سُبْحانَ الَّذِيْ بِيَدِهِ مَلَكُوْتُ كُلِّشَيْءٍ يُسَبِّحُ لَهُ الرَّعْدُ مِنْ خَشْيَتِهِ وَالسَّحابُ مِنْ عَظَمَتِهِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ السُّبْحانُ، أَنْ يا عَبْدُ اسْمَعْ نِدآءَ هذا الْمَسْجُوْنِ عَنْ شَطْرِ السِّجْنِ ثُمَّ انْقَطِعْ عَمّا خُلِقَ فِي الأَكْوانِ، قُلْ بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ثُمَّ وَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اسْمِ اللهِ الأَعْظَمِ وَقُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ قَدْ شُقَّتِ السَّحابُ وَانْفَطَرَتِ السَّمآءُ وَأَتى الْمَحْبُوْبُ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، أَنِ اسْتَحْيُوا عَنِ اللهِ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ وَلا تَكْفُرُوا بِالَّذِيْ سَجَدَ لَهُ كُلُّ الْوُجُوْهِ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ أَرَدْتُمْ قُدْرَةَ اللهِ قَدْ شَهِدْتُمْ بِعُيُوْنِكُمْ وَإِنْ أَرَدْتُمْ سَلْطَنَةَ اللهِ قَدْ رَأَيْتُمْ بِأَبْصارِكُمْ وَإِنْ أَرَدْتُمُ الآياتِ إِنَّها قَدْ نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ عَلى شَأْنٍ تَعْجَزُ عَنْ إِحْصآئِها كُلُّما خُلِقَ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ الْعَزِيْزِ السُّبْحانِ، لَمْ نَدْرِ أَنْتُمْ بِأَيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ مِنْ قَبْلُ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَعْقِبُوا الشَّيْطانَ، فَكِّرُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ أَقَلَّ مِنْ آنٍ ثُمَّ أَنْصِفُوا فِيْهذا الأَمْرِ الَّذِيْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ وَهذا الْغُلامِ الَّذِيْ ظَهَرَ بِقُدْرَةِ اللهِ وَيَنْطِقُ حِيْنَئِذٍ بَيْنَ كُلِّ الأَدْيانِ، وَعَنْ يَمِيْنِهِ يَمْشِيْ جُنُوْدُ الْوَحْيِ بِراياتِ الأَمْرِ ثُمَّ عَنْ يَسارِهِ قَبِيْلٌ مِنَ الْغِلْمانِ، بِيَدِ كُلِّ واحِدٍ مِنْهُمْ رَحِيْقُ الْمَخْتُوْمُ الَّذِيْ خُتِمَ بِسِرِّ اسْمِي الْمَكْنُوْنِ، وَنُقِشَ مِنْ قَلَمِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى عَلى غُرَرِهِمُ الْغَرّا تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ مَحْبُوْبُ الرَّحْمنِ الَّذِيْ وُعِدْتُمْ بِهِ فِيْكُلِّ الأَلْواحِ فَبِأَيِّ آيَةٍ مِنْ آياتِ اللهِ تُكَذِّبانِ، تَاللهِ لَمّا ظَهَرَ كُسِفَتِ الشُّمُوْسُ وَخُسِفَتِ الأَقْمارُ وَسَقَطَتِ الأَثْمارُ وَظَهَرَ الزَّلْزالُ بَيْنَ أَهْلِ الإِمْكانِ، كَذلِكَ دَلَعَ دِيْكُ الْعَرْشِ فِيْ رِضْوانِ الْبَقا وَغَرَّدَتْ وَرْقاءُ الأَمْرِ عَلى أَفْنانِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وَتَزَيَّنَ طاوُسُ الْمَعانِيْ بِطِرازِ الْبَيانِ، إِنَّكَ أَنْتَ يا عَبْدُ أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما تَحَرَّكَ عَلى ذِكْرِكَ قَلَمُ الْقُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلى حُبِّ مَوْلاكَ وَبَلِّغِ النّاسَ هذا الأَمْرَ الَّذِيْ مِنْهُ شُقَّتْ سُبُحاتُ الأَوْهامِ وَطَلَعَ فَجْرُ الْمَعانِيْ عَنْ أُفُقِ مَشِيَّةِ رَبِّكَ العَزِيْزِ الْمُسْتَعانِ، طَهِّرْ أَفْئِدَةَ النّاسِ مِنْ هذا الْمآءِ الَّذِيْ جَرى مِنْ مَعِيْنِ أَمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ ذَكِّرْهُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ لَعَلَّ يَتَوَجَّهُنَّ إِلى اللهِ فِيْهذِهِ الأَيّامِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ مِنْكُلِّ الْجِهاتِ طَلايعُ الافْتِنانِ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ ما مَنَعَتْهُمْ نَفَحاتُ الامْتِحانِ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الرَّحْمنِ.