قَدِ ارْتَفَعَ ذِكْرُ الْمُخْتارِ مِنْ سِدْرَةِ النّارِ عِنْدَ مَطْلِعِ الأَنْوارِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، قَدْ أَضآءَ الْعالَمُ مِنْ أَنْوارِ الْقِدَمِ وَلكِنَّ الأُمَمَ فِيْ حِجابٍ مُبِيْنٍ، إِلاّ مَنْ أَنْقَذَهُ يَدُ الاقْتِدارِ وَأَحْيَتْهُ نَفْحَةُ الْحَيَوانِ الَّتِيْ مَرَّتْ مِنَ الْفَرْعِ الْمُعَلَّقِ عَلى مَتْنِ مَحْبُوْبِ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قَدْ كَمُلَ الإِمْكانُ مِنْ لَواقِحِ الرَّحْمنِ سَوْفَ يَظْهَرُ مِنْهُ عِبادٌ بِهِمْ تُنْصَبُ راياتُ اسْمِي الأَعْظَمِ عَلى كُلِّ جَبَلٍ رَفِيْعٍ، قَدْ حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْمَذْكُوْرِ وَوَجَدْنا مِنْهُ نَفَحاتِ حُبِّكَ مَقْصُوْدَ الْعالَمِيْنَ، لَوْ وَجَدْنا لِلسِّجْنِ مِنْ قَرارٍ لأَمَرْناكَ بِالْحُضُوْرِ لَدى الْعَرْشِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، قَدْ أَرْسَلْنا إِلَيْكَ بِيَدِ السِّيْنِ لَوْحًا ثُمَّ بِيَدِ الأَمِيْنِ هذا اللَّوْحَ الْمُبِيْنَ لِتَفْرَحَ بِذِكْرِهِ إِيّاكَ وَتَشْكُرَهُ فِيْكُلِّ حانٍ وَحِيْنٍ، لا تَحْزَنْ عَنِ الْبُعْدِ كُنْ ناطِقاً بِذِكْرِ الْمَعْبُوْدِ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ إِنَّهُ يُقَرِّبُ مَنْ يَشآءُ بِسُلْطانٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، قَدْ كُتِبَ لَكُمْ فِيْ الأَلْواحِ ما لا يُعادِلُهُ ما خُلِقَ فِي الأَرْضِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُجْزِي الْمُعْطِي الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، كَذلِكَ هَطَلَتْ مِنْ سَمآءِ الْبَيانِ أَمْطارُ الْحِكْمَةِ وَالتِّبْيانِ لِيَنْبُتَ مِنَ الْقُلُوْبِ نَباتُ الذِّكْرِ وَالْعِرْفانِ فِيْهذا الذِّكْرِ الْعَظِيْمِ، دارِ مَعَ اسْمِنا الْفَتْحِ فِي الأُمُوْرِ وَتَوَكَّلْ عَلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّهُ يُظْهِرُ فِي الْمُلْكِ ما يَشآءُ وَيُبَدِّلُ الأُمُوْرَ كَيْفَ أَرادَ كُلُّشَيْءٍ فِيْ قَبْضَتِهِ أَسِيْرٌ وَإِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٌ، إِنَّما البَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَذَوِيْ قَرابَتِكَ مِنَ الَّذِيْنَ تَعاطَوْا الأَقْداحَ فِيْهذا الذِّكْرِ الْبَدِيْعِ.