بسمي الحكيم يا حكيم طوبى لوجهك بما توجّه إلى الوجه...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (59)

بسمي الحكيم

يا حَكِيْمُ طُوْبى لِوَجْهِكَ بِما تَوَجَّهَ إِلى الْوَجْهِ وَلأُذُنِكَ بِما سَمِعَتِ النِّداءَ إِذِ ارْتَفَعَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى وَلِلِسانِكَ بِما نَطَقَ بِهذا الذِّكْرِ الْحَكِيْمِ، قَدْ فاضَ بَحْرُ الْعِرْفانِ بَيْنَ الإِمْكانِ وَارْتَفَعَ حَفِيْفُ سِدْرَةِ الرَّحْمنِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، قُمْ عَلى خِدْمَةِ الأَمْرِ ثُمَّ وَصِّ الْعِبادَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ هذا ما أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ فِيْكِتابِهِ الْعَظِيْمِ، طُوْبى لِعَبْدٍ وَجَدَ عَرْفَ الظُّهُوْرِ وَسَمِعَ ما نَطَقَ بِهِ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَعْرَضَ وَاعْتَرَضَ عَلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، كُنْ مُشْتَعِلاً بِنارِ حُبِّ رَبِّكَ لِيَشْتَعِلَ بِها الْعالَمُ هذا يَنْبَغِيْ لَكَ فِيْهذا الْيَوْمِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، كُنْ مُنادِيًا لأَمْرِ الْحَقِّ بَيْنَ الْخَلْقِ وَمُبَشِّرًا بِهذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ الَّذِيْ بِهِ اقْشَعَرَّتِ الْجُلُوْدُ وَتَزَلْزَلَ كُلُّ بُنْيانٍ مَتِيْنٍ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ عُلَمائِكُمْ لَعَمْرُ اللهِ إِنَّهُمْ يَسُوْقُوْنَكُمْ إِلى النَّارِ وَيَهْدُوْنَكُمْ إِلى السَّعِيْرِ، تَاللهِ الْحَقِّ أَشْرَقَ نَيِّرُ الإِيْقانِ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ إِرادَةِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ اتَّقُوا يا مَعْشَرَ الْجُهَلاءِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، سَوْفَ يَفْنى ما عِنْدَكُمْ وَما تَرَوْنَهُ الْيَوْمَ وَيَبْقى الْمُلْكُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، طُوْبى لِنَفْسٍ فازَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ وَشَرِبَتْ رَحِيْقَ الْبَيانِ مِنْ أَيادِي الْعَطآءِ أَلا إِنَّهُ مِنَ الْمُقَرَّبِيْنَ فِيْ لَوْحٍ كَرِيْمٍ، قُلْ تَاللهِ فاحَتْ نَفْحَةُ الرَّحْمنِ بَيْنَ الإِمْكانِ إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ هذا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَكُوْنُوا مِنَ الصَّاغِرِيْنَ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَصَرَّفْناها بِالْحَقِّ فَضْلاً مِنْ لَدُنَّا وَأَنا الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ فَضْلِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ آمَنُوا بِاللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ.

المصادر
المحتوى