يا أَحِبّائِيْ فِيْ سَرْوِسْتانَ أَنِ اسْتَمِعُوا نِدآءَ الرَّحْمنِ فِي الإِمْكانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيْزُ الْمَنّانُ، قَدْ وَجَدْنا عَرْفَ حُبِّكُمْ ذَكَرْناكُمْ فِيْهذا السِّجْنِ الَّذِيْ فِيْهِ حُبِسَ مَحْبُوْبُ الآفاقِ، قَدِ انْتَظَرُوا أَيّامِيْ فَلَمّا أَظْهَرْنا لَهُمْ نَفْسِيْ كَفَرُوا بِها إِلاّ مَنْ نَبَذَ الْعالَمَ مُقْبِلاً إِلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، أَنِ اتَّحِدُوا فِيْ كَلِمَةِ اللهِ ثُمَّ ذَكِّرُوا الْعِبادَ بِالْحِكْمَةِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، قُوْلُوا يا قَوْمِ تَوَجَّهُوا إِلى أُفُقِ الْفَضْلِ تَاللهِ أَنارَ مِنْ شَمْسِ ذِكْرِ اسْمِ رَبِّنا الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، نُوْصِيْكُمْ بِالتَّقْدِيْسِ وَالتَّنْزِيْهِ وَما يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُ اللهِ فِي الدِّيارِ، كُوْنُوا مَصابِيْحَ الْهُدى بَيْنَ الْوَرى وَمَطالِعَ الْخَيْرِ لِمَنْ فِي الإِبْداعِ، لا تَحْزَنُوا مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُ مَعَكُمْ وَيُقَدِّرُ لَكُمْ ما يَنْفَعُكُمْ بِدَوامِ اللهِ مالِكِ الإِيْجادِ، أَنِ اسْتَبْشِرُوا فِيْهذا الْيَوْمِ تَاللهِ إِنَّهُ يَوْمُ اللهِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْغَفْلَةٍ وَضَلالٍ، أَنِ اقْرَؤُوا آياتِ اللهِ بِها تَنْجَذِبُ قُلُوْبُ الأَبْرارِ، إِنَّها لَكَوْثَرُ الْحَيَوانِ لأَهْلِ الْعِرْفانِ وَالرَّحِيْقُ الْمَخْتُوْمُ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، سَتَفْنى الدُّنْيا وَما فِيْها وَيَبْقى ما قُدِّرَ لَكُمْ مِنْ لَدُنْ مُسَخِّرِ الأَرْياحِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكُمْ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِأَنْوارِ الْوَجْهِ وَاسْتَقامُوا عَلى هذا الأَمْرِ الَّذِيْ بِهِ ذَلَّتِ الرِّقابُ.