ج و يعزّيكم الله بفضل من عنده إنه لهو المعزّي العليم...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (78)

ج

وَيُعَزِّيْكُمُ اللهُ بِفَضْلٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُعَزِّي الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، لا تَحْزَنْ فِيْ أَبِيْكَ إِنَّهُ صَعَدَ إِلى اللهِ وَكانَ مُتَضَوِّعًا مِنْهُ عَرْفُ حُبِّي الْعَزِيْزِ، يَنْبَغِيْ أَنْ تُكَدَّرُوا لِمَنْ غَفَلَ لا لِمَنْ فازَ بِذِكْرِي الْحَكِيْمِ، قَدْ غَفَرَهُ اللهُ قَبْلَ صُعُوْدِهِ وَبَعْدَ صُعُوْدِهِ أَدْخَلَهُ فِيْ مَقامٍ يَعْجَزُ عَنْ ذِكْرِهِ قَلَمُ الْعَالَمِيْنَ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ عَلى مَنْ سُمِّيَ بِعَلِيٍّ قُلْ إِيّاكَ أَنْ تَحْزَنَ فِيْ أَيّامِيْ وَإِيّاكَ أَنْ يُكَدِّرَكَ شَيْءٌ أَنِ انْظُرْ بَحْرَ عِنايَةِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ الْفَرِحِيْنَ، قَدْ كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْكَ إِذْ صَعَدَ أَبِيْ إِلى اللهِ وَكانَ يُعَزِّيْنِيْ بَعْضُ الْعِبادِ وَأَنْتَ يُعَزِّيْكَ اللهُ بِلِسانِهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، فَأَنْصِفْ هَلْ يَنْبَغِي الْحُزْنُ بَعْدَ ذلِكَ لا وَجَمالِي الْمُشْرِقِ مِنْ هذا الأُفُقِ الْمُبِيْنِ، هذِهِ كَلِمَةٌ نَزَّلْناها بِالْفَضْلِ لِئَلاّ يُحْزِنَكَ ما يَظْهَرُ فِي الأَرْضِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُبَيِّنُ الْعَلِيْمُ، لَيْسَ هذا يَوْمَ الْكُدُوْرَةِ وَالْبُكآءِ بَلْ يَنْبَغِيْ لَكَ وَلِلَّذِيْنَ آمَنُوا بِأَنْ يَفْرَحُوا فِيْ أَيّامِ رَبِّهِمُ الْغَفُوْرِ الْكَرِيْمِ، إِنَّهُ يَكْفِيْكُمْ بِالْحَقِّ وَهُوَ أَشْفَقُ مِنْ أَلْفِ أَبٍ وَهذا فِيْ حَدِّ الإِنْشآءِ وَإِلاّ تَعالى أَنْ يُحَدَّ صِفاتُهُ بِالْحُدُوْدِ أَوْ يَنْتَهِيْ بِالْقَلَمِ وَالْمِدادِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ عالِمٍ بَصِيْرٍ، تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ اشْتَغِلُوا بِذِكْرِهِ ثُمَّ افْرَحُوا بِما يَذْكُرُكُمْ فِيْ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ بِآياتٍ لا تُعادِلُها خَزائِنُ الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لِلَّذِيْ صَعَدَ إِنَّهُ مِمَّنِ اهْتَدى بِأَنْوارِ الأَمْرِ وَتَوَجَّهَ إِلى الْمَحْبُوْبِ بِوَجْهٍ مُنِيْرٍ، وَمِنْ حُسْنِ نِيَّتِهِ ظُهُوْرُكُمْ وَقِيامُكُمْ عَلى خِدْمَةِ مَوْلَيكُمُ الْقَدِيْمِ، أَنِ اذْكُرُوْهُ بِالرَّوْحِ وَالرَّيْحانِ وَإِنَّا نَذْكُرُهُ فِيْهذا الْمَنْظَرِ الْكَرِيْمِ، عَلَيْهِ بَهآءُ اللهِ وَبَهآءُ مَنْ فِيْ مَلَكُوْتِيْ وَكُلُّ ذِكْرٍ جَمِيْلٍ.

المصادر
المحتوى