هو الشاهد السامع العليم إنّا نذكر من انجذب من النداء...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (65)

هو الشّاهد السّامع العليم

إِنّا نَذْكُرُ مَنِ انْجَذَبَ مِنَ النِّداءِ إِذِ ارْتَفَعَ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى وَأَقْبَلَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ مِمَّنْ سَمِعَ وَأَجابَ مَوْلَيهُ إِذْ كانَ الْعِبادُ فِيْ حُجُباتٍ مُبِيْنٍ، قَدْ شَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ وَأَقَرَّ بِما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الأَسْمآءِ فِيْهذا الْكِتابِ الْعَظِيْمِ، يا قَلَمِي الأَعْلى بَشِّرْهُ مِنْ قِبَلِيْ بِما قُدِّرَ لَهُ مِنْ لَدى اللهِ الْقَوِيِّ الْقَدِيْرِ، قَدْ أَحاطَتْهُ الأَحْزانُ فِيْ أَكْثَرِ الأَحْيانِ إِنَّ رَبَّهُ الرَّحْمنَ لَهُوَ الشّاهِدُ الْعَلِيْمُ، أَنِ افْرَحْ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَجْهُ الْمَظْلُوْمِ وَذَكَرَكَ مِنْ قَبْلُ وَفِيْهذا الْحِيْنِ، ذَكِّرْ أَحِبّائِيْ مِنْ قِبَلِيْ وَبَشِّرْهُمْ بِعِنايَةِ رَبِّهِمُ الْمُعْطِي الْكَرِيْمِ، إِنّا نُكَبِّرُ مِنْ هذا الْمَقامِ عَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَشَرِبُوا رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ مِنْ أَيادِيْ عَطآءِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ السَّمْعُ يُنادِيْ تَاللهِ هذا يَوْمِيْ وَفِيْهِ أَسْمَعُ النِّدآءَ الأَحْلى مِنْ شَطْرِ سِجْنِ رَبِّي الظّاهِرِ السَّميْعِ، وَالْبَصَرُ يُنادِيْ وَيَقُوْلُ إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمِيْ وَأَرى الأُفُقَ الأَعْلى أَمْراً مِنْ لَدُنْ آمِرٍ قَدِيْرٍ، طُوْبى لِسَمْعٍ سَمِعَ انْظُرْ تَرانِيْ وَلِبَصَرٍ رَأى الآيَةَ الْكُبْرى مِنْ هذا الأُفُقِ الْمُنِيْرِ، قُلْ يا مَعْشَرَ الأُمَرآءِ وَالْعُلَمآءِ وَالْعُرَفآءِ قَدْ ظَهَرَ الْيَوْمُ الْمَوْعُوْدُ وَأتى رَبُّ الْجُنُوْدِ أَنِ افْرَحُوا بِهذا الْفَرَحِ الأَعْظَمِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ كَذلِكَ يَأْمُرُكُمْ مَنْ نَطَقَ وَيَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ وَعَلى الَّذِيْنَ يُحِبُّونَكَ وَيَسْمَعُوْنَ بَيانَكَ فِيْهذا الأَمْرِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ.

المصادر
المحتوى