هذا كِتابٌ مِنْ لَدُنّا إِلى الَّذِيْ فازَ بِأَنْوارِ الرَّحْمنِ بَعْدَ الَّذِيْ أَنْكَرَهُ كُلُّ غافِلٍ مُرْتابٍ، قَدْ ذُكِرَ اسْمُكَ لَدى الْعَرْشِ وَنُزِّلَ لَكَ ما تَطِيْرُ بِهِ الْعُقُوْلُ وَالأَرْواحُ إِنَّهُ يَذْكُرُ فِي السِّجْنِ مَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ قَدْ أَحاطَ فَضْلُهُ الآفاقَ، كَمْ مِنْ حَكِيْمٍ ما فازَ بِلِقآءِ رَبِّهِ وَكَمْ مِنْ صَبِيٍّ إِذا سَمِعَ النِّدا قَالَ لَبَّيْكَ يا رَبَّ الأَرْبابِ، طُوْبى لِوَجْهٍ أَقْبَلَ إِلى الْوَجْهِ وَلِقَلْبٍ أَنارَ مِنْ مَطْلِعِ الإِلْهامِ، إِنَّ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَلِيٍّا أُوْلئِكَ مُنِعُوا بِما اتَّبَعُوا الأَوْهامَ، يَعْبُدُوْنَ الأَصْنامَ وَيَظُنُّوْنَ أَنَّهُمْ مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ الْمُتَعالِ، قُلْ اللهُ يَعْلَمُ خافِيَةَ الصُّدُوْرِ عِنْدَهُ عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ فِي الْكِتابِ، أَنِ احْمَدِ اللهَ بِما فُزْتَ بِهذا الرَّحِيْقِ الَّذِيْ فَكَّيْنا خَتْمَهُ بِإِصْبَعِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ، وَشُرِّفْتَ بِأَيّامِهِ وَجَرى عَلى ذِكْرِكَ قَلَمُ الْوَحْيِ مِنْ لَدُنْ مالِكِ الأَنامِ، قُلْ يا إِلهِيْ أَيِّدْنِيْ عَلى ما تُحِبُّهُ ثُمَّ اكْتُبْ لِيْ ما يَجْعَلُنِيْ ناظِرًا إِلَيْكَ وَناطِقًا بِاسْمِكَ وَمُنادِيًا لأَمْرِكَ بَيْنَ الأَكْوانِ، أَنا الَّذِيْ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَاجْعَلْنِيْ مِنَ الَّذِيْنَ دَخَلُوا فِيْ سُرادِقِ مَجْدِكَ وَاسْتَقَرُّوا عَلى أَمْرِكَ وَاسْتَقامُوا عَلى ما أَمَرْتَهُمْ فِيْ أَلْواحِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشآءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْوَهّابُ، الْبَهآءُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبِيْكَ وَأُمِّكَ وَعَلى مَنْ مَعَكُمْ مِنْ كُلِّ ذُكُوْرٍ وَإِناثٍ، الْحَمْدُ للهِ مالِكِ الرِّقابِ.