هو الشاهد الناظر العليم الحكيم يا إبراهيم عليك بهاء هذا...

حضرت بهاءالله
أصلي عربي

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (79)

هو الشّاهد النّاظر العليم الحكيم

يا إِبْراهِيْمُ عَلَيْكَ بَهآءُ هذا النَّبَإِ الْعَظِيْمِ الَّذِيْ بِهِ أَنْجَزَ اللهُ وَعْدَهُ وَأَظْهَرَ سُلْطانَهُ وَبِهِ فُكَّ خَتْمُ رَحِيْقِهِ الْمَخْتُوْمِ وَظَهَرَتْ أَسْرارُ اسْمِهِ الْمَكْنُوْنِ، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَأَخَذَ وَشَرِبَ بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، يا إِبْراهِيْمُ إِنَّ الْخَلِيْلَ يَذْكُرُكَ فِيْهذا الْمَقامِ إِذْ كانَ مُشْتَعِلاً بِنارِ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِيْ تَجَلَّتْ بِجُذْوَةٍ مِنْها عَلى مُوْسى بِنْ عِمْرانَ فِيْ طُوْرِ الْبَيانِ بِذلِكَ انْجَذَبَتِ الأَفْئِدَةُ وَالْقُلُوْبُ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ وَلا تَعْتَرِضُوا عَلى الَّذِيْ بِهِ طارَ الْمُوَحِّدُوْنَ إِلى مَلَكُوْتِ اللِّقآءِ وَالْمُخْلِصُوْنَ إِلى جَبَرُوْتِ الْقُرْبِ وَالْوَصالِ تَعالى هذا الْفَضْلُ الَّذِيْ أَحاطَ بِالْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، قُلْ أَقْبِلُوا يا قَوْمِ إِلى أُفُقٍ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبُرْهانِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ خُرِقَتِ الأَحْجابُ وَظَهَرَتِ الأَسْرارُ وَبَرَزَ ما كانَ مَكْنُوْنًا فِي الْعِلْمِ وَمَسْتُوْرًا عَنِ الأَبْصارِ وَالْعُيُوْنِ، قُمْ عَلى خِدْمَةِ أَمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ انْطِقْ بَيْنَ الْعِبادِ بِآياتِ اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، إِنَّا ذَكَرْناكَ مِنْ قَبْلُ بِآياتٍ مَحْكَماتٍ وَأَنْزَلْنا لَكَ فِيْهذا الْحِيْنِ ما انْجَذَبَتْ بِهِ حَقايِقُ الأَشْيآءِ وَانْشَرَحَتْ بِهِ الصُّدُوْرُ، قُلْ لا عاصِمَ الْيَوْمَ لأَحَدٍ إِلاّ بِهذا الأَمْرِ الَّذِيْ إِذْ ظَهَرَ خَضَعَتْ لَهُ كُتُبُ الْقَوْمِ طُوْبى لِقَوْمٍ يَعْلَمُوْنَ، طُوْبى لِمَنْ سَمِعَ وَشَهِدَ بِما شَهِدَ اللهُ وَوَيْلٌ لِكُلِّ مُغِلٍّ مَرْدُوْدٍ الَّذِيْنَ أَنْكَرُوا حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهانَهُ وَارْتَكَبُوا ما ناحَ بِهِ الْمُقَرَّبُوْنَ، خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلى الْعالَمِ وَلَكَ الثَّنآءُ يا مالِكَ الْوُجُوْدِ، كَذلِكَ أَنْزَلْنا لَكَ الآياتِ مَرَّةً أُخْرى لِتَفْرَحَ وَتَقُوْمَ عَلى نُصْرَةِ الأَمْرِ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْمُؤَيِّدُ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيْزُ الْمَحْبُوْبُ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ سَمآءِ عِنايَتِيْ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ عَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ.

المصادر
المحتوى