قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ كِتابُ أَحَدٍ مِنْ أَفْنانِي الَّذِي اقْتَبَسَ مِنْ مِشْكَوةِ الْبَيانِ وَفازَ بِالْعِرْفانِ إِذْ أَتى الرَّحْمنُ بِسُلْطانِهِ الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ، إِنَّا نُجِيْبُهُ بِهذا اللَّوْحِ لِيَجْذُبَهُ أَثَرُ قَلَمِ الْوَحْيِ إِلى مَقامٍ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ بَدِيْعٍ، إِنَّا قَرَئْنا كِتابَكَ وَسَمِعْنا نِدآئَكَ إِنَّهُ لَهُوَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ، طُوْبى لِكَلِمَةٍ ظَهَرَتْ فِيْ ثَنآءِ اللهِ وَلِمُتَكَلِّمٍ تَكَلَّمَ بِذِكْرِهِ الْحَكِيْمِ، إِنّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ وَنَذْكُرُكَ فِيْهذا الْحِيْنِ الَّذِيْ اسْتَقَرَّ جَمالُ الْقِدَمِ فِي السِّجْنِ الأَعْظَمِ عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يَجْعَلَكَ مُسْتَقِيْمًا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ زَلَّتْ أَقْدامُ الْعارِفِيْنَ، لَعَمْرِيْ لَوْلا حِفْظِيْ لَيَزَلُّ أَقْدامُ الأَوْلِيآءِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْحافِظُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، لا حَوْلَ لأَحَدٍ وَلا قُوَّةَ لِنَفْسٍ إِلاّ بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، نَسْئَلُهُ بِأَنْ يَجْعَلَكَ فِيْكُلِّ الأَحْوالِ مُسْتَقِيْمًا عَلى أَمْرِهِ وَيَسْقِيْكَ فِيْكُلِّ الأَحْيانِ كَوْثَرَ عِرْفانِهِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، كَذلِكَ تَرَشَّحَ بَحْرُ الْوَحْيِ مِنْ هذا الْمَقَرِّ الْمُقَدَّسِ الْمُتَعالِي الْبَدِيْعِ الْمَنِيْعِ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ تَمَسَّكُوا بِهذا الْحَبْلِ الْمَتِيْنِ، قَدْ كانَ فِيْ كِتابِكَ ذِكْرُ أَحَدٍ مِنَ الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، ذَكِّرْهُ مِنْ قِبَلِيْ وَبَشِّرْهُ بِهذا الذِّكْرِ الَّذِيْ بِهِ أَنارَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ هذا يَوْمُ الذِّكْرِ أَنِ اذْكُرْ مَصائِبَ الرَّحْمنِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ كَما يَذْكُرُكَ بِفَضْلِهِ الْعَمِيْمِ.