هو الناظر من أفقه الأعلى يا عليُّ إن المظلوم يريد أن...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (63)

هو النّاظر من أفقه الأعلى

يا عَلِيُّ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يُرِيْدُ أَنْ يَذْكُرَكَ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ غاضَ الإِنْصافُ وَفاضَ الاعْتِسافُ وَفِيْهِ نُكِسَتْ رايَةُ الْعَدْلِ وَنُصِبَ عَلَمُ الْجَهْلِ لا تَدْرِ نَفْسٌ مَنِ الَّذِيْ يَأْمُرُها بِالْبَغْيِ وَالْفَحْشآءِ وَمَنِ الَّذِيْ يَدْعُوْها إِلى اللهِ مالِكِ الأَسْمآءِ كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَصَرَّفْناها فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْفَضّالُ الْمُهَيْمِنُ الْقَيُّوْمُ، قُلْ يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَمْنَعُوا أَنْفُسَكُمْ عَنِ النَّبَإِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بَشَّرَكُمُ اللهُ بِهِ فِيْ كُتُبِهِ وَصُحُفِهِ وَفِيْ لَوْحٍ نَزَّلَ فِيْهِ أَسْرارَ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، ضَعُوا ما عِنْدَكُمْ وَما عِنْدَ عُلَمائِكُمْ مُتَمَسِّكِيْنَ بِما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، هذا يَوْمُ اللهِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْرِفُوْنَ وَهذا يَوْمُ الْمَوْعُوْدِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُوْرِهِ وَنُفِخَ فِي الصُّوْرِ وَانصَعَقَ مَنْ عَلى الأَرْضِ إِلاّ مَنْ شآءَ اللهُ مالِكُ الْوُجُوْدِ، قُمْ عَلى الأَمْرِ ثُمَّ اذْكُرْ رَبَّكَ الَّذِيْ خَلَقَكَ وَأَظْهَرَكَ لِهذا الْيَوْمِ الْمَشْهُوْدِ، إِنّا ظَهَرْنا وَأَظْهَرْنا الأَمْرَ رَغْمًا لِكُلِّ عالِمٍ مَحْجُوْبٍ، طُوْبى لِمُقْبِلٍ أَقْبَلَ إِلى اللهِ فِيْ أَيّامِهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ أَعْرَضَ مُتَمَسِّكًا بِالأَوْهامِ وَالظُّنُوْنِ، كَذلِكَ نَطَقَ الْقَلَمُ إِذْ كانَ الْمَظْلُوْمُ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ وَنَذْكُرُ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى الأُفُقِ الأَعْلى وَسَمِعُوا نِدآءَ اللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ.

المصادر
المحتوى