سُبْحانَ الَّذِيْ أَنْزَلَ الآياتِ وَفَتَحَ بِها أَبْوابَ الْعِرْفانِ عَلى مَنْ فِيْ الإِمْكانِ، تَعالى الرَّحْمنُ الَّذِيْ ظَهَرَ وَأَظْهَرَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِيْ أَزَلِ الآزالِ، يا أَهْلَ الْبَهآءِ أَنِ اسْتَمِعُوا النِّدآءَ مِنْ شَطْرِ الْبُقْعَةِ الْبَيْضآءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِيْ دَعا الْكُلَّ إِلى أَعْلى الْمَقامِ، نَعِيْمًا لِمَنْ وَجَدَ عَرْفَ الْقَمِيْصِ وَأَقْبَلَ إِلى أُفُقٍ أَعْرَضَ عَنْهُ الْفُجّارُ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ أَخَذَ جَذْبُ النِّدآءِ الْمَلأَ الأَعْلى وَأَهْلَ الْجَنَّةِ الْعُلْيا وَالْقَوْمُ أَكْثَرُهُمْ فِيْ غَفْلَةٍ وَحِجابٍ، يا حَمِيْدُ أَنِ احْمَدِ اللهَ بِما شَرَّفَكَ بِاللِّقاءِ وَسَقاكَ كَوْثَرَ الْوِصالِ مِنْ يَدِ عَطآئِهِ فِي الْمَآلِ، كُنْ مُشْتَعِلاً بِنارِ حُبِّيْ وَقائِمًا عَلى خِدْمَةِ أَمْرِيْ وَناطِقًا بِثَنآئِيْ عَلى شَأْنٍ لا تَمْنَعُكَ ضَوْضاءُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ، أَنِ اذْكُرْ إِذْ كُنْتَ حاضِرًا لَدى الْوَجْهِ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَ الْبَيانِ وَسَمِعْتَ نِدآءَ الْمَقْصُودِ فِي طُوْرِ الْعِرْفانِ، إِنّا نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ عَلى ما يَنْبَغِيْ لأَيّامِهِ وَيَرْزُقَكَ ما يَبْقى بِهِ ذِكْرُكَ بِدَوامِ أَسْمآئِي الْحُسْنى إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما يَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَجْذُبَكَ إِلى مَقامٍ تَضَعُ الصَّمْتَ وَرائَكَ وَتَنْطِقُ بَيْنَ الْعِبادِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ، لا تَنْظُرْ إِلى الْعُلَمآءِ وَضَوْضائِهِمْ وَلا إِلى الأُمَرآءِ وَإِعْراضِهِمْ سَوْفَ يَأْتِيْ يَوْمٌ فِيْهِ يُذْكَرُ ما قُضِيَ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ مَوْلى الأَنامِ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلى أَحِبّائِيْ ثُمَّ اذْكُرْهُمْ بِما أَنْزَلْنا لَكَ لَعَلَّ يَقُوْمُوْنَ بِما فاتَ عَنْهُمْ فِيْ أَيّامِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ.