يا حُسَينُ قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْمَظْلُوْمِ وَقَرَئَهُ الْعَبْدُ الْحاضِرُ سَمِعْنا وَأَجَبْناكَ بِهذا الْكِتابِ الَّذِيْ شَهِدَ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْعَظِيْمُ، إِيّاكَ أَنْ تَأْخُذَكَ الأَحْزانُ فِيْ أَيّامِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ دَعِ الإِمْكانَ عَنْ وَرآئِكَ مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، لا تَنْظُرْ إِلى الْخَلْقِ وَما عِنْدَهُمْ تَفَكَّرْ فِيْظُهُوْرِ اللهِ وَسُلْطانِهِ وَما ظَهَرَ مِنْ عِنْدِهِ فِيْهذا الْيَوْمِ الَّذِي اسْتَبْشَرَ بِهِ الْمَلأُ الأَعْلى وَالَّذِيْنَ سَرُعُوا إِلى الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَشَرِبُوا مِنْهُ بِاسْمِي الْكَرِيْمِ، إِيّاكَ أَنْ تُحْزِنَكَ شُئُوْناتُ الْبَشَرِ أَنِ اسمِعْ ما يَنْطِقُ بِهِ مالِكُ الْقَدَرِ مِنْ شَطْرِ مَنْظَرِهِ الأَكْبَرِ لِيَأْخُذَكَ الْفَرَحُ عَلى شَأْنٍ لا تَحْجُبُكَ حُجُباتُ الْعالَمِ عَنْ هذا الأَمْرِ الَّذِيْ إِذا ظَهَرَ اضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ الْغافِلِيْنَ، تَمَسَّكَ بِذَيْلِ رَحْمَةِ رَبِّكَ وَقُلْ يا مَوْلى الْوَرى وَسُلْطانَ الآخِرَةِ وَالأُوْلى أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَبْهى الَّذِيْ بِهِ سَرَتْ سَفِيْنَةُ أَمْرِكَ عَلى بَحْرِ رَحْمَتِكَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مُسْتَقِيْمًا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ زَلَّتْ أَقْدامُ الْعُلَمآءِ وَاضْطَرَبَتْ أَفْئِدَةُ الْعُرَفآءِ الَّذِيْنَ نَبَذُوا أَمْرَكَ عَنْ وَرآئِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَوْهامَهُمْ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ وَلا كِتابٍ مُنِيْرٍ، كَذلِكَ أَوْقَدْنا سِراجَ الْعِرْفانِ فِيْ مِشْكَوةِ الْبَيانِ وَأَرْسَلْناهُ إِلَيْكَ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْغَفُوْرَ الرَّحِيْمَ.