هو الشاهد العالم السميع شهد الله أنه لا إله إلا هو...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (67)

هو الشّاهد العالم السّميع

شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالَّذِيْ أَتى مِنْ سَمآءِ الأَمْرِ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَيْبُ الْمَكْنُوْنُ وَالسِّرُّ الْمَصُوْنُ وَهُوَ الَّذِيْ بَشَّرَ بِهِ كُتُبُ اللهِ وَأَنْبِيآئُهُ وَسُفَرآئُهُ وَبِهِ ظَهَرَتِ الأَسْرارُ وَخُرِقَتِ الأَسْتارُ وَبَرَزَتِ الآثارُ قَدْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما أَرادَ وَيَمْشِيْ عَلى مَشارِفِ الأَرْضِ بِالْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، طُوْبى لِقَوِيٍّ كَسَّرَ أَصْنامَ الأَوْهامِ بِاسْمِ رَبِّهِ مالِكِ الأَنامِ، يا أَفْنانِيْ إِنَّا أَرَدْنا أَنْ نَذْكُرَكَ فَضْلاً مِنْ لَدُنّا لِتَجْذُبَكَ نَفَحاتُ ذِكْرِيْ إِلى مَلَكُوْتِيْ وَخِبآءِ مَجْدِي الَّذِيْ ارْتَفَعَ بِهذا الاسْمِ الَّذِيْ مِنْهُ تَزَعْزَعَتِ الأَرْكانُ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ لَعَمْرُ اللهِ قَدْ أَتى وَظَهَرَ ما وُعِدْتُمْ بِهِ فِيْ كِتابِ رَبِّكُمْ مالِكِ الْمَآبِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الْخَلْقِ عَنِ الْحَقِّ سَوْفَ يَفْنى ما يُرى وَيَبْقى ما نُزِّلَ مِنْ لَدى اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، قُلْ هذا يَوْمُ الأَعْمالِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ وَهذا يَوْمُ الذِّكْرِ وَالْبَيانِ لَوْ أَنْتُمْ تَشْعُرُوْنَ، دَعُوا ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَخُذُوا ما أُمِرْتُم بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، سَيَأْتِيْ يَوْمٌ لا يَنْفَعُكُمْ فِيْهِ خَزائِنُ الأَرْضِ كُلُّها يَشْهَدُ بِذلِكَ مالِكُ الأَسْماءِ، الَّذِيْ يَنْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغُيُوْبِ، هَنِيْئاً لَكَ يا أَفْنانِيْ بِما فُزْتَ بِآياتِيْ وَوَجَدْتَ عَرْفَ ظُهُوْرِيْ وَأَجَبْتَ نِدآئِي إِذْ أَنْكَرَنِيْ عِبادِيْ وَخَلْقِي الَّذِيْنَ نَبَذُوا أُمَّ الْبَيانِ عَنْ وَرائِهِمْ وَأَخَذُوا ما أُمِرُوا بِهِ مِنْ مَطالِعِ الأَوْهامِ وَالظُّنُوْنِ، كَذلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ مَلَكُوْتِ الْبَيانِ مِنْ لَدى اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى ما أَنْتَ عَلَيْهِ وَعَلى خِدْمَةِ الأَمْرِ ثُمَّ احْفَظْ مَقامَكَ بِاسْمِ رَبِّكَ مالِكِ الغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، تَاللهِ لَوْ يَطَّلِعُ أَحَدٌ بِما هُوَ الْمَسْتُوْرُ لَيَطِيْرُ شَوْقًا إِلى اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا وَفازُوا بِما سُطِرَ فِي اللَّوْحِ مِنْ قَلَمِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ.

المصادر
المحتوى