بسمه الباقي بعد فناء الأشياء قد فاز كتابك بمحضر ربك...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (84)

بِسمه الباقي بعد فنآء الأشيآء

قَدْ فازَ كِتابُكَ بِمَحْضَرِ رَبِّكَ الْفَيّاضِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَجْهُ الْقِدَمِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ إِنَّهُ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الْكَرِيْمُ، وَعَرَفْنا ما فِيْهِ مِنْ ذِكْرِكَ مَوْلَيكَ وَوَجَدْنا مِنْهُ عَرْفَ حُبِّكَ مَحْبُوْبَ الْعارِفِيْنَ، قُلْ هذا يَوْمٌ فِيْهِ يُنادِي الْحَجَرُ قَدْ ظَهَرَ مالِكُ الْقَدَرِ وَالْمَدَرُ يُسَبِّحُ رَبَّهُ فِي الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ وَالْهِضابُ تُنادِيْ قَدْ أَتى الْوَهّابُ وَالْبِطاحُ تَصِيْحُ قَدْ قُضِيَ الْمِيْقاتُ وَأَنارَ الْمِصْباحُ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، طُوْبى لِنَفْسٍ أَقْبَلَتْ وَلِناظِرٍ تَوَجَّهَ بِطَرْفِ الإِنْصافِ إِلى ما ظَهَرَ فِي الإِبْداعِ مِنْ ظُهُوْراتِ رَحْمَةِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، طُوْبى لَكَ بِما حَضَرَ كِتابُكَ لَدى الْعَرْشِ وَذُكِرْتَ مِنْ قَلَمِهِ الْعَزِيْزِ الْمَنِيْعِ، أَنِ اشْكُرِ اللهَ بِما اعْتَرَفَ لِسانُكَ بِما اعْتَرَفَ الْمَقْصُوْدُ وَسَمِعَتْ أُذُنُكَ ما ارْتَفَعَ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ النَّوْراءِ مِنَ السِّدْرَةِ الْمُنْتَهى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، تَوَكَّلْ عَلى اللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ يَنْبَغِيْ لأَيّامِ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، كُنْ ناطِقًا بِاسْمِهِ وَذاكِرًا بِذِكْرِهِ وَقائِمًا عَلى نُصْرَةِ أَمْرِهِ بَيْنَ عِبادِهِ الْغافِلِيْنَ، قَدْ شَهِدَ اللهُ لَكَ بِما شَهِدْتَ فِيْكِتابِكَ إِنَّ هذا لَفَضْلٌ كَبِيْرٌ، وَنَزَّلَ لَكَ فِي السِّجْنِ ما أَشْرَقَتْ بِهِ شَمْسُ الأَلْطافِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَضّالُ الْقَدِيْمُ، إِنَّهُ يُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ وَيَذْكُرُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ فِيْ مَلَكُوْتِهِ الْمُمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، إِنَّما الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ تَوَجَّهَ إِلى هذا الأُفُقِ الْمُنِيْرِ.

المصادر
المحتوى