يُنادِي الْمُنادِ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ يا عِبادَ الرَّحْمنِ أَنِ اسْرُعُوا بِالْقُلُوْبِ إِلى شَطْرِ الْمَحْبُوْبِ قَدْ مُنِعَ السَّبِيْلُ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الْفُجّارِ، كَمْ مِنْ عِبادٍ أَرادُوا الْوَجْهَ وَمُنِعُوا عَنِ الْحُضُوْرِ لَدى الْعَرْشِ بِذلِكَ ناحَتْ سُكّانُ مَدايِنِ مَلَكُوْتِ الأَسْمآءِ وَأَهْلُ مَلإِ الأَعْلى عَلَيْهِمْ صَلَواتِيْ وَرَحْمَتِيْ إِلى يَوْمِ الَّذِيْ لا يَتِمُّ بِالْحِسابِ، طُوْبى لِوُجُوْهِهِمْ بِما تَوَجَّهُوا إِلى وَجْهِ اللهِ وَلِقُلُوْبِهِمْ بِما أَقْبَلُوا إِلى نَيِّرِ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، كَمْ مِنْهُمْ تَوَجَّهُوا وَحَضَرُوا وَفازُوا بِما أَرادَ اللهُ لَهُمْ فِي الْكِتابِ، لِكُلٍّ نَصِيْبٌ مِنْ هذا الْبَحْرِ الأَعْظَمِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيْزُ الْغَفّارُ، إِيّاكُمْ أَنْ يُحْزِنَكُمُ الْبُعْدُ كَمْ مِنْ عِبادٍ ما حَضَرُوا لَدى الْعَرْشِ وَكُتِبَ لَهُمُ اللِّقا فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ كانَ فِيْ جِوارِيْ وَما فازَ بِلِقائِيْ كَذلِكَ شَهِدَ الرَّحْمنُ فِيْ هذا اللَّوْحِ الَّذِيْ مِنْ أُفُقِهِ لاحَتْ شَمْسُ الْحِكْمَةِ وَالعِرْفانِ، طُوْبى لِلَّذِيْنَ فازُوا بِالأَمْرَيْنِ قَدْ قُدِّرَ لَهُمْ ما تَقَرُّ بِهِ عُيُوْنُ الإِبْداعِ، أَنْ يا أَحِبّآئِيْ إِذا اجْتَمَعْتُمْ فِيْ بُقْعَةٍ أَنِ اذْكُرُوا ما وَرَدَ عَلَيَّ فِيْ أَيّامِيْ وَما رَأَيْتُ مِنَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ فالِقِ الإِصْباحِ، مِنَ النَّاسِ مَنْ أَرادَ إِطْفآءَ نُوْرِيْ وَمِنْهُمْ مَنْ أَرادَ سَفْكَ دَمِيْ وَمِنْهُمْ مَنْ ظَهَرَ بِالإِعْراضِ جَهْرَةً وَمِنْهُمْ مَنْ قالَ إِنَّهُ افْترى عَلى اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ جِئْتُهُمْ مِنْ مَشْرِقِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطانٍ، سَوْفَ نَأْخُذُهُمْ كَما أَخَذْنا مِنْ قَبْلِهِمُ الأَحْزابَ وَنَرْفَعُ راياتِ الأَمْرِ كَيْفَ نَشآءُ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ المُقْتَدِرُ الْقَهّارُ، لَوْلا رَحْمَتِيْ نُنْزِلُ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ وَلكِنْ أَمْهَلْناهُمْ ناظِرًا إِلى الْمِيْقاتِ، إِنَّكَ فَاحْمَدِ اللهَ بِما نَزَّلْنا لَكَ الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَجِدَ ما تَضَوَّعَ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ أَمامَ وَجْهِ رَبِّكَ مالِكِ الأَنامِ.