قَدْ سَمِعْنا نِدآئَكَ وَما ذَكَرْتَ بِهِ مَذْكُوْرَ الْعالَمِيْنَ، وَوَجَدْنا مِنْ كِتابِكَ عَرْفَ حُبِّكَ مَوْلَيكَ الْعَلِيْمَ الْحَكِيْمَ، وَرَأَيْناهُ مُطَرَّزًا بِطِرازِ ذِكْرِ مالِكِ الأَسْمآءِ وَمُزَيَّنًا بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ عِلى الْعالَمِيْنَ، قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْكَ فِيْكُلِّ حَجَّةٍ حُجَّةُ اللهِ وَبَيانُهُ وَنُزِّلَ لَكَ فِيْكُلِّ سَنَةٍ ما يَنْبُتُ بِهِ شَقايِقُ الْعِرْفانِ مِنْ حَقايِقِ الإِمْكانِ وَيَشْهَدُنَّ عَلى أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيُّ الْعَلِيْمُ، قَدْ مُلِئَتِ الأَلْواحُ مِنْ ذِكْرِكُمْ هذا مِنْ فَضْلِيْ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، سَوْفَ يَظْهَرُ ما سُتِرَ الْيَوْمَ وَيَشْهَدُنَّ الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ بِإِعْزازِ كَلِمَةِ اللهِ وَما ذُكِرْتُمْ بِهِ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، هَلْ يَحْسَبُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ فِيْ عِزٍّ لا وَنَفْسِهِ الْحَقِّ إِنَّ الْعِزَّةَ كُلَّها للهِ وَلِلَّذِيْنَهُمُ اعْتَرَفُوا بِسُلْطانِهِ إِذْ أَتى بِجَبَرُوْتِهِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، سَوْفَ يُظْهِرُ اللهُ عِزَّ الَّذِيْنَ آمَنُوا بِمَطْلِعِ الْوَحْيِ إِذًا يَرَوْنَ الْمُشْرِكُوْنَ أَنْفُسَهُمْ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، طُوْبى لَكَ بِما شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْوَحْيِ وَفُزْتَ بِحُبِّ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، قُلْ إِنَّ حُبَّهُ مآءٌ فِيْ أَثَرِهِ وَنارٌ فِيْ طَبِيْعَتِهِ مُجْذِبٌ بِحَرارَتِهِ الرُّطُوْباتِ الَّتِيْ مَنَعَتِ النّاسَ عَنِ الصُّعُوْدِ إِلى هَوآءِ عِرْفانِ رَبِّهِمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، قَدْ نُزِّلَ فِيْهذِهِ الآيَةِ عِلَّةُ الْحَرَكَةِ وَالسُّكُوْنِ طُوْبى لِمَنْ عَرَفَ وَطارَ بِقَلْبِهِ إِلى مَقامٍ عَجِزَتْ عَنْ ذِكْرِهِ الأَقْلامُ ثُمَّ أَلْسُنُ الْمُتَكَلِّمِيْنَ، مَرَّةً تَراهُ ماءَ الْحَيَوانِ لأَنَّ بِهِ أَحْيَيْنا أَفْئِدَةَ الْعارِفِيْنَ، مَرَّةً تَراهُ النّارَ وَبِها احْتَرَقَتْ حُجُباتُ الأَوْهامِ وَتَوَجَّهَتِ الْقُلُوْبُ إِلى وَجْهِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، كَذلِكَ أَجْرَيْنا مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى سَلْسَبِيْلَ الذِّكْرِ وَالثَّناءِ فَضْلاً مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكَ مِنْ عِبادِ اللهِ الْمُخْلِصِيْنَ، أَنِ اشْرَبُوا بِإِذْنٍ مِنْ لَدُنّا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما أَرادَ وَإِنَّهُ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْمُحِيْطُ.