هو الناطق بالعدل في ملكوت البيان كتاب أنزله الرحمن...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (62)

هو النّاطق بالعدل في ملكوت البيان

كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ لِتُجْذَبَ أَفْئِدَةُ الْعِبادِ إِلى أُفُقٍ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعِرْفانِ أَمْرًا مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الأَنامِ، إِنَّ الْبَهآءَ يُبَشِّرُ الْوَرى وَيَقُوْلُ افْرَحُوا يا مَلأَ الأَرْضِ بِما ارْتَفَعَ خِبآءُ الْمَجْدِ عَلى أَعْلى الأَعْلامِ وَقِبابُ الْعَظَمَةِ عَلى مَقامٍ عَجِزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ الأَنامُ، قَدْ كُنْتُ ماشِيًا فِي الْبَيْتِ حَضَرَ ثَنائُكَ وَما ظَهَرَ مِنْ فُؤادِكَ فِيْهذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ انْصَعَقَ الأُمَمُ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ رَبُّ الأَرْبابِ، قَدْ سَمِعْنا ما أَنْشَأْتَهُ فِيْ ثَنآءِ اللهِ وَأَنْشَدْتَهُ أَمامَ وُجُوْهِ الْعِبادِ، طُوْبى لَكَ بِما أَقْبَلْتَ إِذْ ارْتَفَعَ النِّدآءُ وَنَطَقْتَ بِثَنآءِ مَوْليكَ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ، طُوْبى لِلِسانٍ نَطَقَ بِذِكْرِ الْحَقِّ وَلِيَدٍ أَخَذَتْ كِتابَ اللهِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ خافُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا مَطالِعَ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ، إِنّا نُبَشِّرُكُمْ بِعِنايَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ وَنَذْكُرُكُمْ بِآياتٍ إِذا نُزِّلَتْ تَعَطَّرَتِ الآفاقُ، قُلْ يا مَلأَ الْغافِلِيْنَ أَما تَرَوْنَ ما ظَهَرَ بِإِرادَتِيْ وَنَطَقَ بِهِ لِسانِيْ وَظَهَرَ ما كانَ مَسْتُوْرًا فِي أَزَلِ الآزالِ، اسْمَعُوا النِّدآءَ وَضَعُوا ما عِنْدَكُمْ تَاللهِ قَدِ انْفَطَرَتِ السَّمآءُ وَأَتى مالِكُ الأَسْمآءِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، كَذلِكَ تَحَرَّكَ الْقَلَمُ الأَعْلى عَلى ذِكْرِ أَصْفِيائِهِ الَّذِيْنَ ما خَوَّفَتْهُمْ ضَوْضآءُ الْعالَمِ وَلا صُفُوْفُ الأُمَمِ أُوْلئِكَ أَهْلُ الْبَهآءِ فِي الصَّحِيْفَةِ الْحَمْرآءِ كَذلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ سِجْنِ عَكّآءَ أَمْراً مِنْ لَدُنْ آمِرٍ أَمّارٍ، يا أَوْلِيآئِي اسْمَعُوا نِدآئِيْ ثُمَّ اعْمَلُوا ما يَرْتَفِعُ بِهِ مَقاماتُكُمْ فِي الْعالَمِ بَيْنَ الأُمَمِ إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الدُّنْيا وَزُخْرُفُها وَآلاتُها وَنَعْمآئُها وَأَلْوانُها عَنِ الإِقْبالِ إِلى مَشْرِقِ وَحْيِ اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، فِيْ آخِرِ الْقَوْلِ نَسْئَلُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى أَنْ يَسْقِيَكُمْ رَحِيْقَهُ الْمَخْتُوْمَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ إِذْ ظَهَرَ انَجَذَبَتْ حَقائِقُ الأَشْيآءِ وَنادى الْمُنادِ مِنَ الشَّطْرِ الأَيْمَنِ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلى الْمُلْكُ للهِ مالِكِ هذا الْيَوْمِ الْمُنِيْرِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ هذا السَّمآءِ عَلَيْكُمْ يا حِزْبَ اللهِ وَعَلى الَّذِيْنَ عَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتابِ.

المصادر
المحتوى