بسم الله الأعظم الأبهى ذكر رحمة ربك عبده الذي اتّخذ...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (74)

بسم الله الأعظم الأبهى

ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدِهِ الَّذِيْ اتَّخَدَ لِنَفْسِهِ إِلى اللهِ سَبِيْلاً وَأَرادَ أَنْ يَحْضَرَ تِلْقآءَ الْعَرْشِ بَعْدَ الَّذِيْ حُبِسَ جَمالُ الْقِدَمِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الأَشْرارِ الَّذِيْنَ إِذا قِيْلَ لَهُمْ بِأَيِّ حُجَّةٍ آمَنْتُمْ بِاللهِ يَقُوْلُوْنَ بِالْبَيانِ وَإِذا أَتى سُلْطانُ الْمَعانِيْ عَلى ظُلَلِ التِّبْيانِ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّهِمُ الرَّحْمنِ، كَذلِكَ أَخَذْنا الْمُجْرِمِيْنَ وَأَظْهَرْنا ما فِيْ صُدُوْرِهِمْ وَجَعَلْناهُمْ عِبْرَةً لِلْعِبادِ فَاعْتَبِرُوا يا أُوْلِي الأَبْصارِ، قُلْ هذا يَوْمٌ فِيْهِ ناحَتْ قَبائِلُ الأَرْضِ وَاضْطَرَبَتِ الأَكْوانُ وَتَرى فِيْ وُجُوْهِ الْمُجْرِمِيْنَ غَبَرَةَ النّارِ، قُلْ تَاللهِ إِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اضْطَرَبَتْ وَالصُّوْرَ يَنُوْحُ لِنَفْسِهِ وَمَعْشَرَ الْمُقَرَّبِيْنَ أَخَذُوا ذَيْلَ اللهِ وَيَقُوْلُوْنَ ارْحَمْنا يا رَبَّ الأَرْبابِ وَالْمَلائِكَةَ واقِفُونَ تِلْقآءَ الْعَرْشِ وَلَنْ يَقْدِرُوْنَ أَنْ يَتَكَلَّمُوْنَ إِلاّ بَعْدَ إِذْنِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَعْتَرِضُوا عَلى الَّذِيْ بإِشارَةٍ مِنْ إِصْبَعِهِ انْفَطَرَتْ سَمآءُ الأَدْيانِ وَانْشَقَّتْ أَرْضُ الْوَهْمِ وَأَكَبَّ الأَصْنامُ وَانْقَعَرَتِ الأَعْجازُ، قُلْ يا قَوْمِ هذا لَهُوَ الَّذِيْ ناحَ لِحُزْنِهِ نُقْطَةُ الْبَيانِ وَسَمِعَ نِدآئَهُ نُقْطَةُ الْفُرْقانِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ يا مَلأَ الْفُجّارِ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَاللهِ قَدْ قُدِّرَ لَكَ ما تَقَرُّ بِهِ الأَبْصارُ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُكَ عَنْ ذِكْرِهِ إِشاراتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمُ الْمُخْتارِ، وَالْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ قامُوا عَنْ بَيْنِ الأَمْواتِ وَتَوَجَّهُوا إِلى وَجْهٍ مِنْهُ أَضائَتِ الآفاقُ.

المصادر
المحتوى