِتابٌ مِنْ لَدى الْوَهّابِ إِلى مَنْ آمَنَ بِاللهِ رَبِّ الأَرْبابِ وَفازَ بِالْبَحْرِ الأَعْظَمِ إِذْ ماجَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُهَيْمِنًا عَلى مَنْ فِي الْبِلادِ، قَدْ نَزَّلْنا الْبَيانَ لِهذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ بِهِ أَشْرَقَتِ الأَكْوانُ فَلَمّا أَتى الْمِيْقاتُ وَظَهَرَ مُنْزِلُ الآياتِ أَخَذَتِ النّاسَ شُبُهاتُ أَفْئِدَةِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ مالِكِ الْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ، مِنْهُمْ مَنِ ارْتابَ فِيْ أَمْرِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ هذا الْحِيْنَ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتِ الأَحْيانُ، قُلْ أَعِنْدَكُمْ عِلْمُ السّاعَةِ أَمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ فِي الْكتابِ، لا يُحِيْطُ بِعِلْمِهِ عِلْمُ مَنْ عَلى الأَرْضِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ عارِفٍ بَصَّارٍ، قُلْ قَدْ ظَهَرَ كُلُّ ساعَةٍ بِأَمْرِهِ وَقامَ كُلُّ قِيامَةٍ بِسُلْطانِهِ الَّذِيْ أَحاطَ الإِمْكانَ، هَلْ أَرَدْتُمْ بِما عِنْدَكُمْ تَتَقَرَّبُوا هذِهِ النّارَ الَّتِي الْتَهَبَتْ مِنَ السِّدْرَةِ الَّتِي ارْتَفَعَتْ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، لَعَمْرِيْ لا يَكْفِيْكُمُ الْيَوْمَ ما نُزِّلَ فِي الْبَيانِ إِلاّ بِهذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ دَلَعَ دِيْكُ الْعَرْشِ وَنَطَقَ لِسانُ الْكِبْرِيآءِ الْمُلْكُ للهِ الْواحِدِ الْمُقْتَدِرِ الْغَفّارِ، قَدْ أَخْبَرَكُمُ الْبَيانُ بِعُلُوِّ هذا الظُّهُوْرِ أَنِ انْظُرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، قالَ إِيّاكُمْ أَنْ تَحْتَجِبُوا بِما فِي الْبَيانِ عَنْ هذا الظُّهُوْرِ الْمُشْرِقِ عَلى الآفاقِ، مَنْ أَرادَ أَنْ يَعْرِفَنِيْ بِغَيْرِ ما نُزِّلَ مِنْ عِنْدِيْ إِنَّهُ لأَحْجَبُ الْخَلْقِ عِنْدَ الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ، مَنْ أَرادَ أَنْ يَنْظُرَنِيْ يَنْبَغِيْ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ بِعَيْنِيْ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ فِي الأَلْواحِ، قُلِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَجْعَلُوا ما عِنْدَكُمْ مِيْزانًا لِهذا النُّوْرِ الَّذِيْ أَشْرَقَ مِنْ أُفُقِ الإِيْقانِ، قَدْ ظَهَرَ كُلُّ قِسْطاسٍ بِأَمْرِهِ وَبِهِ ظَهَرَ الصِّراطُ وَنُصِبَ الْمِيْزانُ، لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يُجَرِّبَ الرَّبَّ إِنَّهُ يُجَرِّبُ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، لَوْ يَقْرَءُ أَحَدٌ ما نُزِّلَ فِي الْبَيانِ لَيَنُوْحُ بِما وَرَدَ عَلى الْمَظْلُوْمِ مِنْ مَطالِعِ الظَّلامِ، أَنْ يا كَرِيْمُ قَدْ حَضَرَ لَدى الْكَرِيْمِ كِتابُكَ وَأَجَبْناكَ بِهذا اللَّوْحِ الَّذِيْ مِنْهُ لاحَ نَيِّرُ الأَمْرِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما أَرْسَلَ إِلَيْكَ فِيْكُلِّ حَجَّةٍ حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهانَهُ وَنَطَقَ بِاسْمِكَ إِذْ كانَ بَيْنَ أَيْدِي الْفُجّارِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَدائِدِ الدُّنْيا قَدْ وَرَدَ عَلَيْنا أَعْظَمُها أَنِ اصْبِرْ كَما صَبَرَ مَوْلَيكَ إِنَّهُ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الصَّبّارُ، قُمْ عَلى خِدْمَتِهِ بَيْنَ النّاسِ هذا يَنْبَغِيْ لَكَ وَلِلَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى قِبْلَةِ الأَنامِ، طُوْبى لَكَ بِما فُزْتَ بِذِكْرِ رَبِّكَ وَنَطَقْتَ بِثَنآئِهِ بَيْنَ الْعِبادِ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ الَّذِيْنَ اسْتَقامُوا عَلى الأَمْرِ وَوَفَوْا بِالْمِيْثاقِ، ثُمَّ اذْكُرْ أَهْلَكَ مِنْ لَدى الْمَظْلُوْمِ قُلْ أَنِ اذْكُرِيْ إِذْ كُنْتِ فِي الْبَيْتِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكِ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، وَسَمِعْتِ نِدآئَهُ الأَحْلى إِذْ تَمُرُّ نَفَحاتُ الْوَحْيِ عَنْ خَلْفِ الْحِجابِ، كَذلِكَ مَنَنّا عَلَيْكِ إِذْ كانَ نَيِّرُ الآفاقِ فِي الْعِراقِ.

المصادر
المحتوى