يا أَيُّها النّاظِرُ إِلى أُفُقِ الظُّهُوْرِ اسْمَعْ نِدآءَ مُكَلِّمِ الطُّوْرِ إِنَّهُ نَطَقَ بِما ظَهَر َمِنْهُ حُكْمُ النُّشُوْرِ وَقامَ أَهْلُ الْقُبُوْرِ أَمْرًا مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَلِّ وَجْهَكَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى لِتَسْمَعَ نِدآءَ مالِكِ الأَسْمآءِ الَّذِي ارْتَفَعَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمآءِ إِنَّهُ يَجْذُبُكَ إِلى مَقامٍ يَطُوْفُهُ أَهْلُ الْمَلَكُوْتِ، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ اتَّقُوا الرَّحْمنَ قَدْ أَتى مَنْ كانَ مَذْكُوْرًا فِيْ كُتُبِ اللهِ وَبَشَّرَ بِهِ نُقْطَةُ الْبَيانِ لَوْ أَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ، لا تُغْنِيْكُمُ الْيَوْمَ كُتُبُ الْعالَمِ وَلا ما عِنْدَ الأُمَمِ ضَعُوا الأَوْهامَ وَرآئَكُمْ مُقْبِلِيْنَ إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، هذا يَوْمٌ تَنْطِقُ فِيْهِ الأَشْجارُ وَالأَوْراقُ وَتُنادِي السِّدْرَةُ وَارْتَفَعَتِ الصَّيْحَةُ وَلكِنَّ الْقَوْمَ لا يَفْقَهُوْنَ، قُلْ قُوْمُوا عَنْ رَقْد الْهَوى قَدْ أَتى مَوْلى الْوَرى بِسُلْطانٍ مَشْهُوْدٍ، إِنْ تُنْكِرُوا هذا الْفَضْلَ الأَعْظَمَ بِأَيِّ أَمْرٍ تَطْمَئِنُّ قُلُوْبُكُمْ يا أَهْلَ الظُّنُوْنِ، إِنَّكَ أَنْتَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَوَكَّلْ عَلى اللهِ رَبِّ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، إِنَّهُ أَنْزَلَ لَكَ فِي السِّجْنِ ما لا يَأْخُذُهُ الْفَنآءُ بِدَوامِ أَمْرِي الْمَحْتُوْمِ، وَنَذْكُرُ مَنْ سُمِّيَ بِحَيْدَرٍ وَنُبَشِّرُهُ بِعِنايَةِ اللهِ مالِكِ الْقَدَرِ الَّذِيْ اسْتَوى عَلى عَرْشِ الْبَيانِ وَيَنْطِقُ بِما تَطِيْرُ بِهِ الْقُلُوْبُ، إِذا فُزْتَ بِآياتِيْ وَشَرِبْتَ كَوْثَرَ الْبَقآءِ مِنْ كَلِماتِيْ قُمْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْوُجُوْدِ وَسُلْطانَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، وَنَذْكُرُ مَنْ سُمِّيَ بِسَيِّدْ آقا وَنُوْصِيْهِ بِما وَصَّيْنا عِبادَنا فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ مِنْ لَدى الْحَقِّ عَلاّمِ الْغُيُوْبِ، اشْكُرِ اللهَ بِما عَرَّفَكَ وَأَيَّدَكَ عَلى الإِقْبالِ إِلى مَقامٍ أَعْرَضَ عَنْهُ الْعُلَمآءُ وَالْفُقَهآءُ ثُمَّ الأُمَرآءُ الَّذِيْنَ سَفَكُوا الدِّمآءَ إِذْ أَعْرَضُوا عَنِ اللهِ مالِكِ الْجَبَرُوْتِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ انْصُرُوا الرَّحْمنَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ وَبِالأَخْلاقِ الَّتِيْ بِها تَظْهَرُ مَقاماتُ النُّفُوْسِ، كَذلِكَ اسْتَنَّ قَلَمُ الرَّحْمنِ فِيْ مِضْمارِ الْبَيانِ طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ وَشَهِدَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ.